منيرة احمد
* خاص لموقع نفحات القلم
أدب الطفل هو جنس أدبي يشمل أساليب مختلفة من النثر والشعر المؤلفة بشكل خاص للأطفال دون عمر المراهقة. وتطور في القرن السابع عشر في أوروبا، وازدهر في منتصف القرن العشرين مع تحسين أنظمة التعليم في جميع أنحاء العالم، مما زاد من طلب المؤلفات المخصصة للأطفال بلغات مختلفة، ومع ظهور أدباء يكرسون معظم وقتهم لكتابة مؤلفات تخاطب الأطفال.
*معرفة احتياجات
عرفت خصائص الطفولة الفردية وأخذت قابليات الطفل واهتماماته بالحسبان. ولقي كتاب «إميل» الذي كتبه الفرنسي "جان جاك روسو" عن تربية الطفل وطبيعته اهتماماً واسعاً. وجاءت بعده عدة كتب أخرى. ثم بدأ الكتّاب يؤلفون قصصاً خاصة بالأطفال والفتيان ذات أهداف محددة مثل اكتساب المعارف وتعلم شؤون الحياة والمعيشة وتبني السلوك الحسن. واعترف بحق الطفل بالمطالعة الترويحية.وبذلك أصبح الأدب تربوياً وتعليمياً خلقياً وتعليمياً مدنياً..
*بداية الطباعة
طبع أول كتاب للصغار في عام 1484 على يد "وليام كاكستون" وكان ذلك الكتاب «خرافات إيسوب». ثم تلته كتيبات أخرى في الأغاني أو في وصف الألعاب.
ثم جاء أشهر الكتب المخصصة للأطفال، في أوروبا في القرن 17، وهو Ortis Pictus «العالم المصور» الذي وضعه المربي التشيكوسلوفاكي "جان آموس كومنيوس" Jean Amos Comenius ، في عام 1657.
وكان الكتاب تعليمياً.
*العصر الذهبي
وبدأ أدب الأطفال عصره الذهبي في القرنين 18 و19 حين بدخول كبار المؤلفين في فرنسا وانكلترا وألمانية وإيطالية وأميركا.
ولعل الخوض في هذا المجال أمر متعب، وعلى الكاتب أن يكون على دراية تامة في الخصائص النفسية للأطفال واحتياجاتهم، ليستطع استمالتهم.
*عزوف الكتّاب
وفي ظل ضغط الحياة على الكتاب من تكلفة الطباعة وضعف المردود انكفأ الكُتّاب عن الكتابة، وجاء عصر الرقمنة الذي دخل ذهن الصغار والكبار، وكيف بدأت مؤسسات كبرى لها أهدافها في اختراق ذهنية الطفل من خلال نشر أفلام همها تشويه ذائقة الطفل.
*استشعار الخطر
ربما من هذا السياق أتت محاضرة الأديبة أميمه إبراهيم، وهي التربوية المختصة، لتنبه إلى خطورة خطاب العولمة الموجه للأطفال، لبث نوايا وتصرفات أقل ما يمكن أن نسميها شريرة، وكم تطالعنا الشاشات بقصص وألعاب أودت بحياة الكثير من الأطفال.
تناولت محاضرتها الموسومة بـــ(واقع أدب الأطفال).والتي أدارها الأديب والمسرحي محمد بري العواني، في فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب 2018/12/11.
والتي أكدت فيها من خلال تجربتها في الكتابة للأطفال ومن موقعها كعضو في اتحاد الكتاب العرب جمعية أدب الأطفال وكرئيسة لمكتب الثقافة في قيادة منظمة الطلائع ومتابعتها الميدانية للشأن التربوي الثقافي في مدارس القطر، أن الكتابة إلى الطفل تحتاج إلى مقدرة ودراية وخبرة كبيرة في طرائق التعامل مع الطفل لذلك لابد أن يتمتع أديب الأطفال باعتبارات عديدة منها
اعتبار سيكولوجي نفسي لفهم شخصية الطفل
واعتبار معرفي ثقافي.
واعتبار فني يتعلق بالجنس الأدبي الذي يكتبه.
*معرفة الاحتياجات
إن اللقاءات مع الأطفال ضرورية وهي عملية تربوية ثقافية تسهم في إثراء ثقافة الطفل وتتيح للأديب أن يعرف وجهة نظر الطفل بالنص المطروح أمامه.وقد بينت من خلال محاضرتها أهمية الملتقيات الثقافية الطفلية التي سعت منظمة الطلائع كي تكون منبراً حقيقياً لأدب الطفل.
*مقترحات وحلول
ولم يقتصر رأيها على كشف المشكلة بل وضعت مقترحات تخدم ثقافة الظفل لدى جيل المستقبل وهي:
– تشجيع الأدباء والكتاب على الكتابة للأطفال بما يتلاءم مع معطيات العصر
– العمل على إقامة ورش ثقافية تهتم بأدب الطفل وواقعه والنهوض به.
– توفير منابر إعلاميه خاصة بالأطفال
– عقد ندوات ومؤتمرات يتم فيها بحث ونقد وتأريخ الإبداع المتعلق بالطفل.
– إصدار إبداعات الأدباء وإيصالها إلى الأطفال في البيوت والمدارس.
– تدريس أدب الأطفال في كليات التربية والآداب.
اعتماد عادة إهداء كتاب للطفل في المناسبات المحببة إليه.
–