لبنــان ومأزقــه الكبــير فـي حالــة التضــاد بيـن قواه الأسـاسية ؟…….
……………..هــل أوقــعت الأحـقاد بعــض من /14 / آذار في خنـدق العــدو ؟……
……………..حـل الواقــع اللبنــاني ـــ العــربي رهــن بالانتصــار فـي ســورية …..
المحامي محمد محسن
الكراهية والبغضاء لا تسقطان بكليتهما دفعة واحدة على كاهل حاملهما، بل تتراكما رويداً رويداً حتى تصيرا جبلاً من الأحقاد ينوء تحته حامله، فَيُغلقُ مَسامعُه وبصرهُ وبصيرَتَه، إلى الحد الذي لم يعد يرى في خصمه أية خصلة ايجابية، فتتحول الكراهية والبغضاء إلى عداء لا يطاق، يتمنى الحاقد أن تخسف الأرض بخصمه ، وأن يُسحق ولو على يد الشيطان .
.
وعندما يتراكم الحقد ويصل إلى هذه الدرجة يسمى بالعربية [ الحقد الأعمى الذي يأكل صاحبه ]، هنا قد يدفع صاحبه إلى التحالف مع ألد أعداء ذاك الذي يحقد عليه، ولو كان هذا العدو عدوه وعدو شريكه في الوطن ، الذي يحتل الأرض ويقتل الشعب .
.
وقد يتفاعل الحقد فيصبح الحاقد عدو نفسه، ومن يصبح عدو نفسه يصبح عدو وطنه، ومجتمعه، بالتتابع، والغريب وغير المألوف أن الحاقد الذي أغلق بصيرته يجعله غير قادر على ادراك أنه وقع في شرك عدوه، وأصبح خادماً لمصالح ذاك العدو بالمجان، وقد يتفلت البعض من الحقدة الموتورين، فيسقط في درب العمالة المأجورة والمباشرة . تخيلوا إلى أي درك يقود الكاره المبغض الحاقد، والمراحل التي يمر بها والتي قد تسقطه في حضن عدوه التاريخي .
.
……وهل هناك مثال أنصع من انتقال المعارضة السورية بغالبية أطيافها، [ نقلة نقلة ] من المعارضة السياسية، والبعض من مواقع الانتهاز، إلى الحقد فالحقد الأعمى، ومن ثم فقدان الأمل رويداً رويداً بالعودة على ظهر الدبابة الأمريكية أو الاسرائيلية لا فرق، عندها اضطرب حال المعارضين وانتقلوا إلى درجة العملاء، وبدأوا يطالبون بترجٍ أمريكا أو بريطانيا ولا بأس اسرائيل أن تقصف الوطن الذي كان وطنهم، هنا عبر الحقد الأعمى عن نفسه بجلاء .
.
وبعد انتهاء دور تلك المعارضات ولم تعد مفيدة، ألقيت من قبل مشغليها على قارعة الطريق تستجدي، شأنها شأن عملاء لحد في شوارع تل أبيب .
هل يمكن أن ندرس حالة / حزب الحريري، وحزب جعجع، وصولاً إلى حزب وليد بك جنبلاط / على ضوء هذه المفاهيم التي سقنا ؟؟.
.
تُعلمنا تجارب الشعوب وتنقل لنا، أن المعارضات الوطنية في دول العالم، والتي قد يأخذ الخلاف بين الحكومة والمعارضة أشكالاً مختلفة، وأحياناً يصل حد التصادم العنفي، ولكن تبقى مسألة الخلاف في حدود التنافس على برامج اقتصادية أو سياسية، ولكن الغاية من كل هذا التناقض، الحرص المتبادل على مصلحة الوطن المشترك، والسعي للإصلاح لا للتهديم .
.
أما عندما يتعرض الوطن إلى عدوان خارجي، عندها تتلاشى جميع الخلافات والصراعات ويتحد المجتمع معارضة وموالاة صفاً واحداً لرد العدوان، فكيف إذا كان العدو محتلاً للأرض الوطنية، ويعتدي يومياً على سيادة الوطن !، كما هو في لبنان ؟ .
.
……………..فهل اتبعت مجموعة / 14 / آذار في لبنان هذا النهج ؟؟،
أم أن الأمر في لبنان مختلف جذرياً ؟، فالمعارضة في لبنان المؤلفة من بعض المنتمين إلى / 14 / أذار، لم تعتمد أي تقليد من تقاليد المعارضات في العالم، كما تعودنا أن نسمع، بل تحولت إلى حالة عداء وكراهية وحقد أسود على خصومها السياسيين، [حزب الله وأنصاره من القوى الوطنية ] حتى وصل بها الأمر إلى أنها فقدت أية رغبة تشاركية مع الرأي الآخر إلا بالإكراه، إلى درجة أن ذلك التضاد المفرط الذي خرج عن المألوف، يتمظهر أحياناً بصيغ تخرج عن كل ما هو متعارف عليه، إلى الدرجة التي يقف فيها بعض الحاقدين من / 14 / آذار بصف العدو في الكثير من المواقف، ضد حزب الله وتياره، اظهاراً وإمعاناً في معاداته له.
.
قد يتنطح البعض ويتهمنا بالمبالغة، وأنا لا ألومه مبدئياً، لأن النتيجة التي وصلنا إليها تبدو للوهلة الأولى أنها غير منطقية ، بل مبالغ فيها لخروجها عن السياق الطبيعي للتعامل بين قوى المجتمع الواحد، وله علينا في هذه الحالة اثبات ذلك، وسنتقدم بكل منطق بأسبابنا التي أقمنا عليها هذه القناعة .
.
أولاً ـــ عندما اجتاحت اسرائيل لبنان عام/ 1983 / ألم يذهب بشير الجميل زعيم حزب الكتائب الذي كان لايزال جعجع وجماعته يُقَاتِلون ويُقْتَلون تحت لوائه إلى اسرائيل ؟، كم زيارة قام بها شارون وزير الدفاع الإسرائيلي إلى دارة بيت الجميل ؟، عودوا لقراءة اتفاق / 17 / أيار المذل المهين، المبرم بين أمين الجميل بصفته رئيس جمهورية لبنان، وبين اسرائيل الذي رهن لبنان لإسرائيل؟ .
.
ثانياً ـــ من أخرج الجيش الاسرائيلي من جنوب لبنان مزموماً مدحوراً عام / 2000 / أليس حزب الله، وللتاريخ يجب التنويه بسلوك حزب الله بعد التحرير تجاه العملاء، بعد أن فر لحد وعملائه مع الجيش المهزوم إلى داخل اسرائيل، يجرون أذيال الهزيمة المرة .
.
…. ألم يصلي البطريرك صفير على كبير عملاء جيش لحد ( الهاشم ) عندما قُتل ؟؟ .
كم هي كمية الحقد التي أظهروها هؤلاء العملاء عند خروج الجيش العربي السوري من لبنان ، الجيش الذي دفع أثماناً باهظة من دماء جنوده، دفاعاً عن وحدة لبنان، وفي مواجهة العدو الاسرائيلي .
.
ثالثاً ـــ عندما كان أبطال حزب الله يواجهون اسرائيل في حرب عام / 2006 / بكل شجاعة، وحققوا انتصارات مذهلة أهمها مجزرة ( الميركافا ) الدبابة الاسرائيلية فخر الصناعة الاسرائيلية في وادي الحجير .
.
مع من كان يجتمع السنيورة بصفته رئيساً لوزراء لبنان، وبرفقته جعجع، ووليد بك، والجميل ؟، ألم يكونوا يجتمعون مع ( كونزي )وزيرة خارجية أمريكا، بعد أن أشبعوا تلك الشمطاء قبلاً، والتي أطلقت شعارها المشهور آن ذاك [ الآن انطلقت الفوضى الخلاقة ؟؟ ]، لأن كونزي هذه كانت تعتقد حد الوثوق أن يوماً وليلة وتكون اسرائيل في صيدا، ولكن خاب فألها وفأل أصدقائها الذين كانوا يجتمعون معها، والذين راحوا يتنصلون من مسؤولية الحرب ويحملون حزب الله أوزارها؟؟ .
.
…..ألم ينزل الجنود الاسرائيليون المحتلون ضيوفاً على ( الوزير فتفت ) في مرج عيون وقدم لهم الشاي ؟؟. والحرب لاتزال على أشدها ؟.
.
رابعاً ـــ أليست السعودية الممول الرئيسي للحريري سعد وكل رهط / 14 / آذار ؟، لذلك لها الحق أن تلعب دور [ الوصي وأحياناً القيم ] على كتلة / 14 / آذار، القاصرة والسفيهة، والتي لا تدر أين مستقرها، لذلك تقوم السعودية الممولة بالتفكير عنهم في رسم مواقفها وسياساتها وتحديد مسارها ؟ .
.
ألم يصرح ترامب رئيس أمريكا بالحرف [ لولا السعودية لغادرت اسرائيل ] ؟، أي أن اسرائيل محمية من السعودية ؟، ألا تلعب السعودية دور القيم على تشكيلة / 14 / آذار ؟، وبالقانون اللبناني ( القيم ) هو الذي يتحمل مسؤولية سلوك القاصر مسؤولية مطلقة، والمعني بتوجيهه ورعايته، بذلك تكون قوى / 14 / آذار بكل تشكيلاتها تتخادم بالواسطة عن طريق السعودية مع اسرائيل ، وما ذكرناه سابقاً ليس إلا النذر اليسير من انحياز هذه الكتلة إلى العدو الاسرائيلي .
.
………………المحصـــــــــــــــــلة . كان لبنان يعتمد قاعدة [ قوة لبنان في ضعفه ] ولكن حزب الله أحل محلها [ قوة لبنان في قوته ]
.
أسئلة برسم العقلاء ومن دونهم بقليل، [ من أخرج اسرائيل من لبنان عام / 2000 / ؟ . من حقق الانتصار الأول على اسرائيل منذ تأسيسها ؟. لولا حزب الله ألم يكن هيناً على الجنود الاسرائيليين من تناول الحلويات عند ( الحلاب ) في طرابلس الشام ؟؟؟
نحن لا نهول الأمر ولا نبالغ وليس هذا دورنا، بل نحن ننبه إلى واقع هذه القوى العميلة لأمريكا ، المستأجرة من السعودية، والتي تجير كل طاقاتها إلى العدو الاسرائيلي، بشكل مباشر أو عن طريق وسيط، بذلك تكون قد أظهرت الحرب على سورية تخوم معسكر العدو بجلاء : [ المعسكر الأمريكي، الإسرائيلي، ملوك الخليج وأمرائه، / 14 / آذار في لبنان، الملوك العرب مع رجعياتهم ] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا الواقع المعقد في بنية المجتمع اللبناني، والتي تصل حد العداء المستحكم، بين قوتين أو اتجاهين لا يلتقيان، والتي لا فكاك لها في المدى المنظور هكذا تبدو .
وحتى الواقع العربي المتردي نتيجة عمالة ممالك الخليج وأخواتها، والشعور بالهزيمة المستحكم، وفقدان الأمل في المستقبل عند الانسان العربي، وحالة التبعية المزمنة التي ربطت مصير المنطقة عبر قرون بيد الغرب الاستعماري .
…………حـــل كــــل هــــذا الواقــــع المــــر
…………………….مرهــون بالانتصــار في ســورية..