في تفسيرهم لآثار الشاشة على عقل الطفل، يرى الأخصائيون أن ارتباط الطفل بالشاشة، وإن كان لا يُنشئ اضطراب التوحد لديه، إلا إنه يؤدي إلى تأثيرات مشابهة قد تختلط عند تشخيصها بالأعراض التوحدية الحقيقية عند الأطفال، فيرى الاستشاري النفسي مصطفى أبو سعد أن “عددا من الأعراض المرتبطة بمرض التوحد، كعدم استجابة الطفل عند مناداته واللعب بمفرده دوما والحركة المفرطة أو الخمول؛ إلى جانب عدم إدراك الخطر وعدم التواصل البصري ونوبات من البكاء أو الضحك المفاجأة”، هي” سِمات أساسية لإصابة الطفل بالتوحد أو لكونه ضحية قنوات الأطفال التي تعتمد على الصورة واللحن والرقص”. مؤكدا على أن “السمات المذكورة قد لا تكون بالضرورة دالة على إصابة الطفل بمرض التوحد بل هي مؤشرات للإسراع لمراجعة مختص.
فالطفل حينما يخضع للتلفاز في سن مبكرة “يكون تحت تأثير صور سريعة بين الرقص والحركة، إلى جانب الموسيقى والإيقاعات واللهجات الغريبة عن الكلمات المتداولة في حياة الطفل، الأمر الذي يدفعه لصبَّ كل تركيزه على الإيقاع لكونه لا يفهم الكلمات، مما يؤثر على حيوية النطق عنده وتشتت الانتباه بسبب” ما تعرضه من برامج وأناشيد قد لا تكون في غالبها خاضعة لمعايير الصحة النفسية وربما تحمل في طياتها ملامح أمراض نفسية قد تعطل حياة الأطفال.
ويضيف إن الطفل يبدأ في الاستمتاع بالإيقاع، ثم يحاول التركيز على الصورة التي تُعرض أمامه بشكل سريع لا يمكن لدماغه اللحاق بها أو تخزينها؛ حتى تجد الطفل وقد التصق بشاشة التلفاز محاولا تتبع حركات الأطفال ورقصاتهم في ذلك التصوير، فلا تمضي بضع شهور حتى يُلاحظ على الطفل التركيز المباشر على الشاشة وعدم النطق، وقد يرافق هذه الأعراض تشتت في الانتباه لما هو خارج شاشة التلفاز وإطلاق صرخات بين الفينة والأخرى وفرط في الحركة وعدم الاندماج مع محيطه.
كما أن المهارات الاجتماعية تضعف وتتراجع نتيجة لتعلق الطفل بعالم افتراضي وانعزاله عن محيطه الاجتماعي. فالتجارب الاجتماعية التي يخوضها الأطفال أثناء نموهم، والمشاعر المختلفة التي يعيشونها من فرح وحزن وشجاعة وخوف تُشكّل في مضمونها شخصياتهم، حياتهم وحصيلتهم المجتمعية.
وحسب الأخصائي الدكتور حفني عبده، فإن أطفالا كثيرين يُعرضون عليه وهم لا يتحدثون ولا يتفاعلون، إلا إنهم يحفظون مقاطع كبيرة من أغاني ومقاطع الكرتون، موضحا أن الطفل في عاميه الأوليين يحتاج إلى تنمية اللغة التعبيرية والاستقبالية، لكن ما يحدث عند ترك الأطفال أمام تلك القنوات هو تنمية المهارة الاستقبالية فقط مع إهمال تام لمهارته التعبيرية.
غاية ما في الأمر أن مكوث الطفل في سن مبكرة أمام التلفاز يؤدي إلى ضعف مهارات التواصل الاجتماعي، “بمعنى إنه يكون أكثر انطوائية، فتجده أكثر خجلا واقل تفاعلا مع الناس” لكنه لا يؤثر على الطفل السليم بالصورة التي تصيبه بالتوحد..
اي.. تحدث عند الطفل اعراض شبيهه بأطياف التوحد ولكن ليس التوحد ذاته…
مراجع الأخصائي الدكتور حفني عبده-
الاستشاري النفسي د.مصطفى أبو سعد
بقلم رجاء العبدالله