د.م عبد الله احمد
قد تكون المعلومات والمعرفة السائدة غبية وكارثية، وذلك يشمل العلم و”الدين السائد” والأساطير والاعتقادات السائدة.
في العلم: هل كل ما تقدمه المؤسسات العلمية صحيحًا ؟ في الواقع لا.ويمكن إثبات ذلك ببساطة، وهنا بعض الأمثلة:
في مناقشة مع العالم الروسي انتولي كيلوسف) وكان ذلك منذ سنوات عندما كنت أترجم كتابه جينولوجيا ال DNA “الإنسان بين العلم والأسطورة ” لصالح دار كنعان للنشر)، كان البروفيسور انتولي يرى أن التطور هو من يحكم الحياة وأن كل ما نراه الآن هو نتيجة للتطور، وعندها قلت له :بغض النظر عن نظرية التطور وعن أن الإنسان قد تطور من خليه أو أتى من الفضاء ” ذلك غير مثبت” فذلك لا يغير من الموضوع بشيء ويبقى السؤال : من أعطى تلك الخلية الأولى الدفع الأول بِاِتِّجَاه الحياة، لا بد من وجود محرك ودافع ومسبب! فكان جوابه ” نحن لا نعرف” الحياة بحد ذاتها شيء خارق لقوانين الطبيعة ذاتها .(إذا الإيمان في العلم كمنهج هو أمر مشروع وعقلاني – ولكن الإيمان المطلق بالتفسير العلمي السائد لكل شيء وكحقيقة مطلقة شيء يقود إلى الأساطير،وإلى نقطة تقاطع ما بين العلم والأساطير والدين وذلك يفقد العلم قيمتة .
من جهة أخرى وفي تفسير وفهم الكون – تتغير النظريات (والنظرية ليست حقيقة مثبتة) حيث كان العلماء يعتقدون أن الكون قد نتج عن الانفجار الكبير، ويتوسع بشكل مسطح”flat” . صدر منذ سنوات بحث لمجموعة من العلماء ونشر في مجلة “علم الفلك الطبيعي” يقول أن الكون مغلق وليس مسطح، وإن فهمنا السائد للكون غير صحيح، ويشكك البحث بالثقوب السوداء، ويرى أننا نحتاج إلى عقود وإلى جهود جبارة لمعرفة ذلك ولتصحيح مسار الفيزياء (والذي اعتبر مسار الحقيقة المطلقة). وهكذا نرى أن التمسك المتطرف بنظريات ما يحوّل العلم إلى نوع من الأساطير، وهناك جوانب أخرى كثيرة في هذا الإطار تتعلق بالطاقة ومسار العلوم التقليدي المنحرف، ولن نتكلم هنا عن الضوء وسرعته المفترضه، وعن الشمس وطبيعتها والتي هي بوابة لعوالم أخرى – ولكن كل ذلك وضع بتأثير من قوى عالمية مهيمنة.
التاريخ والدين واليهودية : يضخم البعض دور اليهود ويدّعي البعض أنهم قد أَنَشَّؤُوا الأديان – إلا أن ذلك مجرد ادعاءات لا قيمة لها، وهنا نقول: لا شك في دور اليهود السلبي في المنطقة وفي التحريف والتزيف، ولكن الأديان قد نشأت قبل اليهود بقرون، فالأصل المعروف للأديان يبدأ من ما قبل العهد السومري والبابلي بكثير (تلك الحضارة العظيمة) التي سبقت اليونانية والإغريقية والفينيقية والفراعنة وغيرها، حيث نرى في الألواح السومرية كل ما يتعلق بالأديان وبشكل مطابق لما أتى بعدها من ديانات يهودية –مسيحية – إسلامية – السومريون غزو العالم وهم اللغز الذي تريد معظم القوى العالمية إخفاءه . علوم الطاقة الكونية كانت مزدهرة وكذلك الأديان – والسومريون ليسوا عربًا وإنما سكنوا في بلاد الرافدين – لكنهم سلف لنا على الأغلب …
الأديان: بالعودة إلى البروفيسور كيلوسف الذي يعتبر الدين عامل تقسيم كبير، ويشكك في الرواية التاريخية الدينية. يقول: حيث من المستحيل “علميًا” أن يكون النبي إبراهيم شخص واحد (إن كان موجودًا) على الأغلب هناك ثلاثة أشخاص أو أكثر، لأنة لا يمكن لشخص أن يورّث ثلاث مجموعات فردانية كما توحي السردية التاريخية والدينية. بالإضافة إلى ذلك فإن اِدِّعَاء اليهود بصفاء العرق هو الأسطورة بذاتها. فالعرب أكثر سامية من اليهود …
ولكن هل الدين السائد هو أسطورة من أساطيرالأولين أما أنه الحقيقة المطلقة؟ للغوص عميقًا في هذا السؤال نحتاج إلى مجلدات، ولكن يمكن القول أنه لا هذا ولا ذاك – لأننا إذا ناقشنا ما هو سائد حاليا لا نرى سوى تجارة لوهم تستخدم من قبل الكهنة لتحقيق مكاسب مادية دنيوية. ومن جهة أخرى فإن وجود الإنسان بحد ذاته هو التجلي الحقيقي للدين. فالرسالة موجودة والخلاص يكمن في الانحياز إلى الخير والمحبة. نحن لم نخلق أنفسنا، فالخلق حقيقة –والطفرات العشوائية قصة ترفيهية خيالية تصلح للتسلية لا أكثر وكذلك الأمر يشمل أسطورة تطور قشرة الدماغ (غير القابلة للإثبات).
في النهاية، الإيمان المطلق بالعلم السائد ونتائجه وتصوراته الحالية يقود إلى الجهل، والإيمان المطلق بالمنهج العلمي البحثي وبنسبية ما نرى ونتصور يقود إلى المعرفة والى الارتقاء العلمي ….
تكمن المعضلة التي تواجه البشرية في حملات التعمية وَالتَّجْهِيل التي تقوم بها جهات عالمية مهيمنة، والهدف: الاستمرار في استثمار القطيع الجاهل، والأدوات كثيرة ومن أهمها الإعلام، والمناهج التعليمة والأطر الثقافية السائدة…
لا تقل لي أنك تؤمنَ بشكل مطلق بالعلم فذلك جهل. وإنما : بالمنهج العلمي البحثي المستمر لمراكمة المعرفة ولتحرير العقل .
يتبع …