أحمد يوسف داود
لا جَداولُ قُربَ الطّريقِ تُغنّي مَساءً
ولا قُبّراتُ بَرارٍ تُصلّي..
سَماواتُ صَمتٍ تُهيِّءُ غَيمَ الوَداعِ
وتَفرِشُ خَيباتِها كَي تَنامْ!.
وكانَ على مَفرِقِ الأُمنِياتِ عِتابٌ
ولكِنّهُ لا يَسُرُّ الخَواطِرَ..
قالَ الغُروبُ: انتَظرْتُ هوى اثنَينِ!..
لم يَلتفِتْ أحدٌ
فاستدار بِلا هَمسَةٍ او سَلامْ!.
قد تآكلَ في الياسَمينةِ شًوقُ البَياضِ
الى هبة من نسيمٍ..
ولكِنّهُ ضَمّدَ الوقتَ بالصَّمتِ
كي لا يَسيلَ البُكاءُ..
وخَلّى لأَحزانِهِ شَهوَةَ البَوحِ صُبحَ غَدٍ
إنْ أطلَّ اليَمامْ!.
لايُريدُ يَمامُ الصُّدورِ اقتِرافَ التَّنهُّدِ..
ماذا وَراءَ افتِراقِ حَبيبَينِ؟!..
في عالَمٍ لايُطاقُ يَمُدُّ الكلامُ ظِلالَ الغبارَ
على كُلِّ ما كانَ بينَهُما من ندىً
لم يُجاوِزْ كُؤوسَ الكَلامْ!.
هل ستهرَبُ تلكَ الجَميلةُ في غابَةِ البَوحِ
أم ستُباشِرُ نصَّ اتّهامٍ طَويلٍ؟!..
وهلْ سيَرُدُّ الذي صارَ هذا المَساءُ غَريباً
بِشِبهِ اعتِذارٍ على غَفلَةٍ..
أم سيُرسِلُ كي تستقيمَ الحَماقَةُ
نَصّ اتّهامْ؟!.
لاجَوابَ سِوى أنّهُ كانَ في آخِرِ الليلِ
يطلبُ كاساً جديداً ليَنْسى..
وكانت تُفلّي مَخدّتَها من حُطامِ الوُعودِ..
وراحتْ يَدُ الرِّيحِ تَعبَثُ بالياسَمينِ
فغادَرَ مُستَسلِماً نازِفاً عِطرَهُ
في الحُطامْ!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليوم 20/ 8/ 2019