مسار حركة التاريخ الراهنة، التي حققت الانتقالات في المنطقة العربية، وعلى مستوى العالم.
تعثر الاستراتيجية الأمريكية، في سورية، وفي أوكرانيا، اعلان عملي، بغروب الزمن الأمريكي.
كيف نرى مستقبل سورية، في هذا (الخضم)؟ عربياً، ودولياً؟ وهل ستتمكن من إيجاد حلول لمشاكلها؟
……………جردة تاريخية:
كان القطب الأمريكي، يمسك بحركة التاريخ، (كعفريت متوحش) يسوقها وفق مصالحه، وينثر قواعده فوق كل أرض، من يعترض، (تُكْسَرُ رأسه).
وتحسباً لمنافسته من قبل الدولتين الكبيرتين روسيا، والصين، انصرف اهتمامه
لحصارهما، وإحكام الطوق حولهما، وهذا لا يتأت إلا من خلال تدمير، وتركيع الدول (المتمردة) التي، تقع في طريقه لحصارهما.
فمزق يوغسلافيا. وأمر الدول التي كانت ضمن منظومة الاتحاد السوفييتي سابقاً، بالانخراط في حلف الناتو، وبقيت أوكرانيا.
ثم نزل إلى الشرق الأوسط، فدمر في طريقه العراق، وليبيا، وعندما استعصت عليه سورية، وأدركت كل من إيران، وروسيا، أنهما المستهدفتان بعد سورية، بادرتا لنصرتها، ثم تبعتهما الصين.
بعد أن أوقف الزحف الأمريكي في سورية، لم يكن أمامها إلا الاشتباك المباشر مع روسيا في أوكرانيا، فدخلت الحرب بكل قوة، وساقت أوروبا وراءها.
هنا وقعت أمريكا في كمين تاريخي، أثبت خطأ كل حساباتها، حيث كانت تعتقد أن الحرب الأوكرانية، وبعون أوروبي، ستنهك روسيا، وقد تفتتها، وبذلك تحقق هدفين استراتيجيين:
تحقيق انتصار ساحق على روسيا، يخرجها من حلبة الصراع، ومن مزاحمتها على هيمنتها القطبية.
ويُمَكِّنها من الإطباق على الصين بدون نصير.
………… التحــــــــــــولات
حرمان أمريكا من تحقيق برنامجها في حصار الصين وروسيا، في سورية، وخيبتها في حربها ضد روسيا في أوكرانيا، كشفت جميع أوراق الولايات المتحدة، وجرحت هيبتها، وخيبت آمال كل حلفائها، وتابعيها.
فبدأ التمرد الأوروبي الذي عبر عنه ماكرون الرئيس الفرنسي بكل وضوح، إلى الدرجة التي استفز فيها أمريكا، ومن هنا نقرأ بداية الخروج الأوروبي من تحت الوصاية الأمريكية.
وكانت السعودية، (المستعمرة) الأمريكية قد سبقت أوروبا، في التنمر على أمريكا، وفتحت الباب واسعاً أمام الصين، وروسيا.
قلنا ونعود فنقول:
الخروج الأمريكي من المنطقة العربية، حتى ولوكان نسياً، هو الطريق الوحيد لتحرر المنطقة من العبودية التاريخية للغرب.
وهو الذي مكن بيسر السعودية من التصالح مع إيران، وحل هذه العقدة هو الطريق الوحيد أيضاً لحل جميع حالات الاستعصاء في المنطقة.
وعلى رأسها عودة العرب إلى سورية، وعودة سورية إلى حضن العرب، وعودة سورية لا يمكن إحصاء ارتداداتها الإيجابية، على سورية لأن العرب الذين ساهموا بدمارها، عليهم الإقرار بخطئهم التاريخي، والتكفير عن جرائمهم في سورية، وذلك بإصلاح ما ارتكبوه.
وما دامت المعضلة السورية الرئيسة، أخذت طريقها للحل، علينا أن نثق أن جميع الخلافات في المنطقة ستأخذ طريقها للحل،
لأن جميع الصراعات في المنطقة كانت بأوامر أمريكية، إذن كان حلها رهن بغروب الزمن الأمريكي.