الذئب في المعتقدات الشعبية في وادي الفرات
* شاع لدى أبناء الفرات معتقدات كثيرة حول الذئب وأجزاءه ، ورثوها عن أسلافهم . وقد ذكربعضها في كتب الحيوان التي ألفها كتاب العرب القدماء، مثل الدميري صاحب كتاب ( حياة الحيوان الكبرى ) ، والقزويني صاحب ( عجائب المخلوقات والحيوانات) ، والجاحظ في كتابه ( الحيوان) …روت معتقدات عديدة عن الذئب ، ومنها :
_ تعلق الأمهات سن الذئب على ثياب الطفل او شعره . يعتقدون أنها تحمي الطفل من إصابة العين الشريرة والأذى الذي يمكن للجن أن تلحقه بالطفل . وبعض الميسورين يصلون الذهب في وسطه ويعلقون معه ( ودعة وخضرمة) أي خرزة زرقاء وهي شائعة كذلك في ريف سوريا والعراق.
_ عندما يقع الطفل على الأرض أثناء سيره أو عندما يفز من نومه ، تقول أمه في دير الزور : ( الله ، اسم الذيب ، الخطيب ، الحاضر مايغيب ) . وهذه الكلمات بمثابة تعويذة أو رقية ترقى بها الولد الذي تعتقد أن وقوعه ، لأن الجن أصابته ، فإذا قلت هذه التعويذة هرب الجن وزالت الاصابة . لان الجن متعارف عندهم يخاف الذئب .
_ يتشاءمون من عواء الذئب ، فهو دليل شؤم ونذر بفقد قريب ، كما يتشاءمون من نعاق الغراب.
_ يعلقون قسماً من ذنب الذئب على طاقية الطفل في ريف الفرات ، يكون بمثابة عرف وتميمة لحماية الطفل من العين الشريرة والجن .
_ ينزعون العين اليسرى للذئب ويجففونها ، يحملها من يريد أن يساهر الليل ، أما من يريد أن ينام الليل فيحمل العين اليمنى .
_ يعلقون جلد الذئب في البيت كتميمة لطرد الجن وكذلك للزينة .
_ كعب الذئب الأيمن إذا علق على رأس رمح ثم اجتمع عليه جماعة لم يصلوا إليه ما دام الكعب معلقاً على رمحه.
_ أنيابه وجلده وعينه إذا حملها الإنسان معه ، غلب خصمه وكان محبباً للناس جميعاً .
_ يعتقد سكان بادية الفرات أن ذئاب بعض المواقع توأخي الانسان السالك في البرية ترافقه ولاتؤذيه ، فتبره بجمل أو أكثر ويسمى ( خوي الذيب )، فإذا رأت أشخاصاً قادمين ذهبت ، في حين أن ذئاب مناطق معينة مثل منطقة البشري في الشامية ، والريجة في الجزيزة الفراتية فهي شرسة .
_ يعتقد أن الذئب يخاف المقلاع أكثر مما يخاف من طلقة البندقية ، وأنه يقول : ( طقة البارودة مثل طكعتي والمقلاع بصفحتي ) . وإذا خاف الذئب من المقلاع يكون بالوراثة.
* استعمالات أجزاء الذئب :
١- يُقال أنهم يتداوون بأكل لحم الجنب الأيمن لمن يعاني من الروماتيزم ، وبعضهم يأكل الجنبين مثل عرب الصلُبة وعرب الحوازم في البادية .
٢- يجففون كبد الذئب ، يسحق ويخلط بالسكر أو ينقع بالماء ويشرب منه مرضى القلب.
٣- عند القزويني : يطعمون الطفل كبد الذئب ليقوى ويكتسب الجرأة .
٤- مرارته يكتحل بها وتنفع من نزول الماء على العين .
٥- دمه يخلط بدهن الجوز ويُقطر في الأذن باعتقادهم يزيل الطرش، وإذا سقيت امرأة منه لا تحمل .
٦- إذا خلطت مرارته بورس وطلي به الوجه أذهب البهق.
…هذه المعتقدات تلاشت مع ازدياد الوعي الاجتماعي والثقافة والعلم والمنجزات الحضارية والتقنية الحديثة ..وبسبب التوسع الخدمي والعمراني ندرت الذئاب ..
خليل عبد اللطيف



