د . عبد الله أحمد
سألتني إحدى المحطات اليوم في مقابلة عن اللجنة الدستورية واجتماعات جنيف وعن الثورات ….
لا أعرف لماذا يهتم البعض بأ حداث لا قيمة لها عند مقاربة الأزمة السورية ، فالضجة حول الدستور والتصريحات الإعلامية والسياسية هي مجرد تعبئة وقت ، فالجميع يدرك أن من يجتمعون في جنيف لا يمثلون إلا أنفسهم ، والجميع يدرك أن اللجنة الدستورية هي مجرد وسيلة لفرض الهيمنة ، الغرب يريد اختراق الدستور ….هذا كل شيء …كما أن انعقاد أي اجتماعات خارج سورية لمناقشة دستور البلاد هو عمل لا ولن يكتسب الشرعية ، بكل الأحوال، كل عمل تدخله الأمم المتحدة والدول الخارجية هو بالضرورة محاولة لتعقيد المشكلة وليس لحلها.
في النهاية الأزمة ، الحرب ،لم تشتعل بسبب خلاف دستوري وإنما كانت حرب مركبة أشعلها الأخر لتحقيق أهداف جيوسياسية…بالنتيجة لن تصل هذه الاجتماعات إلى أي شيء ، ولكن متى تنتهي الحرب ؟ عندما نكتسب مزيدا من القوة فالعالم لا يعترف إلا بالأقوياء …
في الثورات العربية المفترضة – ثورات بدون وعي لا قيمة لها ، ثورات يقودها “جين شارب” لن تؤدي إلا إلى مزيد من الخراب ….الثورات العربية المفترضة جلبت الدمار والخراب ونقلتنا إلى الحقبة التي نحب “عصور الظلام ” ….
ما يحدث لا يمكن أن يسمى ثورة ، وإنما ثوران وفوران عشوائي ناتج عن الإحباط والجهل والفقر ، لكن المايسترو أجنبي …وهكذا يزداد الفقراء فقرا ..والأغنياء وتجار الحرب غنى …وتعم الفوضى ….وتتطور قوانين الفساد – فالفساد ثقافة ومنهج في المنطقة ..فكيف لمن يحمل ثقافة ونهج الفساد أن يثور؟ إذا الثورة الفكرية والثقافية هي المفتاح للخلاص .