شممت تربك لا زلفى ولا ملقا ….. وسرت قصدك لا خبّا ولا مذقا ؟
وما وجدت إلى لقياك منعطفاً ……..إلا إليك وما ألفيت مفترقا ؟
وكان قلبي إلى رؤياك باصرتي …. حتى اتهمت عليك العين والحدقا ؟
… هنا جذوري تاريخاً وحضارة وإنسانية .. من هنا لغتي وأبجدية البوح .
أول فجرٍ “الله” كنت هناك كتفي على كتفك نتناول حبات الزبيب والتين اليابس منذ تعلمت أول أبجدية الكلمات عرفتك نقياً كالضوء أو الصبح ..وأول شعاع الشمس على عتبات بيتنا الطيني القديم “يلي كانت اختي وصال زراعة عا حفاف الحاكورة من حوله حبق ورد جوري وعبيتران ورد تسرين ” وقد علمتني لغة الحب و فلسفة الحياة .. كان أبي “الشهد :إبراهيم موسى الناصر” توأم الفجر.. يستيقظان ليؤديان صلواتهما ( لله) “عاشقين” يبحران في محراب التقية وقصائد “المكزون ومنتجب العاني” …(يا بارقا من أكناف كوفاني ..هيجت لي فرط أشواقي واحزاني).!
يا للذاكرة ..غريبة هي الأٌقدار تأخذنا إلى حيث لم نكن نتوقع أن نكون ..؟.
قال لي والدي ذات شتاء : لكل إنسانٍ في هذه الدنيا يا بني :” شربة ماء أينما كانت هي من حقهُ .. سيسعى إلهيا وسيشربها “!
لقد أوصلتنا أقدارنا إلى حيث يفيض عطر الياسمين على صباحات الدنيا ..وتمشي المحبة على ضفتي بردى منفردة كالأبدية .. وتنهض الشمس مع الساعين للقمة العيش في كلِّ جنبات نبض الحياة .. للشآم التي تتماها كأنها أشعلت واشتغلت أول حروف الأبجدية للتاريخ الإنساني على الأرض منذ قدم الإنسان ؟
وها انا “والثمالات”تتعبني عبثاً أحاول أن اقبض على قلمي .. وعبثاً أبحث عن مفردات تُعبرُ عن كينونتي الملوعة بالحزن وحيرتي وأشواقي وعشقي !!! عبثاً ألامس القلم فيِّحيرني جنون الحبر.. وقد أثقلته أكوام همومي الحائرة لمسارات الأبجدة والإبداع .. تارة ينزف دمي قصص وحكايا !!! تورق الآهات على شرفات الصباح أنين بوح .. اذكر :حين كانت أمي “الشهيدة :فطوم ميهوب “تُشعل موقدة الحطب ..يكاد وجهها ينفر حمرة وبياض وهي تبدأ في فجر الله بإعداد : ” البرغل واللحم بالسمن البلدي” .. وابتسامتها على اتساع وجهها آيات وتراتيل .. يا إلهي : كم أشتاق لتك الأيام وكم تشتاقني؟.
وهنا “تتلو الخطوب بلية فبلية “وقد لحق ابني المقاتل في الجيش العربي السوري “أحمد حسن الناصر” في موكب “أهلي ..بيت جده الشهداء “ليسكن الضوء “مفقود منذ 10/5/ 2019/ ولا أعلم عنه أي شيء ..هل هو في موكب الأهل الشهداء ..أم لم يزل على قيد الحياة في أقبية الأسر ؟؟؟
أشرب من كأس أحزاني حتى ثمالات الدنان المعتقات ….
” ولايسكرني النبيذ ..يسكرني الحزن الساكنني “؟!..
تنتشي روحي النازفة عشق ولهفات شوق .. كما تسكرني الكلمات النقية كماء الينابيع بمفردات أحاول ان ترتقي إلى عتبات الإبداع .. وكنت أتخيل بأن كلُّ الدنيا جاءت ” لدمشق .. الشآم “.. تعلن ولاءها للانتصار المبين الذي حققوه بصمودهم الأسطوري وتضحياتهم الأسطورية “أبطال الجيش العربي السوري حماة الديار”مهما كانت التضحيات .. ويسألني الصباح أخيالٌ هو ما كتبت أم هو حقيقة واقع الانتصار..؟
انه الحق اليقين .. نحن المنتمي لسورية بالروح باقون على العهد والوفاء “ولن نضل الطريق” ؟!!.
– حسن إبراهيم الناصر –