كلمَّا أبدتْ حياتي
صورةً تُغري النَّظر
أعشقُ الحسنَ وأدنو
من مساءاتِ السَّمر
أرتجيهِا مع حبيبٍ
حينما جنَّ السَّهر
أنظمُ السَّاعاتِ عقداً
من ثوانٍ كالدُّرر
همسهُ في مسمعيَّ
فاق أنغام الوتر
راقصََ القلبَ بسحرٍ
بلبلٌ فوقَ الشَّجر
قبلَ قبلَ المبتدا
ثمَّ ما بعدَ الخَبر
يا خليلي حبَّذا
من ثوانٍ نستقر
إنَّ بعضَ القولِ خيرٌ
ثمَّ بعضَ القولِ شر
يفضحُ القولَ بنانٌ
ماهرٌ في بوح سر
والمعاني باختلاطٍ
بينَ كَرٍ ثمَّ فر
تلعقُ الشَّهدَ وتسقي
حنظلاً للخلِّ مُر
دفءُ قلبِ إن تداعى
يجعلُ الأيامَ قر
فانطوتْ منهُ أمانٍ
إذ تلاشى الحُبُّ ذر
فاجعلِ الحرفَ رصيناً
مثلَ نهرِ الطُّهرِ ثر
إنمَّا لو جالَ فكرٌ
في رحابِ الصَّدرِ غر
والمعاني خالجتهُ
من شعورٍ قد صَدر
ترجفُ الدُّنيا نُفوراً
كلَّما خلُّ غدر
كدتُ أمحي كلَّ حسنٍ
قد أراهُ بالبصر
حينَ ألقاكَ وتلهو
في متاهاتِ السَّكر
هبْ تمهَّل إنَّ قلبي
مسَّ نجواهُ الضَّجر
بعدما نجمُ اللَّيالي
دانَ صبري كمْ صَبر
فاضَ مابي واعتراني
باعثٌ يُلظي الشَّرر
إنَّ لومي ذابَ منهُ
كلَّ صَمٍّ كالحجر
ثمَّ ملَّ النِّطقُ منِّي
من ملايينِ العبر
فالهوى اضحى ذبيحاً
والجوى فيهِ انتحر
بعدَ هذا لن أُبالي
بالهوى إذ أنتَ حُر
ترفعُ النَّصبَ بضمٍ
ساكنٍ أو حرفِ جر
..بعدما أوكتْ يداكَ اليومَ ذا بالمختصر
نحنُ لسنا إلا طيفاً
في طريقٍ قد عبر
خلَّفَ الخيراتَ تُتلى
مثلَ آياتِ السُّور
أو توارتْ من رؤاهُ
شمسُ فجر ٍقد سفر
هل ترى الخيراتَ تبقى
زادَ تقوى للسفر
أم ترى الشَّرَّ حليفاً
خيرَ صنوٍ قد يسر
……لا وحقِّ الرَّافعِ السَّبعِ العُلى لمَّا أمر
لا وحقَّ المورقِ الصحراءِ من دمعِ المطر
.لن يجيئَ الناسُ يومَ الفصلِ إلاَّ في زُمر
…….لم يلجْ بالجنَّةِ العصماءَ في يومٍ أغر
………..غيرَ عبدٍ آبَ للهِ العظيمِ المُقتدر
الشَّاعر يوسف الحسيَّان سوريا