سمير عدنان المطرود
قال :
سأشتري رصيفاً من الفراغ ؛ أرمي عليه أحمالي ؛ وأقول للتاريخ , من هنا أصبح طريقك أيها القادم بلا موعد , ولا أي إشارة للمرور..!
سآخذ هذا الرصيف أيضاً معي ؛ لأنخلَ ذكرياتي ؛ وقطرات الندى الأحلام ؛ وأنا اسأل أوراق الشجر من أي أيام خريفية مباركة أنت ؛ أيتها الباكية على كل ما صار هباء .!
..
بالأمس قالت إن الحياة بلا ملامح ؛
اليوم قالت قد لا ألتقيك غدا ؛ فالمسافات التي مرت على غصن ؛ ذات يوم يابس ؛ كانت كلها من ورق ؛
بالأمس قالت خذ كفنك معك ؛ واليوم قالت ؛ نحن معشر الرصاص , لا نلجُ القلوب إلا مرة واحدة , قبل أن نركع للصلاة , ونتلو تعاويذ الرحيل ؛
..
بالأمس قالت ؛ نبتَ فوق هذا الرصيف لي أجنحة ذات يوم لأحلام ؛ وطارت من جديد
فلماذا قالت اليوم , إننا كالنسائم في الخريف ؛ لن نلتقي مرة أخرى على الأغصان العارية
لماذا قالت ؛ كل هذه الدروب لم تعد توصل إلا إلى الخواء .؟
..
غدا كما بالأمس قالت وقلتَ يا صاحبي ؛ ستدخل في متاهة الحروف ؛ عاشقة جديدة فلا تلمها؛ لأن الحياة ؛ لم يعد فيها إلا التماهي مع الخراب
..
توقف قليلا ؛ وأنظر حولك وابحث واسأل ؛ على أي حجر في هذا الرصيف ستضع أحلامك وتنام ؛ أيها المكلل بالضباب ؛ وبوحشة ملح الدموع
أما أنا ؛ سأدع روحي الآن , وأغادرك أيها المعبئ بوجعي ؛ لأمضي إلى تقبل العزاء في مفردات الرجوع .