في صالون محمد عزوز الأدبي
هي ورقة قدمها باختزال الأديب محمد عزوز ، لإتاحة الفرصة لحوار بناء بعدها ، كل ذلك بعد تقديم جرعة من الأخبار الأدبية على كافة المستويات ، وأخبار الجمعيات الأهلية ومنابر الثقافة والأدب في مدينة سلمية ، ولمحة عن كتاب قرأه ولخص محتواه الباحث نزار كحلة وكان بعنوان ( تاريخ مصر الإسلامية – العصر المملوكي والأيوبي ) للمؤرخ جمال الدين الشيال .
ترأس جلسة هذا الثلاثاء 3 آذار 2020 الشاعر علي أسعد ياغي .
قدم الأديب عزوز في البداية تعريفاً للقصة من وجهات نظر متعددة ، ثم نقاط اختلافها عن الأجناس الأدبية الأخرى التي تهتم بالسرد والقص ( الخبر – الحكاية – الرواية – المسرح ) ، ثم مر بسرد تاريخي ببدايات القصة عند العرب ( أصول قديمة – الجاهلية – قصص القرآن – كليلة ودمنة – ألف ليلة وليلة – قصة ” زينب ” 1914 لمحمد حسين هيكل ثم أعمال توفيق الحكيم ) ، وكيف تبدأ القصة وتتطور لتتحول إلى عالم قائم بذاته ، والشروط الواجب توفرها لكتابة القصة ، وكان لابد من الحديث عن خصائص القصة ( الوحدة – التكثيف – الدراما ) ومن ثم عناصر القصة ( الرؤية – الموضوع – اللغة – الشخصية – البناء – الأسلوب الفني الذي يتشكل من السرد والحوار )، انتقل بعد ذلك إلى استعراض أهم رواد القصة ( سورياً وعربياً وعالمياً ) .
وعقب بعد ذلك الباحث والقاص نزار كحلة مؤكداً أن الموهبة هي الأساس في كتابة القصة ، وأن المقصود بالشاعرية اللغة الجميلة ، إذ أن القصة لا تكتب بلغة شعرية ، وأن للقصة أنواع ( واقعية – رمزية .. ) وأن الحكائية أساس فيها ويجب ألا تتحول إلى أخبار ، كما يجب عدم تحويل الطرفة إلى قصة ، وليس بالضرورة أن تتوفر كل عناصر القصة فيها ، والحوار ليس شرطاً .
واعتبر الباحث محمد الخطيب أن الصورة الفنية مهمة في القصة ، كما أكد على أهمية اللغة التي يكتب بها الحدث ، مستشهداً ببعض النماذج .
ووجه المسرحي علي اليازجي سؤالين عن رواد القصة في سلمية والفرق بين الموهبة والصنعة .
واعتبر الأديب مهتدي غالب أن الصناعة تقدم المادة أما الموهبة فهي الفن – هي الروح ، الخبرة لا تقدم الشيء بإبداعية الموهبة ، وأشار إلى القص الرمزي عند المتصوفة ، وأن أنماط القصة متعددة فمنها مايرتبط بالشكل أو بالمضمون .
الأديب فائق موسى اعتبر أن القصة نص أدبي يتضمن حدثاً أو أحداثاً ، أي أن اللغة أدبية ، وليست اللغة الشعرية ضرورية للقصة ، للشعر لغة خاصة ويمكن أن تكون القصة شعراً ، وأن الأقصوصة هي الإسم الأصح لتسمية القصة القصيرة ، وأكد على أن البناء الفني للقصة ( العقدة أو الحبكة ) هي ذروة الصراع في القصة ، ولم تكن قصص البدايات عند العرب ناضجة ، وأكد على الأشكال المختلفة للعمل القصصي والرمز أحدها ، الذي يجب أن يخدم القصة ويكون مؤثراً في العمل ، وفن القصة يتضمن القصة القصيرة والطويلة والرواية .
في تعقيب الأديب عزوز وضح أن رواد القصة في سلمية هم ( محمد حيدر – سامي الجندي – سامي عطفة ) وأن الصنعة غير كافية لكتابة القصة كما هي غير كافية لكتابة القصيدة ، والخبر شيء آخر غير القصة ، وأن ماقدمه من أجيال القاصين في سورية هي على سبيل المثال لا الحصر ، وأن أغلب الروائيين كتبوا القصة ، لكن صفة الروائي كانت هي الأعم والأشمل لديهم ( حنا مينة – نجيب محفوظ – حيدر حيدر .. ) وغيرهم كثير .
متابعة واختصار : محمد عزوز