سأحـاول الاجـابة على سـؤال السـاعة ، على ماذا سيتمـخض اجتـماع بوتن أردوغان ؟
الحاقدون ، والعملاء ، والاخوان ، يرون في أردوغان طوداً ، ونراه أسيراً عند سورية
بات الرئيس بوتن على ادراك تام ، بالخفايا النفسية لأردوغان ، فسيمد له الخيط لإنقاذه
المحتمي
محمد محسن
منذ أن جاء أردوغان إلى موسكو صاغراً ، معتذراً ، بعد اسقاط الطائرة الروسية ، استجابة لتهديد بوتن ، وقبل أن يجلس على طاولة الحوار ، والاعتذار ، لابد وأن تكون الأجهزة الروسية المختصة قد وضعت على طاولة بوتن دراسة ، كافية ، وافية ، عن الخصائص الشخصية ، والخفايا النفسية لهذا الرجل المناور ، مما يسهل على بوتن التعامل مع هذه الشخصية البهلوانية .
كما أننا لا يجوز أن ننسى قدرات بوتن الذاتية ، على ادراك الظاهر والمخبوء عند الشخص الذي يحاوره ، من خلال عمله السابق ، لذلك سيكون حواره مع أردوغان سهلاً ، وستكون الفرجة الزمنية ، وهامش التحرك ، الذي سيقدمه بوتن لهذه الشخصية ، محسوبة على قياسات / ك .ج .ب / ، وعلى قياسات فهمه الذاتي له .
إضافة إلى أنه من السهل على بوتن أن يدرك ، أن أوروبا وقبل عام / 1989 / كانت تعتبر تركيا دولة محورية في حلف الناتو ، لقربها من الاتحاد السوفييتي ، الذي يسمح للحلف من خلالها التآمر على العدو التاريخي للرأسمالية الغربية ، ولكن وبعد سقوط الاتحاد السوفيتي ، خسرت تركيا هذه الميزة الاستراتيجية ، بشكل نهائي ، كما فقد الحلف ذاته حيويته ، حيث اعتبره الرئيس الفرنسي بحكم الميت سريرياً .
كما أن الرئيس بوتن من السهل عليه أن يدرك أيضاً ، عمق الهوة التي أصبحت بين تركيا وبين الغرب كله ، بعد انتقالها من الدولة العلمانية الأتتوركية ، إلى الدولة الاسلامية ، حيث ارتجت الثقة الأوروبية بها بشكل مطلق ، ومما زاد الطين بلة ، اعتماد النظام التركي الفقه الاسلامي الاخواني التكفيري كعقيدة سياسية ، في عهد أردوغان الساعي لإعادة السلطنة العثمانية ، فكيف وقد بات معروفاً للشرق والغرب ، وللرئيس بوتن على وجه الخصوص ، أن أردوغان ذاته ، بات الراعي الأهم للإرهاب في المنطقة ، بعد اشتراكه بشكل مباشر ، في الحرب على سورية جنباً إلى جنب في ادلب مع الحركات الارهابية ، المصنفة دولياً بأنها حركات ارهابية .
لذلك وبعد ان فقد أردوغان كل آماله وأمانيه وأغلقت أمامه كل السبل للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ، لم يبق أمامه سوى التوجه شرقاً .
هذه التحولات ، والانتقالات ، يفهمها بوتن أكثر من كل الناس ، بل هذا هو اختصاصه ، من هنا ألقى بوتن القبض على هذا البغل ، وبدأ بتأهيله .
إذن أصبح التوجه شرقاً الطريق الوحيد المفتوح أمام أردوغان ، وأن مصلحة تركيا الاقتصادية محكومة بالدول الشرقية ، وعلى رأسها روسيا المجاورة ، كما أن لروسيا مصلحة اقتصادية ـــ سياسية كبرى أيضاً مع تركيا ، بحكم التجاور ، وبحكم أنها طريق خط سيلها الجنوبي للغاز إلى أوروبا .
ولكن لا يجوز أن يشكك أحد أو يقارن ، بين العلاقة الاستراتيجية التاريخية ـــ الراهنة ، بين روسيا الاتحادية وسورية ، وبين علاقة روسيا بتركيا ، علماً أن الشك قد وصل بالبعض إلى أن روسيا قد تبيع سورية إلى تركيا .
هذا القول هراء ، فسورية بالنسبة إلى روسيا وحتى بالنسبة إلى الصين ، وكل الدول المشارقية الناهضة كلها ، هي البوابة إلى الدنيا المفتوحة على المتوسط ، ولا يمكن الاستغناء عنها ، أو استبدالها ، وستكون الطريق البري العريض ، والخط الحديدي الطويل ، الذي سيربط تلك الدول كلها بالعالم الغربي ، من خلال المرافئ السورية على البحر الأبيض المتوسط .
كل هذه الوقائع يدركها الرئيس بوتن بيسر ، ومنها سينطلق في التعامل مع هذا الذي كان يحلم بأن يكون سلطاناً ، وإذا به بحاجة إلى من يأخذ بيده ، للملمة ما جناه على نفسه وعلى تركيا ، والرجل القادر على ذلك هو الرئيس الروسي بوتن ، من خلال تحالفه الاستراتيجي مع سورية ، لذلك يزور أردوغان موسكو راغماً ، ومرغماً .
علماً أن أردوغان قد تخلى نهائياً عن الاستثمار في الارهاب ، المتكوم في ادلب ضد الدولة السورية ، ولو بقي يناوش من خلاله هنا وهناك ، أو يتعاون معه في أكثر من معركة ، وبخاصة بعد الهجمات الناجحة التي حققها الجيش العربي السوري وحلفائه ، والتي لاتزال قائمة .
[ إذن تخيــــــلوا : يحــــمل أردوغان فقــــط طــــلب واحــــد لا غير ] :
ألا وهـــــــــــــــــــو ؟؟؟؟
[ التوسط مع سورية وقف القتال ، ومنحه مدة زمنية اضافية أخرى ، تمكنه من البحث عن مخرج أو مخارج للكيفية التي سيتعامل من خلالها ، مع عشرات الآلاف من الارهابيين الذين كانوا أدواته ، وهم الآن أصبحوا كابوساً على رأسه وظهره يؤرقه ] .
والذين سيشكلون خطراً بنيوياً على تركيا ، بعد فرارهم من سورية ، تحت ضربات الجيش الغربي السوري وحلفائه .
…………..انـــــــــــــــــــه المطــــــــــــــلب الوحــــــــــــــــيد .