مريم علاء يوسف – خاص نفحات قلم
أطلقت الغرفة الفتية الدولية اللاذقية JCI Lattakia بالتعاون مع مؤسسة وعي، تدريباً عن تعزيز مفهوم إدارة الكوارث، في إطار إطلاق مشروع “نَفَس” الذي ترمي الغرفة الفتية الدولية من خلاله إلى تحقيق التعافي النفسي في مرحلة ما بعد الزلزال.
وتفاعل عشرات الشباب من أعضاء غرفة اللاذقية مع تدريب الدكتور بيير فلفلي؛ تحت عنوان “إدارة الأزمات ومفهوم إدارة الكوارث” بهدف تدريب أفراد قادرين على التعامل الصحيح مع الكوارث الطبيعية والبشرية، وذلك في الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية – فرع اللاذقية، في 3 أيار 2023.
وتضمن التدريب محاور عدة؛ عن إدارة الكوارث، والاستجابة الإغاثية الفورية، وحماية المتضررين أثناء تقديم الإغاثة.
وأخذ التدريب صبغة الجلسة التفاعلية بين المدرب والمتدربين، ليشارك الحضور بنقاش مطول ومثمر عن الكوارث وتعريفها وتصنيفها وكيفية التحضير لها؛ على الصعيدين النفسي والمادي، للمتطوع والمتضرر.
وفي حديث خاص لـ”نفحات قلم”؛ قال فلفلي، إن “الورشة تهدف إلى التعريف بإدارة الكوارث ومراحلها وأهمية التنسيق بين جميع الفرقاء أو الشركاء، ودراسة مرحلتي التأهب للكوارث والاستجابة الفورية لها ودور الجمعيات على هذا الصعيد، فضلاً عن التأكيد على أهمية حماية المتضررين خلال تقديم الخدمة وسبل تطبيقها”.
وأضاف: “اعتمدت في التدريب منهجية قائمة على الأساليب والتقنيات الناشطة والتشاركية التي ترتكز على التفاعل والحوار وتبادل الأفكار والخبرات؛ ونذكر من أساليبها تمارين العصف الذهني، والعمل ضمن المجموعات”.
وأوضح فلفلي أن “التدريب حاول معالجة مواقف وحالات مختلفة على علاقة بأدوار المشاركين، بالاعتماد على الوسائل السمعية البصرية”.
من جانبها؛ قالت إلزا نصره، منسقة الشرق الأوسط لمؤسسة وعي، في حديثها لـ”نفحات قلم”، إن “الفئة المستهدفة في التدريب هي فئة الشباب بين عمر الـ 18 إلى 40 عاماً، العاملين ضمن منظمات ومؤسسات وجمعيات تنشط في مجال الإغاثة وإدارة الأزمات والكوارث لمساعدة المتضررين نفسياً وإغاثياً أو في مراكز الإيواء”.
وأكدت نصره على ضرورة “حماية المتضررين نفسياً بشكل خاص، خلال تقديم الخدمة، بحيث نضمن ألا نؤذي المتضرر بكلمة أو تصرف أو حتى بطريقة تقديم المساعدة، وذلك بسبب الجروح النفسية والجسدية والعائلية المنطبعة في أجساد وذكريات هؤلاء الأفراد لهذا يجب الحرص على طريقة تقديم المساعدة مهما كان نوعها”.
وعن المؤسسة؛ قالت نصره، إن “(وعي) مؤسسة مسيحية تعليمية عالمية مرخصة في بريطانيا وأميركا وكندا وإيرلندا تحت تأسيس المدير التنفيذي القس الدكتور نديم نصار ومديرة الشرق الأوسط الأنسة هدى نصار، بوجود الراعي الملكي الأميرة صوفي دوقة ايدنبيرغ ومجلسنا الاستشاري في الشرق الأوسط هو عبارة عن رجال دين من مختلف الطوائف المسيحية لأننا بالأساس مؤسسة مسيحية مسكونية أي اننا نتبع لجميع الطوائف فنحن لا نتبع لطائفة معينة ونرحب بأي إنسان يريد أن يشارك من خلال التعاون المثمر مع المنظمات المحلية والدولية مثل الغرفة الفتية الدولية”.
وأضافت: “عملنا في الشرق الأوسط هو عبر الكنائس أو المنظمات المرخصة مثل JCI وهو موجه نحو الشباب والأطفال ويتضمن برامج عدة روحانية واجتماعية، وشاركنا في هذه الورشة بهدف العمل المجتمعي مع جميع الأطياف”.
وتابعت: “نسعى من خلال برامجنا؛ على غرار مشروع برنامج (سفراء سلام) الذي يعمل على الشباب المسيحي الموجود بالمناطق المتأزمة مثل سورية ولبنان والعراق، ونهتم بإنشاء فرد قادر على أن يكون سفير سلام لبلاده ومجتمعه وعائلته وأن يتأقلم مع المحيط ويتقبل نفسه أولاً ثم يتقبل الآخر بغض النظر عن دينه، لنركز على الثراء الروحاني والتنوع الثقافي في منطقتنا، مع الحفاظ على نفسه وهويته وإنسانيته”.
ويعد تدريب الكوارث بداية عملية لتطبيق مشروع “نفس” لأنها تتقاطع مع أهداف المشروع النفسية، الذي أطلقته الغرفة الفتية الدولية اللاذقية في إطار استجابتها للزلزال الذي ضرب سورية في 6 شباط 2023.
وقال جونيور مخول، رئيس مجلس الإدارة المحلي لغرفة اللاذقية 2023، إن “الغرفة منظمة عالمية غير ربحية للمواطنين الفاعلين من الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 40 عاماً منتشرين في أكثر من 5000 غرفة بأكثر من 100 بلد حول العالم ويسعى أعضائها لخلق أثر إيجابي من خلال تنظيم مشروعات تعمل على تطوير الفرد وينعكس ذلك إيجابياً على المجتمع وتأسست الغرفة الفتية الدولية سورية عام 2004 وتحت إشراف غرفة التجارة الدولية”.
وأضاف: تضم غرفة سورية حاليا 9 غرف محلية؛ هي دمشق وحلب وحمص والسويداء واللاذقية وطرطوس والوادي وبانياس وأوغاريت، وتأسست غرفة اللاذقية عام 2008 وتضم 200 عضو وتقوم بمشروعات مختلفة ضمن نطاق العمل الأربعة الأفراد المجتمع الأعمال والدولي”.
وعن مشروع “نَفَس”؛ قالت وعد العبد الله، نائب رئيس مجلس الإدارة المحلي، إن “هذا التدريب هو الانطلاقة العملية لمشروع (نَفَس) وجمع أعضاء المشروع مع أعضاء المنظمة مع ممثلي 6 جمعيات، أما تأثيره على المدى البعيد فهو تأمين علاقة وشراكة ودية وتعاونية مع مؤسسة وعي كمنظمة ليوطد العلاقات مع هذه المنظمة على المدى البعيد”.
وأضافت: “يندرج المشروع ضمن نطاق المجتمع عبر الاهتمام بالصحة النفسية، وهو ثالث هدف من أهداف حملة RISE إن لهذا النطاق أثره على المجتمع من خلال تأثيره بالأفراد. حيث أن الهدف الرئيس هو تجهيز كوادر قادرة على تقديم الدعم النفسي عبر إمداد الأفراد باستراتيجيات التعامل مع الضغوطات النفسية؛ مثل استراتيجيات التكيف أو التأقلم مع الضغوطات المحيطة”.
وتابعت: “لعل أبرز ما يميز المشروع هو أنه مجاني ويحتوي 30 ساعة تدريبية منظمة وممنهجة لتقدم في النهاية شخصاً قادراً على تقديم الدعم النفسي بالإضافة لوجود كوادر مؤهلة وتواجد أعضاء من ضمن مشروع نفس في التدريب بالإضافة إلى ممثلي الجمعيات وأفراد من خارج المنظمة حيث سيتم ذلك عبر إطلاق استمارة على فيسبوك”.
وأوضحت العبد الله أن “أهم معايير هذه الاستمارة أنها موجهة لفرد لم يعمل سابقاً ولا يمتلك خبرة نظرية أو تجربة تطبيقية عملية، وسيُدرب ويُعطى المادة العلمية، ومن خلال علاقاته العامة سيشبك مع أفراد ضمن المنظمة ومع الجمعيات، وبهذه الآلية نضمن أن يكون لنا أثر مستدام ضمن المجتمع والمنظمة بالإضافة لوجود منصة أونلاين تقدم خدمات نفسية لأفراد هذا المجتمع”.