نجوى رحمون
يا أبا الأقلام لطفاً واتّزانا
ما دعا ممشاكَ لو سفَّ وهانا
قلمٌ في أملٍ يعلوهما
قدرٌ جادَ به الدّهرُ وكانا
كم عركتَ الأرضَ مرعى يرتوي
خيرها البرَّ ويسقينا دنانا
ولكَ الحمدُ من اللهِ وقد
جنّبَ المولى بلاءً من بلانا
سادَ كرمٌ وانتختْ زيتونةٌ
وانتشتْ في الشّامِ سقياها أمانا
هل لنا في دورةِ الرّؤيا مكانٌ
خزلَ الهدبَ عن الرؤيا زمانا
كم أتت ريحٌ من الدّهرِ ولم
تغلبِ الْجِيلَ سِباقاً وهوانا
يا عزيزاً لم يهن منّا ولم
يَمْحُكَ الكونُ فناءً و ارتهانا
تنسجُ الشعرَ ويضوي حوله
ليتَ شعري يغمر العمرَ افتتانا
كنتَ فينا رائداً من نِعمٍ
كنتَ جوداً بارعاً ترعى الأمانا
وإذا عانيتَ.. أهداكَ قريضي
أجزلَ الألفاظِ حبّاً واحتضانا
إنّ شعراً صغتُهُ في عهدكم
هوَ من جبريل إلهامِ رؤانا
لم تكن إلّا رسولاً شاعراً
دافئَ الصّبغةِ في الشجوِ روانا
عِلمُ قلبي منجمٌ من أحرفٍ
مارَ فيها الحبُّ في الله وبانا
أَجَلي أقوى من الموت لأنّي
عزّني المولى بعلياكَ امتنانا
يا لكَ الله بما أغنيتَ معنىً
أوقرَ الأيامَ فيها ما غَنانا
عندَها يصبحُ شعري من غِناءٍ
ومنَ الفجرِ جلالاً وجمانا
ومنَ الأنغامِ في ألحانها
ومن الأشواقِ كالوهجِ اعتلانا
ومن الأزهارِ في الصّبحِ وجوهٌ
عَبَقَتْ من عاطرِ العمرِ حنانا
لا أَفِي مثقالَ وعدي لكم
ولو انّي كنتُ في صبري مُدانا
نجوى ٨/ ٦ / ٢٠٢٣