كتب الشاعرة نعمى سليمان رئيسة مجلس ادارة جمعية بانياس الثقافية :
لا يضاهي الكتاب الا القراءة والمناقشة بحضور الكاتب ، ولأن هذا فعل متميز كانت الاستضافة المتميزة للشاعر أحمد نصرة في قصر الثقافة بالتعاون مع جمعية بانياس الثقافية وبحضور نخبوي مميز حيث تمت مناقشة كتابه مجازات الماء وبحضوره الجميل
بدأ النشاط بالترحيب بالحضور وبدأت المداخلات المكتوبة وبدأ الاستاذ الشاعر علي سعادة مداخلته حيث قال الشاعر أحمد نصرة بين رائحة القبلة وصهيل الرغبة تركت القصيدة ترعى وغفوت ، بعد إعلانه الجرىء توضأت بنبيذ وصل ما يشبه اليقين يشبهني هذا الموت ولأنه رأى مالايسر العين والقلب قال أنعم بالعمى
اللغة الصوفية سيدة القصائد ،كان الموت حافزا حاضرا ، قلما يغيب ليسمح بقليل من الفرح ، لما تفتح الباب والخارج موت اوارب داخلي الميت ،
أخطاء طباعة أساءت لبعض القصائد
استوقفني تعريفك للحداثة
لن نسأل عن عناوين القصائد لانك اجبت لم تحمل القصيدة عنوانا
وبعده تحدثت الإعلامية منيرة أحمد بمداخلة مزدوجة مع الشاعرة مفيدة صالح
احب أن اسمي الكتاب محارات الماء لأن فحوى الكتاب عميق الأغوار نغوص في مداه لنصل إلى جوهر المعنى الذي ألبسه غموضا وغلائل سوداء تزداد قتامة كلما أبحرنا في مداه
شاعرنا لا يلام بنظرته التشاؤمية فالواقع يخوض الهبوط إلى السحيق
والشاعر رغم الأسى والخيبات إلا أن به ثمالة تحاول الصمود والبقاء
شاعرنا متشائم وحزين لدرجة أنه يرى المطر لا يأتي بجديد غير أنه يلون صخب الحزن ويمضي
نرى ذاك النور المنبعث من روحه إلا أن ظلاله باهتة لا أثر لها
يقدس الحب ،يفرحه بغني حين يعتريه شعور البهجة وتدغدغه مشاعر الحب ، والشاعر لا يبارحه الالم والوحدة ،مقطوعاته يغلفها الغموض واحيانا تظهر انكسارا رغم أن روحه محلقة بينما الجسد لا يواكبها ،روخه تشبه فجرا طالعا لكنه لا يشبهها
الكتاب عميق يحتاج دراسة أوفى برؤية أكثر اتساعا كي يعطى حقه
وبعدها كانت مداخلة الاستاذ عماد عمار قال لست ناقدا لكني متذوق للجمال والطبيعة والمرأة
كل جملة أو عبارة في الكتاب تحتاج ساعات ولا تنتهي منها
الماء نسغ الحياة يشكل ٧٠ بالمائة من كل تجلياته
أبحرنا في مجازات الحياة والموت وما بينهما بلغة مذهلة بديعة وبقوة تركيبها مفعمة بالحيوية ومعتقة بالصوفية والفلسفة الوجودية
النصوص موجهة للنخبة وليست للعامة وربما هذه ميزة
وبعد ذلك تحدثت الروائية لميس بلال وقالت
الحزن عادة لكن الفرح ابتكار لا أميل للكتب السوداوية
الحزن حالة صحيحة مركز إليها لا نحاول أن نغيرها ، اليوم الإنسان ينبغي أن يحارب الحزن بكل الأدوات ،الكتاب يحاول أن يجرد الحياة من ألوانها ،يسافر أحمد في مجازات الماء عموديا نحو الأسفل يغوص في التجارب الإنسانية نخرج كما دخلنا
الكتاب غير مجنس أدبيا يزخر بالموت والرماد والعطش والتقرح والعطب
مهمة الادب إضافة جمال الواقع ،الحواس خمسة تكفي لإيصال الواقع إلينا نستطيع أن نستخرج جمالا من هذا الواقع
بعدها كانت مداخلة الشاعر حسان شريقي
سأتناول كتاب الأستاذ احمد نصرة من نقطتين : الأولى في الإهداء حيث هو يقول : إلى لا أحد !! نحن نعلم ان الشاعر لا يعبث أي أنه لايأتي بكلماته من فراغ ولا يلقيها إلى فراغ ، إذن كيف يستقيم أن يقول الشاعر إلى لا أحد ؟؟!!! ..
النقطة الثانية : الشاعر يلقي كلماته إلى ثلاث !! إما بوحا إلى نفسه أو همسا إلى فئة خاصة من المختصين الأكاديميين وإما إلى عامة الناس بلغتهم ولسان حالهم ، الواضح ان الشاعر اختار بفنه ولغته وابداعه عالي المستوى من اللغة والبيان .. الفئة المختصة غزيرة الثقافة وأكاديمية التعليم !! السؤال : لم اختار الأستاذ احمد هذه الطبقة من الجمهور وهي قليلة نسبيا في الناس وترك العامة التي اعتقد انها الأولى من غيرها بالخطاب والتوجيه .
وبعدها كانت قراءة مداخلة الشاعرة سميا صالح
أحمد النصرة ، بين إنطولوجيا الماء والوجود ..
الشاعر أحمد نصرة من خلال بعض الشذرات الذهبية ومن خلال الإهداء ( الى لا أحد ) فهنا هو في صلب المفاهيم التي يمر بها الشاعر لحظة قلقه وتفكيره بمن يقرؤه مثلما رابندرنات طاغور الشاعر الهندي العظيم حين قال ( الذي يهمني.. من يقرؤني بعد مائة عام ) . أما مجازات الماء فهي عصيّة على الوصول لتمام مغزاها فالماء هو تركيبة كيميائية قبل أن تكون شعرية .
الماء هو الجدلية المثيرة بين الحياة والموت التي تؤرق الشعراء
في بعض الشذرات نجد أحمد قد تناول الحداثة ، ومايريد منها وكيفية تفعيلها بمايخدم الشعر والأدب بكافة أجناسه ، ولم لا فالعالم غادر مرحلة الكلاسيكية والرمزية والسوريالية فاتجه الى تلك المتطلبات في عصر سريع حتى في نقل المعلومات الكترونيا بدلا من الطباعة والكتابة
فيقول أحمد بخصوص ذلك :
الحداثة
ان تقول للقصيدة ياحبيبتي
وتجيبك اللغة
ياقاتلي
الشاعر احمد أعطانا مفهومين من مجازات الماء ( الماء العذب ، والماء الزبد الذي يذهب هباءا ) ، يذهب كما ذهاب المرء مع الريح عن دياره وأوطانه وسموتها لكنه يبقى ينظر الى الوجه الذي بقي في الذاكرة ، ومهما إبتعد ستبقى نفس الأزقة ونفس الزوايا التي كان يرتادها هناك في وطنه مثلما
فعل الحياة تستطيع أن تشطبنا من الوجود الأرضي
وأخيرا أقول يبقى الشاعر أحمد على سجيته مترنحاً ، مسترخيا بين الشعاب المختلفة التي يقطعها على مضض ، كما واننا نستطيع أنْ نشم في أغلب نصوصه رائحة الحداثة الحقيقية التي تتلاعب معنا بين شطر البيت الشعري أو الثيمة بمجملها أن كانت مقطعية أو ذات نسقٍ واحد .
وبعد ذلك بدأت المداخلات الشفهية فقالت الآنسة دلال حمود أقرأ كل ما يكتبه أحمد ، ورأيي أن الشعر أحد أشكال الفن ، الفن كالقدر ، ليس لنا أن نقول رأيا وقال الأستاذ عزيز أحمد أن سعر أحمد عالي والجو العام رديء والواقع هو رديء ماهو دور الشاعر إن لم يكن لرفع الفكر
وختمت المداخلات نعمى سليمان فقالت
أحمد نصرة هي مجازات الماء واختصار لمفهوم الحياة فقد جعلنا من الماء كل شيء حي وكانت المجازات ربما هي الامل المخفي هي الحياة وصرختها
من الاهداء تبدأ الأسئلة لماذا إلى لا أحد لان لا أحد فينا لديه وطن ولا الحب كان فالوطن الذي هو سماء وماء ونار غاب عنه أهله والحلم بات منفيا في دواخلنا
يكتب أحمد ببساطة وشفافية مفرطة عفوي حد الدهشة وعميق في كتاباته فلسفة حياة وعمق فكر
حمل في كتاباته تضادا واضحا تضاد الحياة والموت الحزن والفرح العطش والماء الظلمة والنور وكأنه يريد باستخدامه هذه الثنائيات أن يصل ضفة الفكر ويبني مملكته الخاصة
اللغة بسيطة مفردات مألوفة مرصوفة بشكل لغوي قوي ، لغة نثرية عالية الفكر فيها اسقاطات فكر يرفض مايجري
نعم هو سوري يستشرف المستقبل الموت أمامنا وخلفنا وفينا وهو فعل يومي كلا الموت والحياة كذبة
سالت الشاعر الأسئلة التالية
هل الشاعر وحيد أم أن الوحدة فعل في هذا الوطن
بعد ثلاثة اصدارات هل وجد أحمد نصرة نفسه أو هل وجد صورة تشبهه
كيف يكتب أحمد نصرة المرأة وهل هي حاملة الاسرار
لمن يكتب أحمد نصرة وكيف يكون النص رديئا بمفهوم أحمد نصرة
بعد ذلك كان الكلام للشاعر وبدأ الرد على المداخلات ورد على الأخطاء بأنها نتيجة نمط الخط
وقال كي اقدم للقارىء يجب أن أكون أمينا لذاتي وقادرا على نقل داخلي كي أكون قادرا على منح اي شيء جميل
من المعطى الكوني لا أرى سوى الرماد سوى السواد والموت والقتل والعبث وانا شخص مخلص لذاته لا أستطيع تقديم شيء لا يشبهني
لا أعتقد بأن مهمتي تقديم جمال مزيف ، مهمتي أن أكتب ما أحس
بالنسبة للاهداء إلى لا أحد هو نص كتبته ولا أذكر ما أكتب كل تائه كل غريب كل مصلوب أنا وأنا لا أحد
من هنا أتى الاهداء
اختيار العمل للنخبة وهذا ليس تعاليا ،أعتقد أني لا أمتلك ما يؤهلني لأكون متعاليا وهي وجهة نظر تقول بأن مهمة الادب أعلى من النزول إلى الشارع ، الارتقاء بالآخر وليس النزول للآخر
الادب ليس شعبويا
لست وحيدا فأنا محاط بأصدقاء ولدي حبيبة أنتمي إليها
لم أجد نفسي ،مازلت في بحث
الانثى هي نبع الكون عنوان الحياة ،نصفي رجل ونصفي انثى واعتز بالجانب الأنثوي في نفسي ،هي حاملة رافعة للحياة والمفاهيم
اكتب وانسى النص بنفس اللحظة
النص الذي لا يحمل الهم الإنساني نص رديء بامتياز ولا يستحق حتى الحديث عنه
وبنهاية اللقاء شكرنا الموجودين وكتب الشاعر كلمته في دفتر الضيوف بعد أن ألقى قصيدة بصوته
وبدورنا نشكر كل من تواجد وترك عبيرا
ويبقى شعارنا نعمل لنرتقي