ماذا يريد بعض من أهلنا في السويداء؟ وماذا يعني رفع العلم المذهبي؟ هل يريدون الانفصال عن الوطن الأم؟
قبل قرن من الزمن، رفض الثائر سلطان الأطرش الانفصال، ورفع شعار الدين لله والوطن للجميع.
هل الانفصال على أسس مذهبية، يخدم أهلنا في السويداء؟ وهل يقبل الوطنيون العقلاء هذا الموقف؟
المحامي محمد محسن
يحق لكل وطني أن يسأل؟
………………تحرك البعض من سكان السويداء اليوم يخدم من؟
لا ريب ولا يوجد أي شك 1% أن المستفيد الوحيد هو الكيان الإسرائيلي، وأمريكا التي تحتل الجزيرة السورية، وعملاء أمريكا ــ اسرائيل الذين خرجوا على الوطن، وتشاركوا مع داعش لتدمير الوطن.
وبكل ثقة واطمئنان، نؤكد أن هذا الموقف، وهذه الغاية، لن ترفض من قبل الوطنيين والعقلاء من أهلنا في السويداء فحسب، بل سيقفون ضد أية محاولة مذهبية، أو دعوة انفصالية.
كما رفض قائد الثورة السورية سلطان الأطرش هذه الدعوات، والذي كان تأييده من أهلنا في السويداء عاماً وشاملاٍ، وعندما نقول إن هذا الرفض قد تم قبل قرن تماماً، فهل يجوز أن يطرح الآن؟
استغل البعض من العملاء، الواقع المعاشي الصعب الذي يمر به الوطن كله، من غربه إلى شرقه، وليست السويداء لوحدها، دون أن يفصحوا أو يحددوا من هي القوى المسؤولة عن هذا الواقع، أليست الحرب الأمريكية وقطبها، والقوى الإرهابية التي جُندت لتدمير سورية.
أليس المسؤول عن الموت والدمار الشامل، والحرمان والتجويع، هي أمريكا وقطبها، وعملائها في الداخل السوري، ومن استجاب لقراراتها حتى من الدول العربية، ولا تزال أمريكا وحلفها، والقوى الكردية الانفصالية، تحتل الجزيرة السورية، وتسرق كل خيراتها من النفط والقمح والغاز وغيرها، الجزيرة التي كانت مصدر عيش السوريين؟
نأمل من عقلاء الجبل، ومثقفيه المنتمين للوطن للأمة، وهم الأكثرية الساحقة، أن يوقفوا هذا الهذيان المذهبي، الذي سيؤدي حتماً إلى انقسام الطائفة، لأن الدروز العرب في الجولان المحتل، جميعهم يقفون مع وطنهم سورية العربية، ويواجهون الاحتلال بهويتهم الوطنية التي لم يتخلوا عنها، رغم كل المحاولات الإسرائيلية.
هناك مواقف وإشارات واضحة، تدلل على تدخل بعض الدروز في الأراضي المحتلة، وغيرهم من العملاء، بتشجيع من الكيان الإسرائيلي، تمويلاً وتشجيعاً، مع التهويل، فهل هذا ما يريده هؤلاء العملاء، الخارجين عن مدرسة الثائر سلطان الأطرش الوطنية، والتعامل مع الكيان الإسرائيلي؟
هذه الفئة الضالة المضللة التي يقودها بعض العملاء، وأصحاب المصالح، والذين ساقوا وراءهم الكثيرين من البسطاء والسذج، تحت شعارات مذهبية تخفي وراءها، أخطاراً كثيرة، لن يسمح لهم النيل من الوحدة الوطنية، ومن وحدة هذه الطائفة العربية المجيدة.
ونأمل أن تتم عملية لجم هذا التحرك المشبوه، ووقفه، بالطرق السلمية، وبدون إراقة دماء، ولكن على الكل أن يعلم أن الجيش العربي السوري، لن يقف مكتوف الأيدي عندما يشعر بأن الأمر أخذ أبعاداً أكثر مما ينبغي، وهو قادر على سحق هؤلاء العملاء.
ولكن الحكمة، والرغبة بعدم إراقة الدماء، هما سيدا الموقف حتى الآن…….