الاشجار ثروة اقتصادية وسياحية وبيئية..وعقوبة التقطيع شديدة وفق القانون 39
تحقيق..
نفحات القلم/مكتب حلب
خالدمصاص
تعتبر اهمية اشجار الحراجية في الغابات والمساحات الخضراء الزراعية في بلدنا بمثابة رئة وجمال الإنسان ولها فوائد وللحفاظ عليها بشكل عام وأبرزها منع قطع الأشجار الموجودة في الغابات والتي تنتج الأكسجين للإنسان بأمر الله تعالى.. ولا يجب التوسع العمراني على حساب المساحات الخضراء الموجودة في الغابات والتي تعيش فيها الحيوانات ونستفيد منها بأي شكل من الأشكال، ولا ضرر من تنظيم الأنشطة السياحية في الغابات، شرط أن تكون بأسس وقواعد ولا يذهب للغابة أي شخص لا يلتزم بها.
ولهذا يجب القيام بحملات توعية ليعرف المجتمع ما هي الغابة والاشجار والفائدة منها وكيفية الحفاظ على البيئة والجمال بشكل عام، ولذلك جاء قانون 39 بمكرمة عظيمة صادر من السيد الرئيس بشار الاسد حفظه الله للبلاد والعباد والذي ينص ويشدد بمنع القطع الجائر للأشجار في الغابات.. وضبط المخالفين ولاسيما من اللصوص ضعاف النفوس وعديمي الضمير والوطنية في قطع وسرقتها، وهي تعتبر جريمة..
وظاهرة قطع الأشجار الحراجية التي انتشرت في بلدنا نتيجة الحرب والحاجة دعت كافة الجهات لضبطها والحد منها في مناطق سيطرة الدولة وذلك لانقاذ الثروة الحراجية والمساحات الخضراء التي مرت بخطر كبير ولا تزال تمر بين المدينة والريف وخاصة ليلا ممن هم بحاجة لاستخدامها بالدفئة المنزلية نتيجة برد الشتاء القاسي عليهم في قلة توزيع المحروقات والشح في الكهرباء، وقد كثرت انتشار ظاهرة الاعتداء القطع الجائر ولاسيما بعد الغاء الحواجز الامنية التي كانت لهم بالمرصاد وتمنع وصولهم اليها، حيث بعد ذلك انتشر اللصوص ومنهم يلبسون الزي المموه العسكري تقوم ليلا بقطعها وسرقتها والاتجار بهدف المنفعة.. فكل هذا ليس مبررا لاي كائن في القيام بقطع اي شجرة لانها ثروة اقتصادية وسياحية وبيئية للجميع ويمنع العبث بها..لانها اصبحت بكثرة وبالاخص بالارياف المحافظة وعلى جانبي الطرق العامة والرئيسية لتصبح تجارة بيع خشب الأشجار للتدفئة والتفحيم رائجة خلال الآونة الأخيرة..
وكانت قد وردت مؤخراً مناشدات وشكاوي كثيرة من أهالي عدة قرى في مواقع على اطراف المدينة حلب، تتحدث عن غيرتهم بما شاهدوا من قيام بعض الأشخاص في أوقات الليل وساعات الفجر بقطع وقص الأشجار الحراجية والمعمرة وتخريب الغطاء الأخضر بالمناطق..نتيجة قل عناصر الضابطة الحراجية في المخافر كي يقومون بجولات مستمرة على المواقع وبنصب كمائن لمنع التعديات واتخاذ الإجراءات القانونية بحق المخالفين وتنظيم الضبوط الحراجية وإحالتهم إلى القضاء أصولا وفق القانون 39 الصادر عن سيد الوطن..
وللامانة نقولها، سابقا كانت المتابعة خجولة ومحزنة لدرجة لا توجد متابعة وفي قلة الدوريات الضابطة الحراجية وغيرها لقمع وضبط لصوص التحطيب الجائر للاشجار الحراجية وكانوا يسرح ويمرح مع غياب الجهات كافة بحلب وريفها..
وبعد صدور قانون 39 بمكرمة واهتمام سيد الوطن والذي ينص على الحفاظ وتشديد العقوبة على المخالفين والعابسين للثروة الحراجية وقد تصل العقوبة الى الاعدام، والامور اختلفت وخفت عما كان سابقا ..
وحول ذلك وكما وعدناكم سابقا ولاهمية شكاوي الاهالي في المتابعة والتغطية الاعلامية الميدانية على مايجري بنقل الوقائع بشفافية وموضوعية كوننا شركاء وحرصيين على سلامة وجمال غاباتنا واشجار وطننا من العبث والقطع الجائر وتطبيق قانون 39 والاجراءات الحكومة منه..
•وللوقوف والتوضيح اكثر على ذلك، كنا في لقاء خاص مع المهندس/رضوان حرصوني/مدير زراعة حلب، حيث افاد قائلا :
يعتبر الحراج ثروة وطنية، وحلب من المحافظات المهمة من الناحية الحراجية، حيث تبلغ مساحة حراج في محافظة حلب 57 الف هكتار، وضمن الاماكن الامنة 15 الف هكتار، توزع على الطرق الرئيسية حلب دمشق، حلب الرقة، بالاضافة الى المشاريع الموجودة على ضفاف بحيرة الاسد في ناحية مسكنة، مبينا ان الثروة الحراجية مهمة وخاصة بعد صدور قانون الحراج رقم 39 لعام 2023 الذي اصدره السيد الرئيس ويعتبر مكرمة حفاظا على الثروة الحراجية والحد من التعديات.
ونوه م.حرصوني ان القانون 39 اكد على عدة امور واهمها التشاركية مع المجتمع المحلي في الحراج والعقوبات الرادعة بمن يقوم بمخالفة بالتعدي على الحراج، باضافة الى التحقيق التنمية المستدامة في اراضي الحراج.
مشيرا انه في محافظة حلب تقوم دائرة الحراج بمتابعة التعديات الحراجية وتقوم بتنظيم الضبوط اللازمة، موكدا انه في عام 2023 تم تنظيم 138 ضبط وفي عام 2024 ،9 ضبوط، حيث بلغ عدد الضبوط 147 ضبط لتاريخه
واوضح م.حرصوني انه بعد اجتماع الاخير الذي تم بين وزير الزراعة ووزير الداخلية ووزير الدفاع تم مؤازرتنا والحد من هذه التعديات، مشيرا ان السيد محافظ حلب رئيس اللجنة الزراعية الفرعية قام بتشكيل لجان على مستوى كل ناحية ونقاط مراقبة لابلاغ والحد من هذه التعديات، وهذه اللجان تتالف من مدير الناحية رئيسا اضافتا الى الوحدة الادارية الممثلة بالبلدية اضافة الى الزراعة واتحاد الفلاحين والفرع الحراجي.
وبين م.حرصوني ان هناك توجيهات اخيرة من وزارة الزراعة حول ايقاف نقل احطاب او الحافلات الحراجية بشكل عام ان كان حطب او الفحم بين المحافظات، كما تم موافقة اللجنة الاقتصادية على استراد 10 الاف طن من الحطب لتغطية السوق المحلية للحد من التعديات على الاشجار الحراجية وذلك لاهمية الغطاء النباتي والمنظر النباتي والمناظر السياحية للمحافظة..
ولفت م.حرصوني قائلا: نحن بشكل عام، نقاط المراقبة حلت بشكل جيد بكافة النقاط الامنية والوحدات الشرطية لانها كانت تقوم بمؤازرتنا في الحماية وقمع هكذا مخالفات مؤكدا بشكل عام ان نقاط المراقبة كانت تقوم بمهام من خلال ابلاغنا عن التعديات عن الثروة الحراجية..
كما اكد ان هناك عقوبات رادعة وشديدة بالنسبة للمخالفين الذين يقومون بالتعدي على الثروة الحراجية تصل حتى الاعدام في حال قام احدهم بالتسبب بالحريق وادى هذا الحريق الى الموت احد المواطنين..
واما بخصوص تقليم الاشجار، اكد هو ممنوع ومن يقوم بالتقليم هما الوحدة التنظيمية او دائرة الحراج، ودائرة الحراج لديها عدة مسؤوليات اهمها هو مشروع التربية والتنمية التي يقومون بتقليم الاشجار الحراجية بالاضافة الى قطع الاشجار اليابسة اضافة لمشاريع اخرى تتضمن مشروع تحليل اصطناعي الذي يتم حاليا على ضفاف بحيرة الاسد، اضافة الى انتاج الغراس الحراجية.
وكما اضاف م.حرصوني نحن بعد قانون الحراج الاخير اكد على التشاركية مع المجتمع المحلي في نفس الوقت الانتفاع من هذا الثروة الحراجية الموجودة من الاحطاب وذلك برعي الاراضي الحراجية من خلال اقامة استثمارات لهذا المجتمع المحلي الشريك للدولة ووزارة الزراعة والحفاظ على هذه الثروة الهامة..
ومن جهة ثانية، م.حرصوني نوه مبشرا بموسم هذا العام بالخير والامطار ،حيث كانت الهطولات جيدة عن العام الماضي، ووصلت الى 270 ميليمتر بتوزيع جيد على كافة المناطق ونحن متابعين الخطة الانتاجية الزراعية بشكل عام وقمنا بزرع كافة الاراضي القابلة للزراعة من ضمن الخطة الزراعية حيث تم زراعة حوالي 75 الف هكتار من القمح المروي و20 الف من القمح البعل و9 الاف هكتار من الفول وحوالي 10 الاف من العدس والحمص اضافة الى 180 الف هكتار من الشعير من ضمن الخطة الانتاجية الزراعية، مؤكدا ان الدولة قدمت كافة التسهيلات ومستلزمات الانتاج والخطة الحالية، وقدمت الوزارة القمح المعقم وتم توزيع 6،300 طن بالاضافة الى المحروقات الزراعية المدعومة عن طريق الاتمتة البطاقة الذكية حيث تم توزيع 6 الى 7 مليون لتر خلال الشهر 11-12 اخرها الشهر 12 والاول ولتاريخه والسماد تم توزيع الدفعة الاولى كامل 100%، وحاليا بدأنا بتوزيع الدفعة الثانية بزيادة 10% عن الجدول الصادر المصرف الزراعي
واضاف في حديثه، حاليا نحن متابعين من خلال وحداتنا الارشادية لجان الفنية الموجودة في مديرية الزراعة لاي امراض ممكن قد تصيب او اضرار للمحاصيل حتى نصل الى مرحلة الانتاج..
واما معاناتنا هي كباقي المديريات والمؤسسات للكادر البشري والفني المؤهل لادارة المؤسسة لمساعدة الوحدة التنظيمية لمنع المخالفات والتعديات..
واضاف مؤكدا ان مسؤولية المواطن اولا بالحفاظ على الثروة الحراجية من اي عبث وتعدي الاخرين في الابلاغ في هكذا حالات ان نعمل يدا بيد معا لخدمة غاباتنا واشجارنا من عديمي الضمير ضعاف النفوس..
ونوها بالقول، كما زرع اجدادنا اشجارا ونحن استفدنا منها فعلينا نحن ان نزع كي يستفيدوا اولادنا، وبالتالي المواطن هو شريكنا بهذه الثروة الحراجية..
مؤكدا ان عناصر الضابطة الحراجية في مديرية الزراعة بحلب مستمرة في جولاتها على المواقع الحراجية وخاصة موقع طريق حلب دمشق الدولي وحلب الرقة والمناطق الريفية وذلك بالتعاون مع المفارز الشرطية والجهات الاخرى في ضبط المخالفين وتوقيفهم..
وختم اللقاء قائلا..
الاشجار هي رئة وجمال والحفاظ عليها واجب وطني وديني واخلاقي.. وهي الحد من تلوث الهواء وتنقيته، وزيادة نسبة الأكسجين في الهواء، وتهدف زراعة الأشجار والشجيرات والمساحات الخضراء إلى تحسين الظروف البيئية الحالية وتساعد النباتات والأشجار على زيادة نسبة الهواء المنطلق..وهي ثروة اقتصادية وسياحية ووطنية للجميع..
وهي لتنقية الهواء والجو المحيط، وحماية الموقع من الرياح والغبار، لها دور فعال في تقليل شدة الرياح.
فعالية عناصر التخضير المختلفة في خفض درجة
الحرارة وانعكاس الضوء، شاكرا دور الاعلام الوطني وبالاخص موقعكم الموقر من خلال مدير مكتب حلب الاستاذ خالد في نقل الواقع ومتابعة هكذا مواضيع هامة وضرورية لمصلحة العامة التي تنعكس على الجميع..
•وبدورنا، نشكر المهندس رضوان حرصوني مدير زراعة حلب على رحابة صدره والتوضيح حول شكاوي قطع الاشجار في المدينة والريف..
حيث قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم :ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة.
واخيرا وليس اخرا..
الاشجار لها أهمية كبيرة فهي خير ونعمة وسلام ونفع وجمال وراحة..والاعتداء عليها بالقطع هي جريمة شديدة يحاسب وفق القانون..
ولأهمية الشجر ذكر بالقرٱن الكريم ست وعشرين مرة وقد نهانا رسولنا الكريم عن قطع الاشجار لما لها من فوائد جمة وحث على زراعة الشجر حتى ان كان الوقت وقت قيام الساعة، (غرس الأجداد والاباء رغم ظروفهم الصعبة وتركوا لنا زيتون وتين وعنب وغيرها فماذا سنترك نحن للأبناء والأحفاد ) ومنه علينا أن نربي أطفالنا على حب التشجير والحفاظ على الاشجار لانها ثروة وجمال وخضار بلدنا ولنا.
دام وطننا الغالي فواحا بالعطر دائما يزداد جمالا واشجارا وازهارا..