“على جناح الشوق ”
أجنحة من ألم حملت حروف كاتبها لتشرق نورا يستشرفه الأديب عساه يحط رحاله في ربوع موطنه يتنسم عبيرها ويعزف لحن الجمال مع بلابلها , الألم … الشوق … الحب … الأمل كلها حملت على جناحين من ريش الشوق الذي يتطاير ليغطي عشقا سماء الوطن
جميل ما خطه الأديب بداية اغترابه الذي لم ينسه وطنه
اخترناها لتكون باكورة النتاجات القادمة الينا من بلاد الاغتراب .
حيث كتب الإعلامي سعدالله بركات *
*كطفل يحبو إلى ظلّ أمه ، كعصفور يرنو إلى عشّه ، ومثل زنبقة عطشى ، أعود بظلي إليك ياشامة الدنيا وشامها .
مثل قطرة ماء تتعشق ذرّات الثرى ، يشدّني الحنين عاجلا إليك ياشام ، إلى عبق شوارعك والأزقة ، إلى ساحاتك وهي تغفو على كتف قاسيون فتستنهض معه بأسمائها التاريخ بسمو شموخه .
إلى صروحك والأوابد ، تقص حكايات الحضارة وأبجديتها التليدة ، وكل ماتراه عيني لايغنيني عن كنوزك والدرر.
الخضرة على مد النظر والغابات تزنر البيوت بنضارة يجددها خير السماء ، لكنها لاتعادل في ناظري بعضا من نضارة أشجار الربوة وتغريد أوراقها على إيقاع خفقات بردى وخريره ، وهو يخفّ ليروي حقول المشتهى في غوطتك وأشجار المشمش والياسمين.
وقهوة الصباح شهية هنا ، ولكن ليس بشهية رشفة على شرفة تعانق صرح قاسيون ، لتنفتح مع خيوط الفجر الأولى – قبل أن تقبّلها شمس الصباح- على آفاق مديدة من سهول ووهاد ، وما تختزله الربوع وتشي به من خيرات و ما تحتضنه من ذكريات.
أشتاق إليك يا صدد ، فما غادرتك مرّة ،إلا وعددت الأيام والساعات ،وتراني هذه المرّة أعدّها بالدقائق والثواني ، فعلى أجنحة الشوق تلتهب المشاعر والأماني.
على أجنحة الشوق أحملك أيقونة بين الضلوع ، وأطوف بها مع الذكرى فأمخر عباب السماء ، وأعود إليك على جناح شوق لمسامرة جار ..صديق ..أوقريب .. أصابحه أو يماسيني ، أفرح له أو يواسيني ، وعلى جناح توق لكأس من المتة في فيء عرائش العنب وقد ربيتها يوما بيوم ، سيظلّ يحملني إليك على أمل أن أستظلّ بها إلى جانب بيت ابتنيناه ، لبنة لبنة على مرّ سنين ، وأمّا عن وداع الوالدة التسعينية – وقد رحلت بلا وداع كما أبو كمال وأعزاء – ، فما عساني… ما عساني أن أقول؟ !!!!…..غير ما قال شوقي :
..
بِهِمَا فِي الدُّمُوعِ سِيرِي وَأَرْسِي نَفَسِي مِرْجَلٌ، وَقَلْبِي شِرَاعٌ))
____
* الخاطرة كتبت بداية في تموز 2012 مع بداية الاغتراب ،وتراكم عليها سنون…وشجون … ونشرت في كتابي،، أوراق من وجع الغربة ،، دار المقتبس 2022