Abdul-fattah Abdul-fattah
فيمَ السؤالُ وما جدوى جواباتي
وأنتَ أدرى بأســـبابي وعلّاتي
أصل الحكايةِ أن الناسَ قد قرأوا
في مقلتيك كتاباً من حكــاياتي
ففيهما من أسى الناياتِ لوعتُها
إذا تعالتْ فلن أحظــى بمنجاةِ
وربّ تسألُ عن ليلٍ يُصاحبني
بلا دليلٍ إلى أقصــى متاهاتي
وربّ تنفخُ بالذكــرى فيشعلُها
بصيصُ نارٍخبتْ مابين أنّاتي
حذارِ يا صاحِ فالذكرى مؤرّقَةٌ
ما كانَ شأنُكَ أن تقفو جراحاتي
بئسَ النزيل على أطلالِ ذاكرةٍ
وبئسَ ما هَدَمـــوا مني بآلاتي
وبئسَ موّائةٍ أخفــــتْ مخالبَها
تصيرُ نمراً بأحراشي وغاباتي
كأنما فوقَ عيني من غشاوتها
ما يجعل الدمع في عينيّ ملهاتي
فمن أضلّكَ حتى جئتَ مرتجلاً
بعضَ المعاذيرِكي تشدو بناياتي
ما كلّ نفـــــخٍ بأعــــــــــوادٍ مُثقّبةٍ
لحناً يناسبُ أوجـــــاعي وآهاتي
كم كانَ قبلَكَ عُشــّاقٌ بهم دنَفٌ
قد جربّوا أن يغنّوا بعضَ أبياتي
لم يعلموا أن قلبي كان منشغلاً
عنهم وإن الذي غنّــوهُ لوعاتي
وأخطأوا حين ظنّوا أنهم شهدوا
ما لا تراه من الأشواقِ مِرآتي
فلا تظنّ بأن الصـــائحين هنا
لا يعلمون بأنّ القصـدَ إسكاتي
لذاكَ يا من رمـى قلبي بأسئلةٍ
إن القليلَ من الأوجاعِ بي ناتي
فغالب الجرح بالأضلاعِ أكتمُهُ
كأنهُ قلمٌ في جــــــــوفِ مبراةِ
هم علموني بأن العشقَ سنبلةٌ
وبيدرٌ تتبــــاهى فيهِ مذراتي
وأصبحوا كحروفٍ كنتُ أكتبُها
حرفاً فحرفاً وكم بدّلتُ ممحاتي
يا ليت قلبي محا كل الذي كتبوا
وما تلكأ يومــــــــاً بالتــــــــلاواتِ
حتى تأولتِ الأيــامُ ما سمِعوا
فأنكروا بكتابِ العشـقِ آياتي
ألقاهمُ النوء يوما فوقَ أشرعتي
فمزقّوها وزادوا فــي معاناتي
لهم خيولٌ بقلبي من هوىً حرِدٍ
تصولُ بينَ عروقي كلَّ ساعاتي
ريحٌ تهبُّ إلـى الهجرانِ تدفعهم
فصار مصباحهم يلهو بمشكاتي
في كلّ يومٍ لهم شــمسٌ أودّعُها
ولا يغيبُ لهم بدرٌ بلَيـْــــــلاتي
قد برأتني تباريــــــــحٌ أكابدُها
من التنصلِ عن أيــــامِ خيباتي
وما تراه على أوضامِ قسوتهم
لاكان قلبي ولاكـــانت عذاباتي
كأنّ ما صار لا يعــدو مصادفةً
قد كان حُلماً وكان الوهمُ راياتي
كانت خيولي من البرديّ أصنعُها
تكبو إذا الريح خبّتْ فـوق أشتاتي
حتّى إذا أدركتْ أن الهـوى جللٌ
وإنّ خاتمةَ الأحــــــوالِ آهاتي
نادتْ تحثُّ فؤادي فوقَ صهوتها
على الترجّلِّ والإذعـــانِ للآتي
وصارجمرُكِ إذ أوقـــدتِهِ زمناً
يخبو ولو نفـخ كيوبيد في ذاتي
وكل مبخرةٍ أشــــــعلتِها بدمي
صارتْ تُكرّسُ للعُـــزّى وللاّتِ
لي جامحٌ بين أضلاعي بلا رسنٍ
أعدو لألجــــــــــمَهُ لكنهُ عاتِ
طيورُ صدري بأشواقي أهدهِدُها
كي تستكينَ وقد تغفـو حماماتي
الريحُ هوجاء والأمواج تعضلني
وقاربي قد تخلّــت عنهُ مرساتي
وحانَ ما كنتُ أخشـــاهُ وأحذرُهُ
وزلّ بي قدم الأمـــــالِ مرّاتِ
ولذتُ بالوهمِ من خوفٍ يساورني
وهالني أن وهمي كان مأساتي