الإعلان لطالما كان أحد أهم أركان الوسائل الإعلامية ودائماً ما كانت الفعاليات التجارية والثقافية وغيرها تعتمد على الإعلان بشكل كبير لتوضيح ما تقدمه.
الفن في الإعلان هو تخصص بحد ذاته اعتمدت عليه الجامعات وهو أحد اختصاصات كلية الإعلام، والرمزيات التي يقدمها الإعلان لها أهمية كبيرة لتقديم المحتوى الأفضل بالطريقة الأجمل.
تصدر مواقع التواصل الاجتماعي أو المسمى الحديث لها “التريند” أصبح غاية ولم يعد وسيلة لكسب المشاهدات أو جعل الأمر لافتاً للنظر، وهناك مايسمى الإعلان الأسود (Black marketing) ومن خلاله يقدم المعلن منتجه بالطريقة المذكورة والذي اعتمده صناع الجوارب في معرض إكسبو سورية الذي ستستضيفه مدينة المعارض في دمشق من 4 ولغاية 8 أيلول المقبل من خلال تصوير قدم ترتدي جوارب ويرفع عليها الكتب ما أثار حفيظة مثقفي بلادنا وتم اعتباره إساءة لا يمكن السكوت عنها للثقافة والعلم.
رغم حذف الإعلان من صفحة المعرض على الفيس بوك إلا ان هذه الهفوة لم يتم تناسيها وطالب بعض المثقفين بتحويل الأمر للقضاء بدعم من وزارة الثقافة والحصول على الدعم من الدكتورة لبانة مشوح، موقع نفحات القلم تواصل بعض المثقفين وأصحاب الاختصاص لمناقشتهم ومنهم الأستاذ كمال طهبوب الكاتب والباحث السياسي صاحب كتاب الاختراق وخصنا بقوله: {أولاً التاجر عموماً عدو الثقافة وغايته الربح
والقيم عموماً تندرج لديه بقانون السوق، ثانياً هنالك حرب على الثقافة متورط فيها أعداؤنا في الداخل (رجال الدين مثلاً …وغيرهم طبعاً) وأعداء الخارج أصحاب المصلحة الحقيقية في قمع الثقافة أو تجييرها كأداة لهم وأغلب التجار نتيجة عدائهم للدولة وخاصة بعد فشل الإرهاب عسكرياً اتجهوا للإرهاب الفكري أو الإساءة له بأي طريقة ناهيك عن تقصير
الفاسدين المشغولين بمصالحهم الخاصة}، وعن تحويل الأمر للقضاء فقد طالب بدعم وزارة الثقافة واهتمامها وأكد على مطالبة الوسائل الإعلامية بأن تكون السباقة بتجييش المثقفين والرأي العام عبر شاشات التلفاز، وشدد في ختام رأيه أن القضية هي قضية رأي عام أولاً.
ومن ناحيته فقد تحدث إلينا الشاعر والأستاذ في جامعة تشرين الدكتور صفوان سلوم وعبر بلطف أن الأجمل لو وضعت كرة قدم بدلاً من الكتب وتابع: (إن جمع منتج استهلاكي مادي مع آخر فكري هو عمل غايته إثارة المتلقي..وقد نجح القائمون على هذا الإعلان في ذلك، لكنهم فشلوا بإقناع الناس بفحوى هذا الجمع فرسموا لوحة ألوانها متنافرة وحديقة ورودها بلا رائحة، فأساؤوا إلى أنفسهم وإلى المنتج الذي لم يعد يهم المتلقي أو الزبون)، ولكنه خالف الأستاذ طهبوب من ناحية الشأن القانوني وعبر لنا بقوله: (الثقافة يسيء لها فن هابط ودور نشر لاتسمح لك بطباعة كتاب دون دفع عشرات الملايين، كلنا نسيء إلى ثقافتنا ..كل في عمله، للأسف المنظومة الثقافية مهترئة والمشكلة في القائمين عليها، وهذه الصورة هي جزء من أخطائنا وآلية عملنا).
وللفن والفنانين رأيهم أيضاً وقد تواصلنا مع الأستاذ سعيد عطايا مؤسس أحد فرق المسرح المعنية بشؤون الطفل والذي وصف الأمر بالخطأ الكبير الذي يجب عدم تغاضيه وأنه يحمل رسالة سيئة خصوصاً مع تواجد الأطفال على منصات التواصل الاجتماعي ولكن اعتبر الدعوى القضائية فكرة جيدة قابلة للتنفيذ على حد وصفه.