رغم الكثير من الغطاءات الدبلوماسية الناعمة الأميركية والروسية التي ينضح بها المشهد السياسي السوري , ورغم التصريحات المجاملة والوعود المتكررة والمتبادلة.
سواء بدعم الحل السياسي في سورية أم بعقد المؤتمر الدولي حولها في جنيف , إلا أن حالة التوتر الشديد لا تغيب عن ذلك المشهد بما هي عليه من ثبات المواقف الروسية والإيرانية والصينية إلى جانب الدولة والشعب في سورية , والسعي المستمر للدفع باتجاه استبدال السلاح بالحوار , ومن التفاوت السياسي الأميركي الكبير في التعاطي مع المشهد, وفي التقلب غير المفهوم مرة على جنب الادعاء المزيف بالدفع إلى الحل السياسي, ومرة على جنب دعم الإرهابيين العاملين على الأرض السورية والذين تراهم أميركا معارضة مسلحة .
لكن , ومهما نجحت الدبلوماسية واستطالت في ترطيب التوتر في ذلك المشهد وأطالت في عمره قبل الانفجار, ومهما زيفت بعض مفاصله ورموزه وشخوصه , إلا أن استحقاقاته ومواعيده المؤجلة ستكون حاضرة في لحظة ما لا تنفع فيها دبلوماسية وقفازات وظلال , ولا تمنع حضورها آراء ووجهات نظر ومواقف, هي لحظة تنحسر فيها مادة التفاوض والمناورة وتتلاشى خارجة من المشهد وإطاراته.
اللحظة التاريخية إياها ستحضر بقامة فارهة وبجذور ضاربة في الأرض, وستبدد كل ما حولها وكل ما يشوب المشهد من احتمالات محلياً وإقليمياً ودولياً , وحينئذ لا يعود مؤتمر جنيف مادة طارئة للمناورة والتكسب السياسي لأحد على الإطلاق , هي اللحظة التي يحسم فيها الشعب السوري بموالاته ومعارضته الوطنية الشريفة وبجيشه الوطني وتضحياته الصراع الدائر على الأرض السورية لمصلحة سورية الوطن الموحد المستقل الإرادة والقرار .
حينئذ , لن يترقب السوريون الشاشات الفضائية وما تتناقله من التصريحات والمواقف والصور , ولن تعنيهم الآراء ووجهات النظر المتطايرة هنا وهناك سواء اعتدلت أم تطرفت , ولن يختلفوا طويلاً في الدروب المتعددة الموصلة إلى جنيف .. لأن جنيف نفسها ستجد آنئذ طريقها إلى دمشق !!
المصدر : الثورة