إذا كانت السياسة فن الممكن …. فهل من الممكن ضرب سوريا ؟ وهل سنعتبر تلك الضربة نوعاً من أنواع الفن ؟ أجل هو فن هزلي وكوميديا فالس سخيفة ، فصرنا نعاني من أزمة محللين … وأزمة منظرين .. وكتاب وباحثين واستراتيجيين …
ولم يعد أحد يتحدث عن الدولار ولا عن غلاء المعيشة .. حتى أخبار الإرهاب والمناطق خفت بريقها ….
وكم من صفقة مررت عندنا .. وعندهم هناك في بلاد ما وراء الأطلسي …
إنها سياسة افتعال الأزمات لصرف الأنظار وتحويلها وإعادة توجيهها … ليس ذلك وحسب بل نحن أمام فن ثعالبي بالفطرة …
لاحظو معي : كم أزمة تم افتعالها عندنا وفي المنطقة وفي الإقليم تحت سقف الأزمة السورية ؟؟ لنقل إنه سؤال برسم الشعوب … لا بأس ، إن ما يحير ويؤلم في نفس الوقت وعلى حد سواء ، هو السؤال التالي : أين الشعوب العربية ؟ لماذا لم نر مظاهرات للتنديد اللفظي بالضربة المتوقعة ؟؟؟ الجواب بسيط ومؤلم أكثر من السؤال بحد ذاته ، فلكل شعب عربي على امتداد مساحة الوطن أزمة تلهيه وتسكن تفاصيل يومه كشيطان لذيذ وماكر أكثر من الشيطان المعروف ، فشيطاننا الجديد نسخة مطورة عن الشيطان الكلاسيكي الذي يغوي و .. و … وبالعودة إلى الفن : التاريخ يلهث والتأريخ مرهق .. والجميع أقوياء .. فأي قوي سيكتب ؟؟
سيحتار التاريخ والتوثيق سيشعر بالفراغ من شدة الزحام والضجيج والضياع …
سأعيد تعريف السياسة : السياسة عاهرة تتقن فن الأحضان .