شكرا ً !
7 –
والقصيدة في حضرتِكِ : أَرضٌ من الكلمات ،
ثراها عصيرُ الورد في زمن الغواء ،
يحملها اليمامُ إِلى اليمام ،
وسهلٌ من النعناع ،
تدنو وتنأى
ثم تدنو ثم تنأى
على اسم ِ سيدةِ البداية ، أنتِ ، سيدةِ الختام !
8 –
حدثتُ نفسي عنها ، فقالتْ نفسي .. صِـفها :
قلتُ : إذا جاءتْ أومأ الشتاءُ للمطر أنْ ينسكب ، وإذا أفـُلتْ ، غيّرَتْ اللغةُ معنى الأفول ، فصارَ الأفولُ في المعجم ِ معنىً للخزامى ، حين يتركُ عطرَهُ هنيهةً ويغيب ، فيعودُ مسرعَ الخُطا ، لينزعَ من عطر ِه عطرَه ، لا يتمكنُ ، فيستظلُّ الخزامى ، بيمامها ، بنى عشَّهُ ، قشة ً قشة ، من سرّ الغياب ، إلى سرّ الحضور ، نخبو ونصبو ، وندوِّنُ – أنا ونفسي – مراحلَ مشيتها ، أنا ونفسي ، هنا جلستْ .. هنا اتكأتْ .. هنا اضطجعتْ .. هنا تركتْ صريرَ الوقتِ في مفتاح ِ هذا الباب ، هنا نهضتْ الأفراسُ في دمها ، هنا ركضَ المدى ، هنا سقطَ الصدى ، هنا ناغتْ ثغرَها وردة ٌ عطشتْ ، هنا قامتْ لصبوتها ، هنا راحتْ ، هنا أدّتْ للخلقِ رقصتَها ، وشاءتْ ، كما شاء الهوى ، وانتفضتْ ، كغزالةٍ ، راكضَها النمرُ ، لا نجتْ منهُ .. ولا نجا منها !
9 –
تعريف شـِقِّ القميص : مساحة ٌ من ظهيرة ، تحسِمُ ليلَ التوقـّد ، عشرةُ سنتيمترات تفتحُ البابَ إلى الضوء ، ينهارُ آينشتاين ، وأديسون ، وعلماءُ الذرة كلـّهم ، ومعهم الذئبُ نفسُه ، حين يعلمون أنّ نظريةَ التدفقِ الفوتونيّ ، تثبتُ فشلها حينَ ينتثرُ الضوءُ في كلّ الجهاتِ دفعة ً واحدة ً ثمّ على دفعات ، حين تفكـّين – يا ليلى – زرَّ القميصِ عن القميصِ الخردليّ ، تنتقلُ الكتلة ُ إلى وزنِ الصفر ، وتصبحُ السرعة ُ خارقة ً للصوت ، وفاتحة ً للتشهي ، وناصبة ً للحبق ، وطارحة ً للندى ، وجالبة ً لرائحةِ العشب ، وسارقة ً للتنفس ، يصبحُ الهواءُ المناسبُ للحياة ، هو الهواءُ الذي يمرَ من فتحةِ القميص الخردليّ .. فحسب !
10 –
والوقتُ أولـُهُ لديكِ ، والوقتُ آخرُهُ لديكِ ،
وبين أولِهِ وآخره ، احتراقُ أَصابعي بشموع زنبقة ٍ، تنهّدَتْ فامتلأ الوادي مشاعل ،
ونادت : يا المعلـقُ فوقَ صبار ِ البراري ،
تعالَ واكتبْ على صدري بشوكك : هنا وطني .. هنا لغتي .. هنا قلمي .. هنا حبري ، هنا سرير أدعيتي ، هنا بحري .. هنا مطري .. هنا ليلي وذئبي
يا المُعَلـّقُ فوق صبَّار البراري من يديكْ !