في الصخر قد تتحطم فأس – لكنه من الصخر وجذور السنديان اعتلى بيرق الكلمة , في هندسة الفكر وزراعة الألق مبدع , وفي حضرة الكلمة تعزف نايات الروح على وتر قدَ من رداء الواقع ليعيد نسجه , فكانت وكان …………… – الكاتب أكثم علي ديب <
وللإحاطة بنتاجه — وما بين السطور — كان لنا اللقاء
* من هو أكثم ديب ؟
**هو ابن القرية .. الفلاح ابن الفلاح
* . لمن تكتب ….. وأي الأجناس الأدبية يستهويك والأكثر حظوة عندك؟
** أكتب للإنسان .. ولكل جنس أدبي هوىً عندي .. أعشق الشعر
* . كتبت للوطن – رصدت الكثير من القضايا الاجتماعية منها ما رصدته كاميرا الدراما ومنها ينتظر –ما نصيب طفل الأزمة في أعمالك ……….؟
** طفل الأزمة لا يزال ينتظر .. والصدق إن أي نشر أو أي أدب أو أية سينما عن طفل الأزمة ستعاني من الظلم في ظل فوضى وضجيج الأحداث التي تثقل كاهل الإنسان السوري بالخصوص والعربي بالعموم .. لكن في الذاكرة ما يجعل الوجدان موجوعاً .. ولا بد من أن يترجم هذا إلى صورة أدبية في القريب.
*لابد من لوحة بقلمك للقراء ……….. ولك الخيار
**هذا يا عزيزتي يقودنا نحو الضيعة … أبي .. أنت علمتني إن الفلاح يبيع حقول الشوفان بذكرى سنبلة
* من الصعب أن تحصي على المبدع نتاجه — لكنا نرغب منك بما كان من عناوين ومضامينها
**نتاجي متواضع قليلاً .. فعلى صعيد الأدب نشرت في عام 1999 مجموعة شعرية بعنوان : طبيب اليمامات . واشتغلت في المسرح كتابة وتمثيلاً وإخراجاً … والآن أنا متفرغ للسينما والدراما التلفزيونية .. فلقد عملت في مرايا عدة أجزاء .. وفي بقعة ضوء لي تواجد سنوي .. وفي رصيدي مسلسلان تلفزيونيان الأول تم عرضه على أبو ظبي دراما في عام 2008 ، والثاني قيد التصوير وهو بعنوان : هموم الورد .. وآخر مشاركاتي في الدراما الرمضانية كان مشاركة مع مجموعة كتّاب في مسلسل سوبر فاميلي .. وأما في الأزمة فلقد عملت في منظومة الإعلام المقاوم سبعة أفلام قصيرة عن الشهيد والأم والإرهاب والطفل والإعلام المعادي … وأما في السينما فلي فيلمان .. الأول بعنوان ( ليش ) وهو فيلم قصير من إنتاج المؤسسة العامة للسينما .. والثاني هو وثائقي عن مفهوم الشرف لدى الشعوب …وأنا الآن في طور كتابة مسلسل كوميدي للتلفزيون الجزائري
* . السؤال الذي توجهه ككاتب للقارئ عبر السطور ومن خلال الدراما ……. ؟
**هناك سؤال يؤرقني : يا أيها الإنسان لماذا لا تقرأ ما بين السطور ؟
* ما الأمر الذي يجعلك دوما تسأل ….. ماذا ولماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل حصلت على الجواب أو التعليل ؟
**لا شيء يجعلني أسأل ماذا … وأما الوجود هو ما يجعلني دوماً أسأل : لماذا ؟ ومن المؤكد أني لم أحصل على جواب أو تعليل بعد
*هل تخشى على نصوصك من الكاميرا العمياء ……….. ؟؟؟؟؟؟؟
بكل تأكيد .. أكثر ما يخشاه الكاتب هي الكاميرا العمياء .. فهي مقبرة للمقولة وللفكرة وللخيال وللرسالة .. وفيها احتقار للمتلقي .. وللإبداع على حد سواء .. وما أكثر الكاميرات العمياء حولنا
*يقال النص الدرامي يبقى تحت مقصلة الانتاج — ما قولك ؟
**كلام صحيح ودقيق .. فمقصلة الإنتاج هي المحدد الرئيسي في عملنا لأنك إن وفرت شروطاً إنتاجية جيدة فستحصل بالتأكيد على عمل جيد بشرط أن يكون النص جيداً طبعاً … وبشكل عام الإنتاج الضعيف يسيء لأي عمل .. لأن الإنتاج الجيد يجعلك تحصل على مخرج جيد وعلى صورة جيدة وعلى فن متكامل .. ويتيح لك ممثلين جيدين .. صدقيني لا أحد يعطي من قلبه إلا إذا كان جيبه مرتاحاً .. لأنه بهذه الحالة سيشعر بالرضى فإبداعه لاقى ما ينتظر من التقدير .. والكلام يطول لكن هذا جوابي باختصار
**بشكل عام النص هو الحامل لكل شيء في الدراما .. ولا أنكر أنه في بعض الأحيان تستطيع الكاميرا أن تحمل النص وهذا قليل الحدوث .. فالنص يحرض الكاميرا وينير لها الطريق ويحدد وجهتها .. وأي جمالية إبداعية في الصورة تتألف من شقين : الأول يتعلق بالنص والثاني يتعلق بعين المخرج وخياله وعمق قراءته للنص .
*السيناريو محمول على الفكرة أم الاسلوب ؟
**الفكرة والأسلوب هما شرطا وجود السيناريو .. الفكرة أولاً والأسلوب ثانياً .. فهما ثنائية الإبداع عند أي سيناريست .. فمهما كانت الفكرة مذهلة فهي تحتاج إلى أسلوب طرح عميق وشفاف ومبني على رؤى درامية واضحة
* المتابع لما تكتبه كومضات يلمس لديك حسا ساخرا بالمفردات والمعاني فهل تميل الى الكتابة الساخرة ؟؟
** نعم هذه ملاحظة دقيقة وأود أن أشكرك على دقتها … عندي ميل فطري وغريزي للسخرية .. فأنا متأثر بسيلفادور دالي وبدانتي وبرنارد شو جداً … لأني أجد في السخرية تمرداً ضمنياً وموضوعياً .. وفي الأسلوب الساخر ( شرط ألا يكون مباشراً ) تكمن ثورة الإنسان الحقيقية .. والفقير ساخر .. والمكافح أشد سخرية .. علينا أن نواجه الألم بالسخرية .. هذه هي نظريتي
. ويختم أكثم علي ديب اللقاء بالقول .
………… ليس لي إلا أن أشكرك آنسة منيرة على هذه الأسئلة العميقة وغير التقليدية .. وعلى هذا الحوار الشيق .. وأود أن أشكر موقع القلم وإدارته على هذه اللفتة الكريمة.
شكراً آنستي … أسئلة رائعة وهذا يؤكد أن مكانك الطبيعي في الحياة هو الصحافة .. خديها مني : أنا مؤمن بما تملكينأكثم ديب