مملكة سادت ثمة بادت
أعطى الإغريق الذين أسسوا المملكة المقدونية في نهاية القرن الرابع ق.م المدينة اسم بالميرا للدلالة على أشجار النخيل التي تنمو فيها.
وتتم فيها أيضاً زراعة الزيتون والرمان وأشجار النخيل، وتعتبر واحتها الأكبر بين واحات سورية الثلاث وتعطي صورة أشجار النخيل الكبيرة التي تتمايل مع الهواء على خلفية زرقاء سماوية قيمة سياحية إضافية للموقع.وتتألف الواحة من أشجار النخيل وتصل مساحتها إلى حوالي 3 آلاف هكتار
تقع هذه المدينة الأثرية في البادية وسط سورية على ارتفاع يتراوح بين 400 حتى 1400م، وتبعد عن دمشق مسافة 240كم.إلى شمال شرق مدينة دمشق وسط واحة في الصحراء السورية وتحتوي على أوابد وأنقاض المدينة العظيمة التي كانت واحدة من أهم المراكز الثقافية في العالم القديم.
وقد وقف الفن والعمارة في تدمر، منذ القرن الأول إلى القرن الثاني، على مفترق طرق لعدة حضارات، ظهرت آثارها من خلال تمازج تقنيات البناء اليونانية الرومانية مع التقاليد المحلية والتأثيرات الفارسية.
ذكرت تدمر للمرة الأولى في وثائق مدينة ماري في الألف الثاني ق.م. وأسست المدينة على طرق القوافل خلال الفترة الرومانية في منتصف القرن الأول الميلادي، كجزء من المقاطعة الرومانية في سورية. ونمت أهميتها بشكل مطرد كمدينة على طريق التجارة التي تربط بلاد فارس والهند والصين مع الإمبراطورية الرومانية، كعلامة واضحة على مفترق طرق عدة حضارات في العالم القديم.
يشكل الشارع ذو الأعمدة الذي يبلغ طوله 1100 متر المحور الأثري الرئيس للمدينة، جنباً إلى جنب مع الشوارع الثانوية المعامدة له والتي تربط المعالم الأثرية كالأبنية العامة مثل معبد بل، معسكر ديوقليسيان، الأغورا والمسرح وغيرها من المعابد والمعالم الحضرية مع المدينة. وتظهر الزخرفة المعمارية السائدة بما في ذلك الأمثلة الفريدة التي ظهرت في المنحوتات الجنائزية، وقد توحدت بقوة أشكال الفن اليوناني الروماني مع العناصر الأصلية والتأثيرات الفارسية في النمط المعماري الأصلي. وتظهر خارج أسوار المدينة بقايا القناة الرومانية والمقابر الكبيرة. ويتمتع موقع تدمر بشهرة عظيمة وهو يدين بذلك أولاً إلى جماله الطبيعي وروعة وعظمة الأطلال المبعثرة في رحابه، وثانياً إلى الدور التاريخي الذي لعبته تدمر في السياسة والاقتصاد.
تتألف المدينة من عدة أجزاء:
◘الموقع الأثري.
◘بساتين الواحات.
◘المدينة الصغيرة بسكانها ومتحفها الأثري.
إن الشارع ذو الأعمدة الضخمة، الذي يلتقي في منتصفه مع الممرات الجانبية المغطاة التي تُظهر نفس التصميم، جنباً إلى جنب مع المباني الرئيسة العامة، تشكل مثالاً بارزاً للهندسة المعمارية وتخطيط المدن في ذروة فترة التوسع للإمبراطورية الرومانية في منطقة الشرق. ويعتبر معبد بل الكبير بتصميمه الفريد أحد أهم المباني الدينية في الشرق خلال القرن الأول الميلادي. إن فن النحت والتماثيل التي تظهر في الأقواس المشكلة للممر الضخم الذي يصل بين المعبد الكبير والمدينة تعد من الأمثلة البارزة للفن التدمري. وتظهر المقابر الجنائزية على نطاق واسع خارج أسوار المدينة في المنطقة المعروفة باسم وادي القبور حيث تعرض زخرفة وأسلوب بناء مميز.
هذه المدينة الساحرة تم وصفها من قبل الرحالة روبرت وود بأنها (تمثل خلاصة إبداع الإنسان التدمري من حيث الفن والعمارة فقد جمع بين فنون الشرق العريق مع فنون الغرب ليصوغ منه أجمل قلادةٍ حضارية تزين جيد الشرق العربي إلى الأبد تتحدث إلى كل العالم بكل اللغات عن ماضٍ سعيد وحاضرٍ يتجدد).
◘ التترابيل:
وهي مفترق الطريقين الرئيسن في المدينة وتتألف المصلبة من أربعة قواعد متقابلة فوق كل منها أربعة أعمدة غرانيتية ذات تيجان كورنثية، كانت تماثيل الشخصيات البارزة في المدينة تقام فيما بين الأعمدة
◘ المسرح:
يعود بناؤه للقرن الثاني الميلادي، وهو بشكل نصف دائرة قطرها (50م) مؤلف من مدرج فيه (13) درجة للجمهور ومنصة تمثيل لها واجهة جميلة محمولة على أعمدة تحوي محاريب غاية في الدقة والجمال تقام فيها تماثيل ربات الفنون والجمال، أما صحن المسرح فهو مبلط بالحجر المنحوت.
◘ معبد بل:
يعتبر من أكبر وأشهر المعابد الدينية في الشرق القديم. بني في القرن الأول الميلادي وظل يبنى ويتوسع حتى أواخر عهد تدمر إلى أن أصبح بمقاييس ضخمة (220 x 205) متر، وأحيطت جدرانه ب 375 عموداً طول الواحد منها أكثر من 18 متراً، وهو من الضخامة بحيث لا يوازيه أي معبد آخر في الشرق، ولا يزال قائما من أعمدته سبعة في الواجهة الرئيسة وعدد آخر في محيط المعبد.
◘ وادي القبور:
كان لكل أسرة تدمرية مدفنها الخاص المحلى بالزخارف الجصية والحجر المنحوت والفريسكات..، ويجهز المدفن عادة ببئر للسقاية والتطهير ويغلق بباب من الحجر المنحوت وعلى ساكفه كتابة تذكر اسم مؤسس المدفن وأسرته وتاريخ التأسيس والمشاركين فيه تتوزع المدافن في الشمال والجنوب الشرقي والجنوب الغربي والغرب على طول الوادي.
◘ قلعة فخر الدين المعني الثاني:
تُنسب هذه القلعة للأمير فخر الدين المعني الثاني (القرن 17م) إلا أن طراز عمارتها يدلُّ على أنها تعود للفترة الأيوبية (12-13م). تقوم القلعة فوق رابية صخرية في الشمال الغربي من تدمر بارتفاع (150م) فوق سطح المدينة، للقلعة مخطط شبه منحرف غير منتظم، وهي مبنية بالحجارة الكلسية القاسية المشذبة الوجه، أما جدرانها فهي أسوار عالية حصينة تدعمها أبراج مربعة و مستطيلة عددها (18برج) تتخللها نوافذ بارزة لرمي الحجارة والمواد المشتعلة، وهي مؤلفة من عدة طوابق