دراسة نقدية ل * قصيدة موسيقا للشاعر أ. ايمن اسعد موسيقا
ــــــــــــــــــــــــــــــ أمِنْ نَهَوَنْــدِها أمْ مِـــنْ صَبَاها ؟
يَعُبُّ الدربُ موســـيقا خُطـــاها
يَعُبُّ الدربُ موســـيقا خُطـــاها
تَدُوسُ فيُعشِـبُ العمرُ اخضراراً وتَذهَلُ تحتَهـــا الأرضُ انتبــاها
وتبـــدأ مِـــنْ غدائِــرِها بُحــــورٌ وأمواجٌ ….تَميــدُ علــى هَواهــا
وتبـــدأ مِـــنْ غدائِــرِها بُحــــورٌ وأمواجٌ ….تَميــدُ علــى هَواهــا
تَرُشُّ علــى المــدى رَفَّـاتِ هُدْبٍ يَدُوخُ المنتهــى .. في منتهـــاها
وتَسفَحُ في الذرى قَوسَ انتِفاحٍ يُصَوِّحُنا …….. وتُنكِرُ مُبتغاها !
أَجَامِحَةَ الخُطا مهلاً …… فقلبي علـــى الأشــواقِ تَوَّهَني .
أَجَامِحَةَ الخُطا مهلاً …… فقلبي علـــى الأشــواقِ تَوَّهَني .
. وتاهَ علـــى أوْجِ المُنى يُعلي قُصـوراً ويبنـي فـوق جاهِ المجدِ جاهــا
ويرقــــصُ كالذبيـــحِ إذا تَبَدَّتْ ويَصهَلُ تحت ضلعي ..لو يراها
تَمِيسُ .. فتزدهـي الدنيـا بريقاً وتَرفُلُ تحتَ خيـطٍ من سَنـاها
ويرقــــصُ كالذبيـــحِ إذا تَبَدَّتْ ويَصهَلُ تحت ضلعي ..لو يراها
تَمِيسُ .. فتزدهـي الدنيـا بريقاً وتَرفُلُ تحتَ خيـطٍ من سَنـاها
فتشــتعلُ الحنايــا مِــنْ لهيـبٍ بجانِحَتي …وما أَوْكَتْ يَداها !
أيِْا سُحُباً مـنَ الأطيـابِ تَمشي عسى أنْ تُمطِرَ الدنيا .. عَساها
نبدأ من العنوان فما إن يكتب الشّاعر عنوان القصيدة حتى تبدأ نوتات البحر الوافر بالانهمار الجمالي لتطرب الأسماع…موسيقا الوافر وافرها جميل اذا ما صاغها أ. ايمن بإحساسه المرهف و حرفيته العالية .نبدأ من العنوان فما إن يكتب الشّاعر عنوان القصيدة حتى تبدأ نوتات البحر الوافر بالانهمار الجمالي لتطرب الأسماع..
.موسيقا الوافر وافرها جميل اذا ما صاغها أ. ايمن بإحساسه المرهف و حرفيته العالية .البنية الفكرية في قصيدة موسيقا : يبدأ المبدع بأسلوب إنشائي طلبي بأسلوب استفهام متسائلاً : أمن نهوندها أم من صباها يغب الدرب موسيقا خطاها فيلفت اهتمام المتلقي بأسلوبه الانشائي طالباً التفاعل و الانفعال مع الموسيقا من التخت الشرقي النهاوند والصَبا ليتفاعل الدرب مع عذوبة نغم الخطوة و تلقائية الموسيقا غير أنه يستخدم الفعل يغب بزمنه المضارع ليدلَ على المبالغة و بذات الوقت استمرار العزف مع استمرارها بنغم خطاهاوينتقل المبدع لتوصيف جمال من سلبت عليه حواسه فيصف شعرها بالغدائر التي تبدأ منها البحور والامواج تاركاً لخيال القارئ أن يتأرجح مع غدائرها الطويلة، مستخدماً الفعل تميد الذي جاء في الذكر الحكيم للجبال ليدل على كثافة الشعر وثقل الغدائر المتلاطمة كموج البحور لفرط غزارته .و نقرأ بشغفٍ البيت الثاني تدوس فيعشب العمر اخضراراً وتذهل تحتها الأرض انتباها يالروعة التصوير فما إن تدوس المرأة المحبوبة الدرب حتى يخضر عمر الشاعر معتمداً المبدع الأسلوب التصويري معتمداً مبدأ تراسل الحواس بين المادي العشب الأخضر و المعنوي العمر وهنا تتفاعل الحواس الخمس بين سماع الموسيقا و رؤية الاخضرار و الاحساس بزمن العمر ، و يستأنف جمال التصوير عندما يجعل الأرض تذهل انتباهاً متقاطعاً مع آيات القرآن الكريم في قوله تعالى :(وتذهل كلّ مرضعة عما أرضعت ) لكن ذهول الأرض انتباها لشدة الوطأةوما أبرع الأسلوب التصويري في البيت الرابع إذ جعل المحبوبة تسفح بالمضارع المستمر في القمم نظراتها كسهامِ قوس تصطاد طرائدها و أهدافها التي تود إصابتها.بينما نظراتها و أهدابها التي نطلقها في مداها المجدي تجعل الرائي يفقد وعيه في قوله يدوخ المنتهى في منتهاها …وكان طول الرمش يكاد لا ينتهِ .ويستأنف بأسلوب إنشائي طلبي مستخدماً النداء بالهمزة الدالة على التصور أجامحة الخطا و الجموح صفة تطلق على الفرس و مهرها وكأنه أراد أن نتخيل جمال الخطوة المتمردة الدالة على الثقة و الشخصية القوية….أجامحة الخطا مهلاً مستأنفاً بأسلوب إنشائي طلبي دالٍ على الأمر من خلال اسم فعل الأمر مهلاً بمعنى تمهلي فقلبي على الأشواق توهني وتاه… مقدماً الفاعل قلبه ليدل على الأهمية و التشويق .. لكن هذا القلب قد ضيّع صاحبه لشدة اشتياقه إليهاو على قمم الأمنيات يبني مبدعنا منزله الفخم كقصور نزار قباني الوهمية في رائعته كلمات يهديني قصراً من وهمٍ لا أسكن فيه سوى لحظات …بينما أمانيه تبني المجد و الشرف و جاهً من عزّ .
.. ويستمر بتوصيف حالة قلبه الذي يرقص بالمضارع المستمر ولكنه ليس طرباً و إنما كالذبيح …متقاطعاً مع المتنبي في قوله : لا تحسبوا رقصي بينكم فرحاً …فالطير يرقص مذبوحاً من الألم . ومتى يذبح راقصاً فقط إذا ظهرت و استخدم المبدع الفعل تبدت ليظهر جمالية ظهورها و القلب يصهل والصهيل صوت الحصان الذي يبدي مشاعره وكأننا نرى بعين الخيال القلب يرتجف راقصاً صاهلاً تحت أضلاع المبدع مستخدماً أسلوب الشرط الممتنع لو يراها فهو يرقص فقط عند رؤيتهاويسارع إلى إشاعة الحركة و الحيوية في النص إذ يجعلها تميس أي تتمايل بغنجٍ و دلال و يستأنف بالفاء فتزدهي الدنيا بريقاً لجمالية احساسه و هو يرى الحياة تشع بألقها لمجرد تمايل من يحبّ و ترفل و الرفل هو الخطوة البطيئة للعروس لكنها الحياة تصبح أجمل في سنا و ضياء المحبوبة …
و يطربنا بالاستئناف فتشتعل الحنايا مستخدماً تماهي المادي والمعنوي عندما اشعل حنايا القلب وجنباته بالنار و اللهب و ينفي عنها لعنة الله فرغم اشعالها الحرائق في جوانحه يأبى اذيتها او الدعاء عليها ….
و يطربنا بالاستئناف فتشتعل الحنايا مستخدماً تماهي المادي والمعنوي عندما اشعل حنايا القلب وجنباته بالنار و اللهب و ينفي عنها لعنة الله فرغم اشعالها الحرائق في جوانحه يأبى اذيتها او الدعاء عليها ….
وما اوكت يداها …ومن الغرام ما اشعل النيران !!وما أحيلى أن يتوقع الشاعر أن تغدق عليه من عطرها وطيوبها مستخدماً عسى الدال على التمني …تاركاً المتلقي يتماهى مع نوتات موسيقاه الوافرة طالباً المزيد ليزدهي طرباً .التجربة الشعورية في نص الأستاذ ايمن اسعد موسيقا : العاطفة إنسانية ذاتية سماتها صادقة حارة منفعلة. تنوّعت بين الإعجاب والحبّ والألم(الذبيح ) والحسرة (عسى) …
و رغم ميل الشاعر للتوصيف أغدق عاطفته الجياشة فأشعل جنبات النصّ
الموسيقا الخارجية : استخدم المبدع تفعيلات البحر الوافر بحور الشّعر وافرها جميل مفاعلتن مفاعلتن فعولن و القافية من قبل آخر ساكن لآخر ساكن خطاها… و روي الهاء المشبعة بألف الإطلاق.قبل أن آتي على ذكر المآخذ ان وجدت ذكرتني موسيقا أ. ايمن الرائعة برائعة الأخطل الصغير بشارة الخوري سلمى الكورانية في قوله : تعجب الليل منها عندما برزت تسلل النور في عينيه عيناها … أحبّها و أحبته وعاهدها أن لا يظلله في الحبّ إلاها….سبق أن قلت يوماً للأستاذ ايمن اسعد أنت تقيس بالمسطرة ..وتدوزن بالأذن والإحساس…والشاعر معروف بأنه مقل النتاج ذلك لأنّه يمنح لموهبته حقها من الوقت والتنقيح لذلك يتصف أدبه بحسن الديباجة والرصف وخلوه من الاطناب والتعقيد لكن إلى جانب ذلك يبالغ في اغداق أحاسيس ومشاعره ونلاحظ اعتماده على الفعل المضارع و كأنه يريد إطالة زمن إحساسه بمن يصف و كذلك أخذنا عليها عدم استيفاء الدفقة الشعورية حقها …فوّصف من يحبّ بالحركة والصوت و اللون وتركنا معلقين في الهواء كالتلميذ بانتظار ما يجود علينا به .
آسية يوسف مديرة ملتقى عشتار