اغتـصابُ أرضٍ ، وقتـلُ ، وتشـريدُ شعبٍ ، جرائم لا تنسى ، وستبقـى محــرضاً للأجيال
سيبقى الصهاينة القادمون من كل أرض ، يعيشون حالة عداء ، مع محيط عربي متلاطم
المحامي محمد محسن
………………….رأي جــــديد مطـــــــروح للنــــــقاش……………….
من يناقش هذا الرأي وفق الواقع العربي الراهن ، الممزق ، والمتصارع ، سيقف ضد هذا الرأي بالمطلق ، ولكن أيضاً كل من يعتقد ان الواقع العربي ، والعالمي سيبقى على حاله هو واهم أيضاً ، لأن العالم كل العالم ، على أبواب تغيرات دراماتيكية ، فالأزمة لا تلف المنطقة فحسب ، بل يعيشها الغرب بأبشع صورها .
لم يكتف الغرب بالخلاص من / ا ل ي ه و د / بإبعادهم عن أرضه ، بل وضعهم في أتون حروب ، لا تنتهي الحرب الأولى قبل أن تبدأ الثانية ، ثم أناط بهم حماية مصالحه ، وسياساته العدوانية في المنطقة ، فأضاف عليهم عبأً اضفياً ، لذلك يكون العداء بيننا وبين ( اسرائيل ) مزدوج الغايات .
فهي من جهة اغتصبت أرضنا ، وقتلت وهجرت شعبنا ، وتساهم بتفتيت مجتمعاتنا ، لذلك سيبقى صراعنا معها أزلياً ، ولا نهاية له ، حتى يتمكن الشعب العربي الفلسطيني من استعادة حقوقه ، وهذا ليس مستحيلاً ، بل مؤكداً لأن الحق لا يموت ما دام وراءه مطالباً ، وما الأعمال البطولية ، للأجيال الشابة ، إلا التأكيد على صوابية هذا الرأي .
أما بصفتها الزراع الطويلة للغرب ، والحامي لمشاريعه العدوانية ، وتشكيلها لجدار الصد لأي جهد وحدوي ، والمناط بها تمزيق دول المنطقة ، واثارة الصراعات المذهبية ، والقومية ، من خلال تبني الفقه الديني الأصولي الارهابي ، بقيادة أمريكا ، الذي كانت أداته في حرب الموت الراهنة .
فلقد بات عداؤنا لها مزدوجاً ، وستبقى الحروب مشتعلة بيننا وبين ( اسرائيل ) حتى نزيح النير الاستعماري الغربي ، ومحمياته ، وكل أدواته واستطالاته في المنطقة ، وعلى رأسها ( اسرائيل ) والممالك العميلة .
فحركة التاريخ لا تُقَوَّمُ ، ولا تَقَيَّمُ ، من خلال مرحلة زمانية قصيرة ، بل هو سيرورة وصيرورة ، متتابعتين ، وأن سطوة الغرب ، وتفرده في حكم العالم ، لن يستمر أبداً .
وما افتضاح السياسات الغربية ، وعلى رأسها أمريكا ، من خلال نصرتها للأنظمة الأكثر عدوانية في العالم ، وهي ( اسرائيل ) ، وحمايتها لأكثر أنظمة رجعية في العالم وهي ( ممالك الخليج ) ، إلا تأكيداً على كذب ادعائها أنها تبغي نشر الديموقراطية ، وحماية حقوق الانسان .
ولقد عبر التاريخ عن ذلك ، من خلال خسراناتها لحروبها في المنطقة ، ولعدم جدواها ، من افغانستان ، مروراً بالعراق ، وصولاً إلى الميدان السوري ، الذي أوقف هجمتها العدوانية ، هذه الهزائم هي التي ألهبت الشارع الأمريكي ، ضد قياداته ، وشكلت أزمة لابد وأن تكون بداية لإرهاصات ، تنبئ عن تخلخل بنيتها السياسية والاجتماعية .
وعلينا أن ندرك وفق قانون الأواني المستطرقة ، أن أي فراغ سيتم اشغاله فوراً ، وهذه هي الحركة المنطقية للتاريخ ، لذلك أي تراجع للحلف الأمريكي ، سيملأ الفراغ الحلف المشرقي البديل .
وهذا الحلف المشرقي البديل ، سيكون للدول العربية المركز الأهم بسبب موقعها الجغرافي وطاقاتها ، وبخاصة سورية ، وإلا لما جاءت روسيا بقواتها للدفاع عن سورية ، ولا يجوز أن ننسى موقف الصين في مجلس الأمن ، وفي مجالات أخرى .
هناك أبواق كثيرة ، من العملاء ، والانتظاريين ، جل همهم التشكيك بالتحالف المصيري بيننا وبين روسيا وإيران على وجه الخصوص ، ويستجيب لهذا اللغو بعض البسطاء .
هذا اللغو السخيف ، لا يجوز أن ينال من ثقتنا الكاملة بصدق هذا التحالف ، لأن حرص روسيا وإيران ، ومعهما الصين ، على تحرير سورية ، وانتصارها ، يقاس بحجمهم السياسي ، وحجم طموحاتهم المستقبلية ، التي تتطلع لتشكيل القطب المشرقي الموازي ، لذلك نقول لا فكاك للتحالف ، ولا بد من النصر ، مهما تعاظمت المتاعب ، وستكون بلداننا في لب التحالف .