عشر سنوات ، ونحن ندفع فاتورة حروب ، لامثيل لها في التاريخ ، ولا استسلام
ليست حرباً واحدة ، بل حرب عسكرية ، وحرب تجويع ، وحرب اعلامية مضللة
أعداؤنا هم : أمريكا وأوروبا ، و تركيا ، و(اسرائيل) والملوك ، والارهاب الديني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على كل عربي سوري ، أن يدرك بشكل غير قابل للشك ، أننا نواجه كل أعدائنا دفعة واحدة ، فإن هُزِمنا ضاعت سورية ، وتمزقت المنطقة ، وإن انتصرنا ، هَزَمنا أعداءنا ( بالجملة والمفرق ) ، ونمسكُ بالحرية ، لأول مرة ، منذ افتقدناها عند سقوط بغداد على يد هولاكو / عام 1257 / ، لذلك ألا يستحق الانتصار هذا العناء ، ؟
ولو دققنا نجد أن أعداءنا ، قد اقتصر تدميرهم ، على الدول العربية الثلاث ، الساعية نحو العقلانية ، والتحرر ، ألا وهي العراق ، وسورية ، واليمن ، وأن العدو بمجموعه ، كان واحداً للبلدان الثلاثة ، وكانت الغايات من الحروب واحدة ، ألا وهي تركيع هذه الدول ، وتفتيتها .
وتكليف (اسرائيل) بالتحكم في المنطقة ، وتسليم مقاليد الحكم ، إلى الأصوليات الدينية ، لتبقى رهينة (اسرائيل) وكيلة أمريكا ، فكان الصمود الثلاثي ، الذي أذهل العالم ، وكشف زيف ، وكذب ، هذا القطب العدواني .
وهنا نسأل العملاء الذين خرجوا على أوطانهم ، سعياً وراء اسقاط النظام الديكتاتوري ، وتحقيق النظام الديموقراطي ؟ :
هل قتل وتجويع العراقيين ، وقتل وتجويع السوريين واليمنيين ، هو ضرورة لتحقيق الديموقراطية المثلى ، التي تنشدون ؟ ؟
وهل هذا الموت المليوني ، وهذا الجوع المميت ، وذلك الدمار الهائل ، كانت كلها ضرورة لتحقيق الحماية الفضلى لحقوق الانسان ، ؟ .
إذن ما هو الهدف الرئيس الذي سعى معسكر الأعداء ، بقيادة الولايات المتحدة لتحقيقه ، من هذه الحروب العالمية ، التي فاقت كل الحروب العالمية السابقة ،؟ .
إذن ألم تكن الغايات الأساسية من هذه الحروب ، تعميم نماذج الأنظمة (الثيوقراطية ) الدينية ، في السعودية ، التابع لنظام ( الأبرتيد العنصري في دولة الكيان الصهيوني ) أو نظام الحكم الديني التركي ( المتخذ فقه الإخوان الأسود دليلاً لحكمه ) ، ؟ لتتمكن أمريكا من احكام السيطرة لقرون أخرى .
وبذلك على الكل أن يعلم ، أن (الديموقراطيات الغربية) الكاذبة ، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ، قد سعت من خلال حروبها ، تدمير الدول الأكثر عقلانية ، والتي كانت مهيأة لمواجهة أنظمة الأصوليات الدينية ، لأن كل دولة دينية ، هي دولة عنصرية ارهابية ، وعلى رأسها ( الدولة العنصرية اسرائيل) .
وأنه بذلك يكون معسكر العدوان ، قد ساند وحمى الدول الدينية الأصولية ، التي تعتبر مفرخة أبدية للإرهاب الديني ، التي ستفتح الأكوان ، أمام انتشار هذا الوباء الأصولي الارهابي الأسود ؟ ، (الصهيوني العنصري ) و (الاسلامي الوهابي الارهابي ) .
وعلى الكل أن يعلموا أن ، (بلاد الكفرــ الغرب) ستكون وجهة الارهاب الأخيرة ، لأن من صنَّع السم لابد أن يتذوقه ، وستثبت الأيام القريبة جداً صحة وجدية هذا الرأي .
لذلك تكون هذه الحروب وبكل دقة قاطعة ، قد وضعت المنطقة على مفترق طرق :
ـــ إما السقوط الذي لا قيامة بعده ، ( اسرائيل تقود ، وأنظمة دينية تفتت ).
ـــ وإما الخلاص من الوصاية الأمريكية ، وتحجيم ( اسرائيل ) ، واسقاط جميع الممالك العميلة ، وسحق الأصوليات الدينية .
[ قتلوا الملايين من شعبنا نعم ، وشردوا الملايين نعم ، وجوعوا الملايين نعم ، ودمروا ، وخربوا ، ومزقوا ، ولا يزالون ] .
ولكن نقولها على رأس السطح :
[ غبي ، أو جاهل ، أو متشائم ، أو انتظاري ، أو عميل ، من يعتقد أن صمودنا ، وصبرنا ، وتحملنا ، لأقسى حرب في التاريخ ، عبر سنوات عشر ، سنبيعه على قارعة الطريق ، ونقدمه صاغرين لحرب التجويع .]