ولد بيكيت في مدينة دبلن في 13 نيسان 1906 يوم الجمعة الحزينة ، وهي ولادة تحمل لدى الإيرلنديين الكثير من التشاؤم حتى يومنا هذا .
وينتمي لعائلة إيرلندية بورجوازية ، سمح له هذا الإنتماء بالدراسة في أرقى المؤسسات الأكاديمية ، حيث نال فيها بكالوريوس آداب ، ونال بعد ذلك منحة للدراسة في معهد الآداب العليا في فرنسا .
انتقل إلى باريس عام 1928 وعين مدرساً للإنكليزية في مدرسة المعلمين العليا ، حيث صار صديقاً لجيمس جويس ، واستمرت هذه الصداقة حتى وفاة هذا الأخير .
في عام 1929 بدأ بنشر نصوص قصيرة في إحدى المجلات ، كما أعد بعض الدراسات عن رامبو وجويس ومارسيل بروست .
في عام 1930 عاد إلى دبلن وعين أستاذاً في الجامعة ، وأصدر ديوانه الأول ( الطالع ) ونشر عدداً من الدراسات الأدبية .
وتطور نشاطه الأدبي ، وظلت كل أعماله الصادرة مابين الأعوام 1931 – 1936 مهملة أو ممنوعة في إيرلندا مثل مجموعته القصصية ( وخزات لا ركلات ) 1934 .
في عام 1936 عاد إلى فرنسا ليستقر بها نهائياً ، حيث نشر مجموعة شعرية عنوانها ( عظام الصدى ورواسب أخرى ) ثم نشر روايته الشهيرة ( مورفي ) التي جاءت أكثر عمقاً وأنضج بنية من روايته الأولى ( حلم وبشرى لنساء عاديات ) التي ظلت مخطوطة حتى وفاته .
كتب نصوصه الفرنسية الأولى ( قصائد ) ثم تابع الكتابة بالفرنسية " شعراً ورواية " ليقوم بعد ذلك بترجمة هذه الكتابات إلى الإنكليزية .
فصدرت روايته ( ميرسيه وكاميه ) عام 1946 ، ثم كتب مابين الأعوام 1945 – 1953 أروع أعماله بالفرنسية وهي ( مولوي ) و ( موت مولون ) و ( اللامسمى ) ، وتزامن ذلك مع إصدار أشهر مسرحياته ( في انتظار غودو ) عام 1949 .
وفي عام 1953 نشر رواية ( وات ) باللغة الإنكليزية ، ثم قام بكتابة سيناريوهات إذاعية مثل ( كل من يسقطون ) 1954 ثم ( النهاية ) 1957 و ( مسألة هنري ) .
فاز بجائزة نوبل للآداب عام 1969 وهو في تونس يقضي عطلته ، وقبلها دون أن يذهب لحضور الإحتفال في استوكهولم ، وتبرع بمعظم قيمة الجائزة للمحتاجين ، وكرس بعدها كأديب عالمي ، وأعيدت طباعة أعماله المنسية .
رحل صموئيل بيكيت في 22 كانون الأول 1989 عن عمر يناهز 83 عاماً مخلفاً وراءه أكثر من خمسين عنواناً في القصة والرواية والمسرح والسينما والشعر والنثر والدراسة والفن التشكيلي والمونتاج الإذاعي .