لماذا أحرقت السفارة الدانيمركية في طهران
بتاريخ 12-10-2006م . إحتج رئيس الوزراء الدانماركي على مظاهرة إحتجاج قام بها الإيرانيون أمام السفارة الدانماركية في طهران والتي إنتهت بإحراقها . حضرته وصف ذلك بأنه عمل غير مقبول لدى الدانمارك . وقال : إن حكومته غير مسؤولة عن تصرفات بعض الشباب من حزب الشعب الدانماركي اليميني المتطرف .
وقد وصف حضرته المسابقة التي نظمها الحزب للرسوم الكاريكاتورية المخصصة للسخرية من النبي محمد بأنها قلة أدب. ولكنه أوضح بنفس الوقت بأنه لايستطيع منعهم لأن قوانين بلاده لاتمنع ذلك .
مالم ينتبه إليه حضرة رئيس الوزراء الدانماركي هو إن ما حدث في طهران أيضاً , قام به بعض المتطرفين الذين يرون إن حكم الذي يسيئ للنبي محمد هو القتل. وحكم المستهزئ بمقدسات الإسلام أيضاً هي القتل. نحن أيضاً تأثرنا من التصرفات المتطرفة لبعض شباب المسلمين تماماً كما تأثر رئيس الوزراء الدانماركي من قلة أدب بعض مواطني. فهل المطلوب هو أن يبرر كل منا نفسه ؟ أم البحث عن مخرج حضاري لهذه الأزمة التي قد توصلنا إلى ما لايرضي الطرفين ؟ حسب رأيي، الحوار البناء هو السبيل الوحيد للتفاهم على نقاط مشتركة للتعايش السلمي. ولا بد من فكفكة هذه العقدة بين الغرب الذي يحمل الكثير من التصورات الخاطئة عن الإسلام والتي تراكمت في عقله الباطن عبر مئات السنين. تلك التصورات التي قادته لشن حروبه الصليبية بإسم المسيح على أرض وشعب المسيح ، وبين الإسلام الحقيقي والذي لايمت بصلة لتصرفات وأعمال أرتكبت بإسمه إبتداءً من الفتوحات التي قام بها بعض الخلفاء لتحقيق اهداف سياسية تحت راية الاسلام. وإنتهاء بالدعوة لقتل المستهزئين بالرسول محمد.
في الوقت الذي لم ينشر أي كاتب مسلم على مدى التاريخ أي شيئ من شأنه الإساءة للنبي عيسى أو موسى , فإن الإساءة للرسول محمد بالذات وللإسلام بشكل عام بدأت في أوربا منذ مئات السنين وهو للأسف آخذ بالإزدياد. فمن كتاب " حياة ذي البدع " الذي ألفه كاتب إنكليزي ضد محمد عام 1733. إلى قصة فولتير المسرحية عام 1745 والتي سماها " محمد " حيث يسب فيها الرسول سباً قبيحاً . والتي أهداها للبابا " بنوا الرابع عشر " بالعبارات التالية :"فلتستغفر قداستك لعبد خاضع من أشد الناس إعجاباً بالفضيلة إذا تجرأ وقدم لرئيس الديانة ما كتبه ضد مؤسس ديانة بربرية كاذبة " . 17 أوغسطس عام 1745.
وقبل ذلك وبعده صدرت أعمال كثيرة من نفس النوع تحرض نزعة التطرف لدى بعض فئات المسلمين التي سرعان مايستغلها الغرب لتأجيج روح الكراهية ضد المسلمين. لا يكاد يمر عقد من الزمن إلا ويصدر فيه عمل ما يحاول النيل من هذه الشخصية العظيمة .
وكلنا نذكر كتاب سلمان رشدي (آيات شيطانية) الذي رمز فيه للنبي محمد بإسم ماهاوند (من كلمة هاوند الإنكليزية والتي تعني كلب) وسمى 12 عاهرة في بيت الدعارة بروايته بأسماء زوجات النبي ,والتي وصفهن القرآن بأنهن أمهات المؤمنين . وإعتبر النبي دجالاً . ولما فشلت كل الجهود التي بذلتها المنظمات الإسلامية في أوربا لمنع الكتاب. أصدر الإمام الخميني بتاريخ 14 شباط عام 1989 فتوى بهدر دم سلمان رشدي. والذي إستغلته وسائل الإعلام الغربية أسوأ إستغلال. وهذا بدوره ساهم برفع صيت وشعبية الكتاب وكان دعاية مجانية له. وإستغلت دور النشر والصحافة والتي لاتهمها الحقيقة بقدر ماتهمها تقديم المواد المثيرة لقرائها هذا الأمر لتحقيق أكبر ربح ممكن . ونحن المسلمون ساهمنا من حيث لاندري برفع شعبية الكتاب. وحسب وجهة نظري لم تكن هناك أية حاجة لتأجيج هذه الزوبعة حول كتاب سلمان رشدي الذي لم يكن يدري به قبل إهدار دمه إلا قلة قليلة من الناس. ونحن المسلمون حولنا رجلاًمغموراً مثله إلى بطل لحرية الكلمة بالمعايير الغربية .
مراجعة للذات
أذكر نفسي كيف صرخت بدون وعي مثل ملايين المسلمين برافو…برافو سلمت يداك وذلك عندما سمعت نبأ قتل المخرج الهولندي الذي أظهر النساء المسلمات بفلمه بشكل لم يرضي المسلمين. ولكن بعد هدوء النشوة العاطفية سألت نفسي: الله تعالى حرم قتل النفس إلا بالحق، فهل من الحق قتل مخرج صور نساء المسلمين بصورة غير لائقة ؟ لماذا لم يهدر المسلمون دم الكاتب المصري علاء حامد مؤلف كتاب " مسافة في عقل رجل " وأهدروا دم المخرج الهولندي ؟ ويريدون رأس رسام الكارياتور الدانماركي ؟
فالسيد علاء يقول في الصفحة 32, بوصف الجنة بأنها مستنقع للرذيلة والمسكرات. وفي الصفحة 56, وصف محمد بأنه رجل لايفرق بين الألف وكوز الذرة، وفي الصفحة 125 أنكر الإله والثواب والعقاب واعتبر الرسل مجموعة من الدجالين والأدعياء.
أما ماكتبه نجيب محفوظ في كتابه "أولاد حارتنا " الذي نال عليه جائزة نوبل للآداب فهو أمر وأدهى. ومع ذلك دفن عند موته كما يدفن العظماء. وكلامي لايعني الدعوة إلى قتل أمثال هؤلاء المفكرين ولكنه سؤال موجه لأولئك الذين ينسون مايحدث في بلادهم الإسلامية ويريدون أن يفرضوا نموذج تفكيرهم على البلدان التي فتحت لهم أحضانها عندما كانوا بحاجة لحضن يؤويهم .
أي عربي ممكن أن يقتل من يسيئ إلى نسائه حتى بمجرد الكلام. ولكن مثل هذا التصرف يعتبر جزءاً من الشخصية القومية للعرب. فماذا عن الإسلام ؟ الجواب جاء من كتاب الله. الله تعالى لم يأمر بقتل من يسخر من محمد ولم يأمر بقتل من يستهزئ بالقرآن. بل، لم يأمر بقتل الكافر بالله لمجرد إنه كافر. القرآن إحترم حرية الإعتقاد وأعطى الجميع حق حرية الإختيار وحق التعبير عن الرأي.
وكل الفتاوى والأحكام المستمدة من التراث الفقهي الإسلامي الحالي والتي تهدر دماء الناس لأسباب عقائدية تعد من مخلفات عصور تجاوزها الزمن. وهي من وضع البشر وليس لها سند من كتاب الله وقد آن الأوان للتخلي عنها .
يلزمنا فقط بعض الجرأة على النقد الذاتي لأن إنعدامه يولد الشعور بوصول الفكر الإنساني إلى درجة الكمال، وهذا لايجوز لأن الكمال من صفات الله وحده.
نحن المسلمون، معظمنا اليوم نحمل عقائد مشوهة آمن بها أجدادنا قبل 1200 سنة بظروف معينة. وبعد 1200 سنة مازلنا نتوارث ونورث هذا التراث المهترئ الذي يرقع في كل عصر ألف رقعة ليحافظ على ذاته لدرجة إن الأصل قد إختفى ولم يبق من ديننا إلا الرقع التي تراكمت فوق بعضها بشكل غير مقنع وعلينا إزالة هذه الرقع واحدة إثر أخرى لنخرج الإسلام الحقيقي الذي وأدوه قبل 1400سنة .
المومياء الدينية المؤدلجة على يد السلاطين والملوك ما زالت تسجننا في مداجن عصور الإنحطاط وتسلخ جلودنا بسياطها وتطمس الفكر المتعقلن الذي يريد أن يرى الواقع بعيونه ويعيش عصره كما يجب أن يعاش لوقته .
ومن يحاول المساس بالمحنطات الفكرية يتهم فوراً بمفارقة الجماعة والردة والكفر وحكم ذلك في الإسلام – على حد قول الفقهاء – هو القتل.
أحدهم يتهكم على الإسلام نحكم عليه بالقتل. وأحدهم سخر من نساء المسلمين قتلناه. وأحدهم رسم كاريكاتوراً ونحن نطالب بقتله. إن غَيَّرَ المسلم دينه حل قتله. وإن خالف ما هو معروف من الدين – اي ما اضافه الفقهاء – حل قتله. إن أنكر وجود الله حل قتله. وإن سفه الرسل حل قتله. إن خاض في أحكام الدين وعقائده حل قتله. وكأن كل وسائل الحوار لدى المسلمين إنعدمت سوى القتل. فكل آيات القرآن التي تنادي بالتعايش السلمي مع أصحاب الديانات الأخرى ألغوا دورها من كتاب الله بدعوى إنها منسوخة بآية السيف وأنا للاسف لم أجد في كل القرآن آية إسمها آية السيف. كذلك الغوا دور الايات الداعية لحرية الفكر والاعتقاد.
مصادرة حرية التعبير عن الرأي أو حرية الإعتقاد أمر حرمه الإسلام. الإسلام ليس دين القمع والقتل كما صوره بعض المتطرفين التكفيريين بل، دين المحبة والحرية والسلام وإحترام الرأي الآخر.
ويبدوا أن المسلمين قد نسوا بأن أول كلمة نزلت على محمد كانت كلمة إقرأ وليس كلمة أقتل وأنا أدعوهم لقراءة كل شيئ من جديد ولكن بعقلية الألف الثالثة التي نعيش فيها وآمال الألف الرابعة التي نتطلع إليها. ومن أصر على البقاء تحت عباءة الألف الأولى فسسيبقى فيها إلى الأبد مسجوناً مع أصنامه ومحنطاته الفكرية. وسيظل يحلم بفتح الأندلس ويلعن شارلمان ويبكي على أطلال معركة " بلاطة الشهداء " .
أنا أدعوا إلى إعادة قراءة كل كتب التراث قراءة نقدية جديدة بدون تطرف ضد السلف فقط لأنهم من السلف. وعدم التطرف للحديث بشكل أعمى فقط لأننا نريد التخلص من تراث السلف. نحن نبحث عن الحقيقة أينما كانت وننقد الخطأ أينما كان. والميزان الذي يميز الخطأ من الصواب عندنا هو كتاب الله. فما توافق مع أحكام كتاب الله كان صحيحاً كائناً من كان قائله أو مصدره سواء كان حديثاً قدسياً أو حديثاً شريفاً أو فتوى او اجتهاد. وما تعارض مع كتاب الله نعتبره خطأً كائناً من كان قائله ومصدره .
وأبدأ بنص صاغه علماء الأزهر حول رأي الإسلام بحرية الكلمة والإعتقاد والذي يعتبر مثلاً صارخاً على تجاوز أحكام الله ودعوة فظة للقمع الفكري والتدجين العقائدي .
يقول النص: إن حرية العقيدة شيئ، وحرية الطعن بالعقيدة شيئ آخر. فحرية العقيدة هي لغير المسلمين من أصحاب الديانات الأخرى، فليس لأحد أن يجبرهم على الدخول في الإسلام، أو أن يحرمهم من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية .
أما حرية المسلمين فهي في ممارسة شعائر دينهم لا في الخروج عليه والإرتداد عنه. وإنكار وجود الله، وتسفيه الرسل، أو الخوض في أحكام الدين وعقائده. وإنكار ما هو معلوم من الدين. كل هذه الأمور توجب تطبيق حد الردة عليها، وهو من الحدود الإسلامية المقررة والثابتة بالقرآن والسنة وإجماع الأئمة وهو القتل .
إذاً، علماء الأزهر يعتبرون إن من يسفه الرسل، ويخوض في أحكام الدين وينكر ما هو معلوم منه مرتداً، وعقوبته القتل. وإعتبروا تلك العقوبة حداً من حدود الله الذي أقره القرآن. والحقيقة إن القرآن لم يقل مثل هذا الكلام مطلقاً. ولم يأمر لابقتل المرتد، ولا بقتل المسيئ للرسول، ولاحتى المستهزئ بآيات الله. وبالتالي فقتل النتهم بذلك ليس حداً من حدود الله كما يدعي علماء الازهر.
نحن ضد تقديس أحكام السلف المتطرفة والخارجة عن إطار كتاب الله والتي يتوارثها البعض كحقائق مقدسة وثابتة. فنحن نرى إن الحقيقة لاتورث بل، تكتشف بالذات. لذا، يجب أن نسعى للفصل بين ما هو من الدين، وبين وما هو من التراث الديني. فما كان من الدين قدسناه. وما كان من التراث الديني نظرنا إليه كما يجب أن ينظر إلى الحدث التاريخي ضمن زمانه ومكانه وظروفه التي كانت تحكمه .
كتاب الله هو الثابت الوحيد في كل زمان ومكان. وكل ماعداه من مصادر التشريع فهو من صنع الإنسان، وهو غير مشمول بقانون الثبات وبالتالي، فهو متحول. ولو حكمنا بثبات كلام الناس مثل كلام الله لأشركنا بالله .
الله هو الفرد الصمد. وكلامه فقط هو الذي لايبدل لقوله تعالى :
وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ. الأنعام-34.
فقط قول الله هو الذي لايبدل لقوله تعالى :
مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ. سورة ق-29.
فقط سنة الله هي التي لاتتبدل لقوله تعالى :
سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا. سورة الأحزاب-62.
فقط سنة الله هي التي لاتتحول لقوله تعالى :
فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا. سورة فاطر-43.
كل هذا يعني إن كتاب الله هو الثابت الوحيد وكل ما عداه متبدل ومتحول لأن الله ليس كمثله شيئ وبالتالي، فليس ككلامه كلام ولا كقوله قول ولا كسنته سنة. وبما أن كلامه وقوله وسنته إمتازت بعدم التبدل وعدم التحول فهذا يعني إن كل ما سواه متبدل ومتحول ومن إدعى بوجود أقوال وأحكام ثابتة لاتتبدل ولا تتحول خارج كتاب الله فقد أشرك بالله من حيث لايدري ولو لم يقل ذلك صراحة, فليس المهم ما يقول بل، ما يفعل.
أنصار قتل المرتد يحتجون بتصرف أبو بكر في حروب الردة ناسين أو متناسين بأن الله أكمل الدين قبل حروب الردة بقوله: …الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا… سورة المائدة-3.
وبالتالي فما جرى بحروب الردة – إبتداء بشرعية تسميتها – لا يعتبرجزءاً من الدين الذي أكمله الله قبل ذلك. وما فعله أبو بكر لايلزم مسلمي العالم بإتباعه كحكم شرعي إلى يوم القيامة.
أبو بكر تصرف كرجل دولة حصل فيها تمرد هدد كيانها. وكون التمرد قد حمل طابعاً دينياً لا يغير من واقع كون الدافع الأساسي له إقتصادياً. وكلنا نعرف إن بعض القبائل العربية إمتنعت عن تأدية الزكاة بعد وفاة الرسول وهذا بدوره هدد الدولة الإسلامية الفتيه بالإفلاس والإنهيار. فتفادى أبو بكر ذلك بإجبارهم على تأدية الزكاة. وبالتالي، فحروب الردة يجب أن تفهم ضمن إطارها التاريخي والسياسي ودوافعها الإقتصادية ولا يجوز إعتبارها حجة لإستنباط أحكام شرعية لم يسنها الله وإلزام مسلمي العالم بها إلى يوم القيامة.
أما بشأن إستشهادهم بحديث الرسول:
لا يحل دم المسلم إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة. فأنا أقول: ان مصطلح الجماعة نفسه ظهر في عهد معاوية ابن ابي سفيان فكيف للنبي ان يتحدث عن مصطله سيظهر بعد وفاته بعشرات السنين؟ وحاشى لرسول الله أن يتفوه بمثل هذا الكلام وهو يقرأ قوله تعالى:
إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا. سورة النساء-105.
فالرسول مطلوب منه أن يحكم بما يريه الله وليس من عنده. وبما أن الشريعة لم تكن قد إكتملت بعد والوحي لم ينقطع. فقد كان ينتظر حكم الله في المواضيع الطارئة ولم يكن مسموحاً له بأن يحكم بنفسه إمتثالاً لقوله تعالى :
وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ. سورة يونس-109.
وبعد إكتمال الشريعة قال الله تعالى : (…الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا…. سورة المائدة-3.
وفي كتاب الله الذي إكتمل بدون فتاوى فقهاء التطرف لاتوجد آية تبيح قتل الثيب الزاني، ولا توجد آية تبيح قتل التارك لدينه، ولا توجد آية تبيح قتل مفارق الجماعة. وما كان لمحمد أن يتقول على الله أو يحكم بما ليس في كتاب الله وهو يقرأبسورة الحاقة كيف نظم الله تعالى العلاقة بينه وبين جلالته: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) .
وبالتالي. يظهر بوضوح إن علماء الأزهر قد جانبوا الصواب في فتواهم السابقة. فالله و الرسول لم يحللوا قتل المرتد ولا المنكر لوجود الله ومسفه الرسل أو الخائض في أحكام الدين وعقائده أومنكر ما هو معلوم من الدين. فهل يحق لنا قتل مخرج سينمائي أو رسام كاريكاتور لمجرد إنه سخر من النبي أو إستهزأ بالإسلام؟
لنتابع ما يقوله كتاب الله حول هذه المواضيع .
الآيات التي تتطرق لموضوع الإرتداد عن الدين وردت في السور المدنية تحديداً وهي: البقرة وترتيبها بالنزول 87. وآل عمران وترتيبها بالنزول 89. والمائدة وترتيبها بالنزول 112. ونحن سنورد هذه الآيات ونناقشها حسب ترتيب نزولها. .يقول الله تعالى :
أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ. سورة البقرة-108.
هذه الآيات نزلت تلت الهجرة من مكة الى المدينة مباشرة وذلك بعد بدء الإتصال والحوار المباشر بين المسلمين واليهود أي، بين أصحاب ديانتين سماويتين. ويحذر الله المسلمين من الإقتداء بما فعله اليهود بموسى. ويحذر بنفس الوقت المسلمين من الإرتداد عن دينهم. وقد وصف من يفعل ذلك بأنه ضل سواء السبيل ولم يأمر بقتله .
ومن ضل سواء السبيل حسابه يوم القيامة على الله وليس في الدنيا على يد بعض الفئات المتطرفة.
يقول الله تعالى :
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. سورة البقرة-217.
في الآية السابقة تحدث الله عن الذين يبدلون دينهم طوعا وعن قناعة بفعل الحوار مع أصحاب الديانات الأخرى. أما في هذه الآية فالله يتحدث عن الذي يرتد عن دينه بفعل ضغط خارجي. وقد وعد الله المرتد بإحباط أعماله في الدنيا والآخرة ووعده بالخلود في النار. لاحظوا كيف إستخدم الله فقرة (وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ) الله تعالى لم يقل ومن يقتل وهوكافر بل، قال : فيمت وهو كافر وهذا يعني إن المرتد يعيش حياته ويموت بشكل طبيعيي. وهذا يعني إن الله لم يشرع قتله لإرتداده عن الإسلام.
يقول الله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ* وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ. سورة آل عمران-100-101-102.
لاحظ هذا المجال الواسع من حرية الإعتقاد التي منحها الله لعباده. فقد بدأ بالتنبيه من الإرتداد عن الدين، وتلاه بإستنكار الردة ونصيحة للمرتد وختمه بطلب موجه للمؤمنين وهو (وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) وكما هو واضح من آيات الله البينات فالله لم يكلف أحداً بقتل من يرتد عن الإسلام . لأن ذلك شأن خاص بين العبد وربه وليس بين العبد وشيخه .
يقول الله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. سورة المائدة-54.
لا أظن أن كلام الله بحاجة لأي تفسير. المرتدون عن الدين لن يضروا الله بشيئ والله سيستبدلهم بقوم آخرين. ولم يطلب من أحد أن يقتلهم إنتصاراً لدين الله ولا في سبيل الله.
أما بالنسبة لقتل المستهزئ بالنبي فإن أنصار هذا التيار يستشهدون ببعض الآيات التي يحملونها معاني لاتحملها بالأصل. ومنها :
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا. سورة الأحزاب-57.
وكما هو واضح فالآية لم تكلف المؤمنين بقتل من يؤذي الله فكيف يحل قتل من يستهزء بالنبي؟ الآية تقول بوضوح إن عقوبة الذي يؤذي الله ورسوله هي اللعنة في الدنيا والآخرة بالاضافة لعذاب مهين في الآخرة .
يقول الله تعالى :
وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. سورة التوبة-61.
الآية تتوعد من يؤذي النبي بعذاب أليم ولم تأمر بقتله .
بتاريخ 12-10-2006م . إحتج رئيس الوزراء الدانماركي على مظاهرة إحتجاج قام بها الإيرانيون أمام السفارة الدانماركية في طهران والتي إنتهت بإحراقها . حضرته وصف ذلك بأنه عمل غير مقبول لدى الدانمارك . وقال : إن حكومته غير مسؤولة عن تصرفات بعض الشباب من حزب الشعب الدانماركي اليميني المتطرف .
وقد وصف حضرته المسابقة التي نظمها الحزب للرسوم الكاريكاتورية المخصصة للسخرية من النبي محمد بأنها قلة أدب. ولكنه أوضح بنفس الوقت بأنه لايستطيع منعهم لأن قوانين بلاده لاتمنع ذلك .
مالم ينتبه إليه حضرة رئيس الوزراء الدانماركي هو إن ما حدث في طهران أيضاً , قام به بعض المتطرفين الذين يرون إن حكم الذي يسيئ للنبي محمد هو القتل. وحكم المستهزئ بمقدسات الإسلام أيضاً هي القتل. نحن أيضاً تأثرنا من التصرفات المتطرفة لبعض شباب المسلمين تماماً كما تأثر رئيس الوزراء الدانماركي من قلة أدب بعض مواطني. فهل المطلوب هو أن يبرر كل منا نفسه ؟ أم البحث عن مخرج حضاري لهذه الأزمة التي قد توصلنا إلى ما لايرضي الطرفين ؟ حسب رأيي، الحوار البناء هو السبيل الوحيد للتفاهم على نقاط مشتركة للتعايش السلمي. ولا بد من فكفكة هذه العقدة بين الغرب الذي يحمل الكثير من التصورات الخاطئة عن الإسلام والتي تراكمت في عقله الباطن عبر مئات السنين. تلك التصورات التي قادته لشن حروبه الصليبية بإسم المسيح على أرض وشعب المسيح ، وبين الإسلام الحقيقي والذي لايمت بصلة لتصرفات وأعمال أرتكبت بإسمه إبتداءً من الفتوحات التي قام بها بعض الخلفاء لتحقيق اهداف سياسية تحت راية الاسلام. وإنتهاء بالدعوة لقتل المستهزئين بالرسول محمد.
في الوقت الذي لم ينشر أي كاتب مسلم على مدى التاريخ أي شيئ من شأنه الإساءة للنبي عيسى أو موسى , فإن الإساءة للرسول محمد بالذات وللإسلام بشكل عام بدأت في أوربا منذ مئات السنين وهو للأسف آخذ بالإزدياد. فمن كتاب " حياة ذي البدع " الذي ألفه كاتب إنكليزي ضد محمد عام 1733. إلى قصة فولتير المسرحية عام 1745 والتي سماها " محمد " حيث يسب فيها الرسول سباً قبيحاً . والتي أهداها للبابا " بنوا الرابع عشر " بالعبارات التالية :"فلتستغفر قداستك لعبد خاضع من أشد الناس إعجاباً بالفضيلة إذا تجرأ وقدم لرئيس الديانة ما كتبه ضد مؤسس ديانة بربرية كاذبة " . 17 أوغسطس عام 1745.
وقبل ذلك وبعده صدرت أعمال كثيرة من نفس النوع تحرض نزعة التطرف لدى بعض فئات المسلمين التي سرعان مايستغلها الغرب لتأجيج روح الكراهية ضد المسلمين. لا يكاد يمر عقد من الزمن إلا ويصدر فيه عمل ما يحاول النيل من هذه الشخصية العظيمة .
وكلنا نذكر كتاب سلمان رشدي (آيات شيطانية) الذي رمز فيه للنبي محمد بإسم ماهاوند (من كلمة هاوند الإنكليزية والتي تعني كلب) وسمى 12 عاهرة في بيت الدعارة بروايته بأسماء زوجات النبي ,والتي وصفهن القرآن بأنهن أمهات المؤمنين . وإعتبر النبي دجالاً . ولما فشلت كل الجهود التي بذلتها المنظمات الإسلامية في أوربا لمنع الكتاب. أصدر الإمام الخميني بتاريخ 14 شباط عام 1989 فتوى بهدر دم سلمان رشدي. والذي إستغلته وسائل الإعلام الغربية أسوأ إستغلال. وهذا بدوره ساهم برفع صيت وشعبية الكتاب وكان دعاية مجانية له. وإستغلت دور النشر والصحافة والتي لاتهمها الحقيقة بقدر ماتهمها تقديم المواد المثيرة لقرائها هذا الأمر لتحقيق أكبر ربح ممكن . ونحن المسلمون ساهمنا من حيث لاندري برفع شعبية الكتاب. وحسب وجهة نظري لم تكن هناك أية حاجة لتأجيج هذه الزوبعة حول كتاب سلمان رشدي الذي لم يكن يدري به قبل إهدار دمه إلا قلة قليلة من الناس. ونحن المسلمون حولنا رجلاًمغموراً مثله إلى بطل لحرية الكلمة بالمعايير الغربية .
مراجعة للذات
أذكر نفسي كيف صرخت بدون وعي مثل ملايين المسلمين برافو…برافو سلمت يداك وذلك عندما سمعت نبأ قتل المخرج الهولندي الذي أظهر النساء المسلمات بفلمه بشكل لم يرضي المسلمين. ولكن بعد هدوء النشوة العاطفية سألت نفسي: الله تعالى حرم قتل النفس إلا بالحق، فهل من الحق قتل مخرج صور نساء المسلمين بصورة غير لائقة ؟ لماذا لم يهدر المسلمون دم الكاتب المصري علاء حامد مؤلف كتاب " مسافة في عقل رجل " وأهدروا دم المخرج الهولندي ؟ ويريدون رأس رسام الكارياتور الدانماركي ؟
فالسيد علاء يقول في الصفحة 32, بوصف الجنة بأنها مستنقع للرذيلة والمسكرات. وفي الصفحة 56, وصف محمد بأنه رجل لايفرق بين الألف وكوز الذرة، وفي الصفحة 125 أنكر الإله والثواب والعقاب واعتبر الرسل مجموعة من الدجالين والأدعياء.
أما ماكتبه نجيب محفوظ في كتابه "أولاد حارتنا " الذي نال عليه جائزة نوبل للآداب فهو أمر وأدهى. ومع ذلك دفن عند موته كما يدفن العظماء. وكلامي لايعني الدعوة إلى قتل أمثال هؤلاء المفكرين ولكنه سؤال موجه لأولئك الذين ينسون مايحدث في بلادهم الإسلامية ويريدون أن يفرضوا نموذج تفكيرهم على البلدان التي فتحت لهم أحضانها عندما كانوا بحاجة لحضن يؤويهم .
أي عربي ممكن أن يقتل من يسيئ إلى نسائه حتى بمجرد الكلام. ولكن مثل هذا التصرف يعتبر جزءاً من الشخصية القومية للعرب. فماذا عن الإسلام ؟ الجواب جاء من كتاب الله. الله تعالى لم يأمر بقتل من يسخر من محمد ولم يأمر بقتل من يستهزئ بالقرآن. بل، لم يأمر بقتل الكافر بالله لمجرد إنه كافر. القرآن إحترم حرية الإعتقاد وأعطى الجميع حق حرية الإختيار وحق التعبير عن الرأي.
وكل الفتاوى والأحكام المستمدة من التراث الفقهي الإسلامي الحالي والتي تهدر دماء الناس لأسباب عقائدية تعد من مخلفات عصور تجاوزها الزمن. وهي من وضع البشر وليس لها سند من كتاب الله وقد آن الأوان للتخلي عنها .
يلزمنا فقط بعض الجرأة على النقد الذاتي لأن إنعدامه يولد الشعور بوصول الفكر الإنساني إلى درجة الكمال، وهذا لايجوز لأن الكمال من صفات الله وحده.
نحن المسلمون، معظمنا اليوم نحمل عقائد مشوهة آمن بها أجدادنا قبل 1200 سنة بظروف معينة. وبعد 1200 سنة مازلنا نتوارث ونورث هذا التراث المهترئ الذي يرقع في كل عصر ألف رقعة ليحافظ على ذاته لدرجة إن الأصل قد إختفى ولم يبق من ديننا إلا الرقع التي تراكمت فوق بعضها بشكل غير مقنع وعلينا إزالة هذه الرقع واحدة إثر أخرى لنخرج الإسلام الحقيقي الذي وأدوه قبل 1400سنة .
المومياء الدينية المؤدلجة على يد السلاطين والملوك ما زالت تسجننا في مداجن عصور الإنحطاط وتسلخ جلودنا بسياطها وتطمس الفكر المتعقلن الذي يريد أن يرى الواقع بعيونه ويعيش عصره كما يجب أن يعاش لوقته .
ومن يحاول المساس بالمحنطات الفكرية يتهم فوراً بمفارقة الجماعة والردة والكفر وحكم ذلك في الإسلام – على حد قول الفقهاء – هو القتل.
أحدهم يتهكم على الإسلام نحكم عليه بالقتل. وأحدهم سخر من نساء المسلمين قتلناه. وأحدهم رسم كاريكاتوراً ونحن نطالب بقتله. إن غَيَّرَ المسلم دينه حل قتله. وإن خالف ما هو معروف من الدين – اي ما اضافه الفقهاء – حل قتله. إن أنكر وجود الله حل قتله. وإن سفه الرسل حل قتله. إن خاض في أحكام الدين وعقائده حل قتله. وكأن كل وسائل الحوار لدى المسلمين إنعدمت سوى القتل. فكل آيات القرآن التي تنادي بالتعايش السلمي مع أصحاب الديانات الأخرى ألغوا دورها من كتاب الله بدعوى إنها منسوخة بآية السيف وأنا للاسف لم أجد في كل القرآن آية إسمها آية السيف. كذلك الغوا دور الايات الداعية لحرية الفكر والاعتقاد.
مصادرة حرية التعبير عن الرأي أو حرية الإعتقاد أمر حرمه الإسلام. الإسلام ليس دين القمع والقتل كما صوره بعض المتطرفين التكفيريين بل، دين المحبة والحرية والسلام وإحترام الرأي الآخر.
ويبدوا أن المسلمين قد نسوا بأن أول كلمة نزلت على محمد كانت كلمة إقرأ وليس كلمة أقتل وأنا أدعوهم لقراءة كل شيئ من جديد ولكن بعقلية الألف الثالثة التي نعيش فيها وآمال الألف الرابعة التي نتطلع إليها. ومن أصر على البقاء تحت عباءة الألف الأولى فسسيبقى فيها إلى الأبد مسجوناً مع أصنامه ومحنطاته الفكرية. وسيظل يحلم بفتح الأندلس ويلعن شارلمان ويبكي على أطلال معركة " بلاطة الشهداء " .
أنا أدعوا إلى إعادة قراءة كل كتب التراث قراءة نقدية جديدة بدون تطرف ضد السلف فقط لأنهم من السلف. وعدم التطرف للحديث بشكل أعمى فقط لأننا نريد التخلص من تراث السلف. نحن نبحث عن الحقيقة أينما كانت وننقد الخطأ أينما كان. والميزان الذي يميز الخطأ من الصواب عندنا هو كتاب الله. فما توافق مع أحكام كتاب الله كان صحيحاً كائناً من كان قائله أو مصدره سواء كان حديثاً قدسياً أو حديثاً شريفاً أو فتوى او اجتهاد. وما تعارض مع كتاب الله نعتبره خطأً كائناً من كان قائله ومصدره .
وأبدأ بنص صاغه علماء الأزهر حول رأي الإسلام بحرية الكلمة والإعتقاد والذي يعتبر مثلاً صارخاً على تجاوز أحكام الله ودعوة فظة للقمع الفكري والتدجين العقائدي .
يقول النص: إن حرية العقيدة شيئ، وحرية الطعن بالعقيدة شيئ آخر. فحرية العقيدة هي لغير المسلمين من أصحاب الديانات الأخرى، فليس لأحد أن يجبرهم على الدخول في الإسلام، أو أن يحرمهم من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية .
أما حرية المسلمين فهي في ممارسة شعائر دينهم لا في الخروج عليه والإرتداد عنه. وإنكار وجود الله، وتسفيه الرسل، أو الخوض في أحكام الدين وعقائده. وإنكار ما هو معلوم من الدين. كل هذه الأمور توجب تطبيق حد الردة عليها، وهو من الحدود الإسلامية المقررة والثابتة بالقرآن والسنة وإجماع الأئمة وهو القتل .
إذاً، علماء الأزهر يعتبرون إن من يسفه الرسل، ويخوض في أحكام الدين وينكر ما هو معلوم منه مرتداً، وعقوبته القتل. وإعتبروا تلك العقوبة حداً من حدود الله الذي أقره القرآن. والحقيقة إن القرآن لم يقل مثل هذا الكلام مطلقاً. ولم يأمر لابقتل المرتد، ولا بقتل المسيئ للرسول، ولاحتى المستهزئ بآيات الله. وبالتالي فقتل النتهم بذلك ليس حداً من حدود الله كما يدعي علماء الازهر.
نحن ضد تقديس أحكام السلف المتطرفة والخارجة عن إطار كتاب الله والتي يتوارثها البعض كحقائق مقدسة وثابتة. فنحن نرى إن الحقيقة لاتورث بل، تكتشف بالذات. لذا، يجب أن نسعى للفصل بين ما هو من الدين، وبين وما هو من التراث الديني. فما كان من الدين قدسناه. وما كان من التراث الديني نظرنا إليه كما يجب أن ينظر إلى الحدث التاريخي ضمن زمانه ومكانه وظروفه التي كانت تحكمه .
كتاب الله هو الثابت الوحيد في كل زمان ومكان. وكل ماعداه من مصادر التشريع فهو من صنع الإنسان، وهو غير مشمول بقانون الثبات وبالتالي، فهو متحول. ولو حكمنا بثبات كلام الناس مثل كلام الله لأشركنا بالله .
الله هو الفرد الصمد. وكلامه فقط هو الذي لايبدل لقوله تعالى :
وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ. الأنعام-34.
فقط قول الله هو الذي لايبدل لقوله تعالى :
مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ. سورة ق-29.
فقط سنة الله هي التي لاتتبدل لقوله تعالى :
سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا. سورة الأحزاب-62.
فقط سنة الله هي التي لاتتحول لقوله تعالى :
فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا. سورة فاطر-43.
كل هذا يعني إن كتاب الله هو الثابت الوحيد وكل ما عداه متبدل ومتحول لأن الله ليس كمثله شيئ وبالتالي، فليس ككلامه كلام ولا كقوله قول ولا كسنته سنة. وبما أن كلامه وقوله وسنته إمتازت بعدم التبدل وعدم التحول فهذا يعني إن كل ما سواه متبدل ومتحول ومن إدعى بوجود أقوال وأحكام ثابتة لاتتبدل ولا تتحول خارج كتاب الله فقد أشرك بالله من حيث لايدري ولو لم يقل ذلك صراحة, فليس المهم ما يقول بل، ما يفعل.
أنصار قتل المرتد يحتجون بتصرف أبو بكر في حروب الردة ناسين أو متناسين بأن الله أكمل الدين قبل حروب الردة بقوله: …الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا… سورة المائدة-3.
وبالتالي فما جرى بحروب الردة – إبتداء بشرعية تسميتها – لا يعتبرجزءاً من الدين الذي أكمله الله قبل ذلك. وما فعله أبو بكر لايلزم مسلمي العالم بإتباعه كحكم شرعي إلى يوم القيامة.
أبو بكر تصرف كرجل دولة حصل فيها تمرد هدد كيانها. وكون التمرد قد حمل طابعاً دينياً لا يغير من واقع كون الدافع الأساسي له إقتصادياً. وكلنا نعرف إن بعض القبائل العربية إمتنعت عن تأدية الزكاة بعد وفاة الرسول وهذا بدوره هدد الدولة الإسلامية الفتيه بالإفلاس والإنهيار. فتفادى أبو بكر ذلك بإجبارهم على تأدية الزكاة. وبالتالي، فحروب الردة يجب أن تفهم ضمن إطارها التاريخي والسياسي ودوافعها الإقتصادية ولا يجوز إعتبارها حجة لإستنباط أحكام شرعية لم يسنها الله وإلزام مسلمي العالم بها إلى يوم القيامة.
أما بشأن إستشهادهم بحديث الرسول:
لا يحل دم المسلم إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارق للجماعة. فأنا أقول: ان مصطلح الجماعة نفسه ظهر في عهد معاوية ابن ابي سفيان فكيف للنبي ان يتحدث عن مصطله سيظهر بعد وفاته بعشرات السنين؟ وحاشى لرسول الله أن يتفوه بمثل هذا الكلام وهو يقرأ قوله تعالى:
إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا. سورة النساء-105.
فالرسول مطلوب منه أن يحكم بما يريه الله وليس من عنده. وبما أن الشريعة لم تكن قد إكتملت بعد والوحي لم ينقطع. فقد كان ينتظر حكم الله في المواضيع الطارئة ولم يكن مسموحاً له بأن يحكم بنفسه إمتثالاً لقوله تعالى :
وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ. سورة يونس-109.
وبعد إكتمال الشريعة قال الله تعالى : (…الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا…. سورة المائدة-3.
وفي كتاب الله الذي إكتمل بدون فتاوى فقهاء التطرف لاتوجد آية تبيح قتل الثيب الزاني، ولا توجد آية تبيح قتل التارك لدينه، ولا توجد آية تبيح قتل مفارق الجماعة. وما كان لمحمد أن يتقول على الله أو يحكم بما ليس في كتاب الله وهو يقرأبسورة الحاقة كيف نظم الله تعالى العلاقة بينه وبين جلالته: وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ (47) وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ (48) وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ (49) .
وبالتالي. يظهر بوضوح إن علماء الأزهر قد جانبوا الصواب في فتواهم السابقة. فالله و الرسول لم يحللوا قتل المرتد ولا المنكر لوجود الله ومسفه الرسل أو الخائض في أحكام الدين وعقائده أومنكر ما هو معلوم من الدين. فهل يحق لنا قتل مخرج سينمائي أو رسام كاريكاتور لمجرد إنه سخر من النبي أو إستهزأ بالإسلام؟
لنتابع ما يقوله كتاب الله حول هذه المواضيع .
الآيات التي تتطرق لموضوع الإرتداد عن الدين وردت في السور المدنية تحديداً وهي: البقرة وترتيبها بالنزول 87. وآل عمران وترتيبها بالنزول 89. والمائدة وترتيبها بالنزول 112. ونحن سنورد هذه الآيات ونناقشها حسب ترتيب نزولها. .يقول الله تعالى :
أَمْ تُرِيدُونَ أَن تَسْأَلُواْ رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِن قَبْلُ وَمَن يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ. سورة البقرة-108.
هذه الآيات نزلت تلت الهجرة من مكة الى المدينة مباشرة وذلك بعد بدء الإتصال والحوار المباشر بين المسلمين واليهود أي، بين أصحاب ديانتين سماويتين. ويحذر الله المسلمين من الإقتداء بما فعله اليهود بموسى. ويحذر بنفس الوقت المسلمين من الإرتداد عن دينهم. وقد وصف من يفعل ذلك بأنه ضل سواء السبيل ولم يأمر بقتله .
ومن ضل سواء السبيل حسابه يوم القيامة على الله وليس في الدنيا على يد بعض الفئات المتطرفة.
يقول الله تعالى :
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. سورة البقرة-217.
في الآية السابقة تحدث الله عن الذين يبدلون دينهم طوعا وعن قناعة بفعل الحوار مع أصحاب الديانات الأخرى. أما في هذه الآية فالله يتحدث عن الذي يرتد عن دينه بفعل ضغط خارجي. وقد وعد الله المرتد بإحباط أعماله في الدنيا والآخرة ووعده بالخلود في النار. لاحظوا كيف إستخدم الله فقرة (وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ) الله تعالى لم يقل ومن يقتل وهوكافر بل، قال : فيمت وهو كافر وهذا يعني إن المرتد يعيش حياته ويموت بشكل طبيعيي. وهذا يعني إن الله لم يشرع قتله لإرتداده عن الإسلام.
يقول الله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ* وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آيَاتُ اللّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ. سورة آل عمران-100-101-102.
لاحظ هذا المجال الواسع من حرية الإعتقاد التي منحها الله لعباده. فقد بدأ بالتنبيه من الإرتداد عن الدين، وتلاه بإستنكار الردة ونصيحة للمرتد وختمه بطلب موجه للمؤمنين وهو (وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) وكما هو واضح من آيات الله البينات فالله لم يكلف أحداً بقتل من يرتد عن الإسلام . لأن ذلك شأن خاص بين العبد وربه وليس بين العبد وشيخه .
يقول الله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ. سورة المائدة-54.
لا أظن أن كلام الله بحاجة لأي تفسير. المرتدون عن الدين لن يضروا الله بشيئ والله سيستبدلهم بقوم آخرين. ولم يطلب من أحد أن يقتلهم إنتصاراً لدين الله ولا في سبيل الله.
أما بالنسبة لقتل المستهزئ بالنبي فإن أنصار هذا التيار يستشهدون ببعض الآيات التي يحملونها معاني لاتحملها بالأصل. ومنها :
إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِينًا. سورة الأحزاب-57.
وكما هو واضح فالآية لم تكلف المؤمنين بقتل من يؤذي الله فكيف يحل قتل من يستهزء بالنبي؟ الآية تقول بوضوح إن عقوبة الذي يؤذي الله ورسوله هي اللعنة في الدنيا والآخرة بالاضافة لعذاب مهين في الآخرة .
يقول الله تعالى :
وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيِقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ. سورة التوبة-61.
الآية تتوعد من يؤذي النبي بعذاب أليم ولم تأمر بقتله .