السؤال الأكثر الحاحاً , كيف سَتُـــــحَلْ عقدة ( ارهابيي ادلب ) , وما دور أردوغان في الحل ؟
هل لأردوغان مصلحة في حل عقدة (ارهابيي ادلب) , أم سيبقى يستــخدمهم ضـــــد سورية ؟
بعد مباحثات ( سوتشي) , هل سيسير تحرير ادلب متسارعاً , أم سيبقى أردوغان يمــــاطل ؟
ـالمحامي محمد محسن
ربح أردوغان في قراره التوجه شرقاً , لأن الواقع الراهن أكد صحة قراءته للمستقبل , لأن الشرق صاعدٌ , والغرب مكفئ ٌ , أو مهزومٌ .
ولكنه خسر بعد أن تنكب قراره ( العداوة صفر) , وتبنى (العداوة مع الجميع) .
لم بترك دولة مجاورة , بدون أن يثير معها خلافاً , خلق عداوة مع فرنسا واليونان في البحر الأبيض , ومع مصر في نصرته لحزب الاخوان المسلمين , وفي ليبيا أرسل مرتزقته , ولكن طامته الكبرى , كانت في انخراطه حتى أسنانه في الحرب على سورية .
حيث استخدم , عشرات الآلاف من الارهابيين القادمين من كل أصقاع الدنيا , من الشيشان , من الايغور الصينيين , ومن كل العشوائيات الاسلامية في العالم , بالإضافة إلى /30 / ألف ارهابي تركي , سلح الجميع , وآواهم , ودربهم , ومولهم , ثم أدخلهم إلى سورية , بهدف تحقيق حلمه التاريخي , في اعادة السلطنة العثمانية , التي كان يحلم بها .
لكن الجيش العربي السوري , وحلفاءه , واصدقاءه , خاضوا مع تلك القطعان الارهابية وغيرها , والتي زاد تعدادها عن / 170 / ألفاً , حرباً لم ير العالم لها مثيلاً , حيث خيضت من غرفة إلى غرفة ومن زقاق إلى زقاق , فتمت هزيمتهم , بعد سحق الكثيرين منهم , وتم تحرير غالبية الأراضي السورية من رجسهم , أما الباقون فنقلوا إلى مكب ادلب للنفايات , الذين يشكلون الآن المشكلة المزدوجة للسوريين ولأردوغان في آن واحد .
حاول أردوغان استثمارهم دائماً للضغط على سورية , كما راح يستثمرهم في أزربيجان , وفي ليبيا , الذين تقطعت بهم السبل , بعد أن تخلى عنهم , أما الآن فلقد باتوا حملاً ثقيلاً على كاهله , وكاهل سورية أيضاً .
فقضيتنا تقوم على سؤال ؟؟
ماذا سيفعل أردوغان بإرهابييه المتكومين في ادلب؟ .
مخطئٌ من يعتقد أن أردوغان , لا يزال يعتبر الارهابيين في ادلب , أداة للضغط على سورية , بل بالعكس باتوا كابوساً , يؤرقه , كما يؤرق المجتمع التركي , وحملاً ثقيلاً على كاهله , وكانت هذه القضية من أهم القضايا التي طرحها أردوغان أمام بوتن , ليساعده في البحث عن حل مع السوريين .
وعلينا أن ندرك أن الحل ليس هيناً , لأنه سيكون واحداً من حلين :
وكلاهما مر .
1ـــ قتالهم وقتلهم , وهذا يتسبب بقتل الكثير من المدنيين , وهذا حل يحاذر السوريون استخدامه بشكله الواسع , إلا إذا سدت جميع السبل , في وجه الجيش العربي السوري , والحليف الروسي , وهذا الاحتمال يتخوف منه أردوغان , لأن أرض فرارهم من أمام الجيش العربي السوري , هي الأرض التركية , وهذا أمر لم يعد يتقبله المجتمع التركي , فالحاضنة الشعبية التي استقبلتهم لم تعد موجودة , ولأن المزاج التركي انتقل أيضاً من حالة الهجوم , إلى حالة لملمة الخسائر .
2ـــ أن ينهض أردوغان بما تعهد به وأقله :
ـــ فتح الطريق /M4 / الاستراتيجي , الرابط بين حلب واللاذقية , وهذا يعزل ارهابي ادلب عن ارهابيي الغاب , الذين يكونون أمام سحقهم , أو استسلامهم , أو أمام ترحيلهم , وهذه مشكلة اضافية مع تركيا , التي اتخمت بعديدهم , المتهيئين لفرارهم نحو تركيا .
ـــ الفصل بين من يسميهم أردوغان (المعتدلين) , والارهابيين , أليسوا كلهم ارهابيين ؟ , وهنا المعضلة :
لأنهم أمام موت البعض تحت القصف , والبعض الآخر سيتوجه فاراً إلى تركيا , لذلك سيكون هذا الموضوع , هو العقبة التي سيتحمل تجاوزها معاً كل من [ بوتن , وسورية , وأردوغان ] , وهي متداخلة مع الوجود التركي العسكري , شمال , وشرق سورية , وقسد الانفصالية .