قالَتْ :
وَتَطْفَقُ مُنْشِداً للعشق ِ
في الزَّمن ِ العَقيم ِ
زمن ِ الحضاراتِ البذيئةِ
وانتِفاءاتِ الحَميم ِ
زمن الكوارثِ
مُشرِعا للخَلقِ
أبوابَ الجحيمِ
زمنٌ يُسَوِّقُ كلَّ شيء،
فالأمانُ الى رَجيمِ
واستذأب الإنسانُ
فتَّاكاً
بلا قلب رحيمِ
والخلقُ
تَحسَبَهٌمْ سكارى
دونما بنت الكرومِ
حتى الطبيعةُ
لم تعدْ تعطيكَ
كالأمِّ الرَّؤمِ
ثقبُ الأوزن ِ،
تَصَحُّرٌ ،
وتَلَوُّثٌ
وأخو سمومِ
والقتْلُ للقتلِ
استباحَ
مُكَفِّراً أهلَ العُلومِ
والموتُ
صارَ حكايةً عاديَّةً
بلا لومِ الأثيم
واراكَ
أوْقَدْتَ التَّفاؤلَ
في دجى الليلِ البهيمِ
شكَّلتَ كَوْنَكَ
من خيالِ الشاعرِ الشفِّ
البسيمِ
وَمَضيتَ
تنشِدُ للهوى
للعشقِ
للخيرِ العميمِ
حَيْرى حيالَكَ،
أيها المعصومُ
من طرقِ الهمومِ
حيرى،
وأغبِطُكَ التَّفاؤلَ ،
فاكتِئاباتي نَديمي
هلاَّ دليلاً ،
مَعْلَماً للنُّورِ ،
في دهري الغَشومِ
فَلَعَلَّ نفسي
تطمئنُّ إلى الحياةِ
لبعضِ يومِ؟
قلتُ:
اعشقيْ،
فالعشقُ إشراقُ الحياة
بذي مَرومِ
وَلْتَعْقِلي الدُّنيا
التي قد سُمِّيَتْ
(أُمُّ الصَّريمِ)
فَلَها العبوسُ
وكلُّ ما استنكَرْتِ
من شكلٍ جهيمِ
ولها ابتساماتٌ
تُفَرِّجُ
كلَّ إيحاء الغمومِ
يومٌ ويومٌ ،
فاغنمي إقبالَ بَهجَتِها الأديمِ
ولْتَقنصي منها المُتاحَ
وهاجِريْ جَزَعَ العَديمِ
واستكشفي أنثاكِ
عاشِقَةً
وَهبّي من حَطيمِ
طيري إلى آفاقها القصوى,
وحطّيْ
في نعيمي
بالحبِّ
نَخرجُ من شتات النفسِ
للفرَحِ الرَّنيمِ