
على الرغم من تأكيد قناة "العربية" وقبلها بعض صفحات التواصل الاجتماعي التابعة للمسلحين المقاتلين في سوريا أن القتلى في كمين العتيبة السورية هم من المسلحين، وعلى الرغم من نعي هذه الصفحات لهم، يصرّ ناشطون وصحافيون لبنانيون على القول إن هؤلاء مدنيون فارون من مناطق القصف والاشتباكات، فيما يقول آخرون إنهم مسلحون منسحبون من مناطق العمليات ولا يحملون معهم أي سلاح.
"إنها مأساة"، "إنها مجزرة"، "إنها جريمة بحق الإنسانية"، وغير ذلك من تعابير وبكائيات نشرها الناشطون في صفحاتهم على فايسبوك، منددين بالقاتل الذي لم يرف له جفن وهو يفجر الأرض بهؤلاء الأبرياء، الذين كانوا يفرون بأنفسهم من الموت إلى الحياة.
كل هذه البكائيات التي قرأناها لدى هؤلاء الناشطين لن تغطي على مشاهد الفيديو والصور التي أظهرت الملابس العسكرية التي كان يرتديها هؤلاء المسلحون، ولا الأخبار التي ذكرت أن المسلحين القتلى أكثرهم غير سوريين، تتوزع جنسياتهم بين سعودية وقطرية وشيشانية وغيرها.
يغطي هؤلاء الناشطون على الصبغة العسكرية للمقتولين في كمين العتيبة، كما جرت عادتهم في تغطية كل ما تريد الجهات المشغّلة لهم – الداخلية والخارجية – تغطيته، تماماً كما تحوّل السلاح والعتاد اللذين جرى تزويد المسلحين السوريين بهما إلى بطانيات وحليب، وتماماً كما تحول الإرهابي السفاح المغتصب الوافد للقتال في سوريا إلى ثائر سوري يقاتل من أجل العدالة وحرية الإنسان.
هل يحتاج هؤلاء إلى تذكيرهم بأن كل قتيل من هؤلاء القتلى إرهابيّ ومغتصب وقاطع رؤوس؟ وهل يحتاجون إلى تذكيرهم بأن كل واحد منهم هو مشروع انتحاري قد يفجر نفسه في الضاحية الجنوبية لبيروت، أو في أية مدينة لبنانية، وأنه قد يكون من بين الضحايا المدنيين أخ أو أب أو أخت أو زوجة لأحدهم؟