خطط الغرب الخاصة بتحطيم الدولة الروسية وابادة الروس كشعب لم تتوقف يوما ولن تتوقف ابدا حتى تصل لمرحلة كسر العظم. ومايجري اليوم في اوكرايينا هو – كما قلنا سابقا – الخطوة ماقبل الاخيرة لتدمير روسيا وابادة شعبها بكل ماتعنيه الكلمة من معنى وساعة الصفر هي عام 2014. وتاكيدا على كلامنا اورد هذه الوثائق: في عام 1945 وضع اللان داللس مدير المخابرات المركزيةالامريكية خطته لتفتيت الاتحاد السوفيتي كدولة وابادة الروس كشعب، ويقول حضرته: (تنتهي الحرب، والجميع سيستقرون بشكل او بآخر ونحن سنلقي بكل مانملك من ذهب وقوى مادية لخداع وتغييب الوعي لدى الروس. سنزرع الفوضى هناك، وبدون ان نلفت الانتباه سنستبدل كل قيمهم الحقيقية بقيم مزيفة ونجعلهم يؤمنون بهذه القيم الوهمية المزيفة وسنجد من يشاطرونا ارائنا، وسنجد انصارنا ومساعدينا في روسيا بذاتها. حلقة بعد حلقة سنلعب وندير اكبر مأساة لموت – لابادة- الشعب الروسي الذي لايقهر حتى تنقرض هويتهم عن وجه الارض بشكل لارجعة فيه. سنمحو الطابع الاجتماعي من الادب والفن الروسي، سنبعد الفنانين عن الاهتمام بما يختلج في نفوس شعبهم، سنجعل الادب والسينما والمسرح يهتم بتصوير وتمجيد أحط وارخص القيم والمشاعر البشرية. وسوف نبذل قصارى جهدنا بدعم الفنانين الذين يزرعون في وعي الجماهير تقديس السيكس والمال والاغتصاب والسادية والعنف والخيانة وباختصار تقديس كل انواع الفجور. سنزرع في اجهزة الدولة الفوضى والارتباك، ورويدا رويدا، الصدق والنزاهة وكل القيم الروحية لن يحتاجهما احد وتصبح جزءا من الماضي. الوقاحة والغطرسة والكذب والخداع والسكر والعربد وتعاطي المخدرات والخوف المتبادل بعضهم من بعض، الخيانة والتطرف والكراهية القومية والعداء بين الشعوب وخاصة العداء ضد الروس، كل هذا سنزرعه في روسيا بالخفاء، وكل هذا سيزهر نفاقا وفسادا. قلة من الناس فقط ستنتبه الى ما نفعله ولكننا سنجعلهم بدون حول ولا قوة، سنجعلهم اضحوكة ومثار سخرية امام الناس وسنجد الوسائل للتشهير بهم وتسليط حثالة المجتمع ضدهم. سنهتم بالناس منذ سن الطفولة وسنركز دوما على جيل الشباب، سنجعلهم فاسدين ومنحلين خلقيا، وسنجعل منهم شبابا مبتذلين ساخرين من كل القيم الروحية. هذا ما سنفعله بالروس. انتهى. هذه الخطة نفذت بحذافيرها وبدقة متناهية في تفتيت الاتحاد السوفيتي وكنت شخصيا شاهدا عليه ومؤرخا له. واظن ان نفس الخطة تنفذ في بلاد اخرى. في عام 1946 قال تشرشل: لايمكننا الانتصار على الاتحاد السوفيتي قبل ان تتحلل من الداخل، لايمكن قهر اي شعب موحد الاطياف. وهو بذلك خير من عبر عن روح السياسة الانكليزية التي تنتهج بنجاح منقطع النظير سياسة فرق تسد في كل ارجاء العالم. في عام 1948 وضعت امريكا خطة (جاريوتير) لمهاجمة الاتحاد السوفيتي، وكان من المقرر ان تلقى 133 قنبلة نووية على 70 مدينة سوفيتية وذلك في المرحلة الاولى من الحرب. وفي المرحلة الثانية كان من المقرر ان تلقى 200 قنبلة نووية اخرى بالاضافة الى 250 الف طن من القنابل العادية. المشكلة التي اعاقت تنفيذ العملية كانت في ايصال القنابل الى اهدافها. فالصواريخ العابرة للقارات لم تكن قد اخترعت بعد، لذا، كان لابد لامريكا من قواعد عسكرية برية في دول قريبة من روسيا. ومن اجل تحقيق هذا الهدف تشكل حلف شمال الاطلسي عام 1949. وعلى الفور وضعت امريكا امام حلفائها خطة (ترويان) التي تقضي القاء 300 قنبلة نووية، و200 الف طن من القنابل العادية على 100 مدينة روسية. وذلك في ليلة عيد رأس السنة لعام 1950، اي، عندما يحتفل العالم بميلاد السيد المسيح رمز السلام والمحبة، امريكا كانت تخطط لارتكاب 300 جريمة مثل جرائم هيروشيما. ولم تحصل الخطة على الاجماع نظرا لانها تتحدث عن تدمير الاتحاد السوفيتي، ولاتتحدث عما سيحدث بعد ذلك. فاضطررت امريكا لوضع خطة جديدة اسمتها (دروب شوت)، وتنص على احتلال اراضي الاتحاد السوفيتي بالاشتراك مع قوات حلف الاطلسي. ساعة الصفر كانت ايضا في ليلة عيد رأس السنة وذلك لعام 1957، واقتضت الخطة على قصف المدن الرئيسية والمجمعات الصناعية الكبرى بالقنابل النووية، ثم احتلال الاراضي السوفيتية بشكل مباشر. كان من المفترض انزال 114 فرقة من قوات حلف شمال الاطلسي في منطقة البحر الاسود. و50 فرقة كان عليها سحق القوات السوفيتية في اوربا المركزية. واجمالا كان من المقرر ان تشارك بالحرب 250 فرقة. وقد خطط المتآمرون لتقسيم البلاد الى اربعة اقاليم، وكل اقليم الى 22 منطقة. ولكن خوف الاوربيين من الانتقام النووي الروسي الذي كان سينصب على مدنهم دفعهم لرفض المخطط الامريكي. فامريكا ارادت محاربة الروس حتى آخر جندي اوربي، فهي ستقصف المدن الروسية بالقنابل النووية انطلاقا من قواعدها في اوربا، وروسيا التي لم يكن باستطاعتها الوصول الى الاراضي الامريكية كانت ستنتقم من المدن الاوربية. وهذا كان سيؤدي الى تدمير متبادل بين روسيا واوربا فيما تبقى امريكا وانكلترا آمنتين خلف البحار. ويمكن لمن شاء الاضطلاع على هذا الموضوع بالتفصيل ان يراجع كتابنا ( «великая черкесия» – последний шаг к развалу россии)
وبعد نجاح تفكيك الاتحاد السوفيتي بدون حرب، جرى استبعاد وسيلة القوة والتدخل المباشر لتفكيك الاتحاد الروسي وبدأوا الرهان على ضرب وحدتها الوطنية من الداخل عن طريق التحريض القومي والديني. ولم يخف الامريكيون نيتهم بتفتيت الاتحاد الروسي في اي وقت. فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي في عام في عام 1991، قال الرئيس الامريكي بيل كلينتون في كلمته التي القاها امام رؤساء اركان الولايات المتحدة مايلي: ان نجاحنا بتفكيك الاتحاد السوفيتي لايعني انه لم يبق لنا مانفكر به. في روسيا، الدولة التي سلطتنا ضعيفة عليها لابد من تحقيق عدة اهداف بنفس الوقت: 1- عدم السماح للشيوعيين بالوصول للسلطة بأي شكل من الاشكال. والعمل من خلال اصدقائنا في روسيا على ان يشارك في السباق الى البرلمان الاحزاب اليسارية؛ 2- يجب الاهتمام ايضا بالانتخابات الرئاسية، الرئيس الحالي يلتسين يناسبنا بكافة المقاييس، فاذا نجحنا بابقائه لفترة رئاسية ثانية وتطهير حاشية يلتسين من كل الاشخاص الذين يعارضونا. فاذا نجحنا بذلك، سيكون امامنا في السنوات العشر القادمة تحقيق الاهداف التالية: 1-تفتيت روسيا الى دويلات صغيرة عن طريق تفجيرالحروب الاقليمية مثل التي افتعلناها في يوغوسلافيا. 2-التفتيت النهائي للصناعات الحربية الروسية والجيش الروسي. 3-اقامة انظمة موالية لنا في الجمهوريلات التي ستنفصل عن روسيا. وفي وقت لاحق من نفس العام، ادلى وزير الخارجية الامريكي جورج بيكر بتصريح قال فيه: ان مسألة بحر كاسبي بالنسبة لامريكا ليست مسألة اقتصادية فقط ، بل مسألة جيو- سياسية من الدرجة الاولى. اما وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت فقد قالت: ان الثروات الطبيعية لسيبريا والشرق الادني ليست ملكا للروس فقط، بل ملك لكل البشرية. المقصود بالبشرية هو امريكا واوربا طبعا. في عام 1997، صرحت الادارة الامريكية بان دول ماوراء القفقاس الثلاث، بالاضافة لخمس دول الاتحاد السوفيتي السابقة في اسيا المركزية تشكل بالنسبة للولايات المتحدة منطقة مصالح حيوية من الناحيتين الاقتصادية والسياسية. وفي عام 1999، وضع على جدول مهمات حلف الاطلسي بند يقضي بامكانية مشاركة قوات الحلف في اعمال حفظ الامن في اوربا بما فيها منطقة القفقاس. وكما هو موضح، فالخطة تسير بثبات نحو هدفها. بتاريخ 21 حزيران عام 2003، عقد اجتماع في محفل بيلدربيرك( احدى هيئات مايسمى بالحكومة العالمية) جرى خلاله مناقشة مشروع تفتيت الاتحاد الروسي، وطرح اقتراح بمنح امريكا المناطق الغنية بالنفط وهي: سيبريا، ياقوتيا، جيكوتكا. وفي عام 2004، نشرت على موقع المخابرات الامريكية تقارير مراكز الابحاث الشهيرة، وتنبآت المحللين السياسيين بخصوص الاحداث التي سيشهدها العالم خلال السنوات العشر القادمة. التقارير تنظر الى روسيا كمنطقة مضطربة وغير مستقرة ينعدم فيها الامان. وتتنبأ التقارير بأن الاتحاد الروسي سيتفتت خلال هذه الفترة الى 6 – 8 دول مستقلة. هذه التقارير التي تتنبأ بتفتت الاتحاد الروسي خلال عشر سنوات اعدت عام 2004 ، وبالتالي، فان موعد بدء الاضطرابات في روسيا هو عام 2014. بتاريخ 30 كانون الاول عام 2004، عرض التلفزيون التركي مقابلة بين شيوخ الجالية الشركسية في اسطنبول التي ضمت متقاعدي الضباط الشراكسة الذين خدموا في الجيش التركي مع امير حاج منصور ناتخويف (انطون سوريكوف) الذي كان يتحدث عن توقعاته خلال السنوات العشر القادمة. اي، عام 2014، حضرته عرض خطة لاحتلال المنطقة الواقعة على شمال نهر القوبان وكل ساحل البحر الاسود من بسووي وحتى ادلر. واكد كذلك ان القبرطاي سيستولون على مزدوك وبتي غورسكي. وان 50 الفا من المجاهدين الاديغة جاهزون لتنفيذ هذه المهمة عندما يتلقون الاوامر بذلك. وطلب من الشراكسة في تركيا وسوريا والاردن ان يقدموا 50 الف متطوع شركسي اضافية. وتعهد بطرد كل القازاق من المنطقة اذا لم تتدخل روسيا.
وحسب المخططات الامريكية ستقوم على اراضي القفقاس المحررة خلافة اسلامية، تتألف من دولتين احداها تقوم على اسس دينية وهي فايناخ العظمى، وتضم الشيشان والانغوش وداغستان. وتقوم على ارض شمال شرق القفقاس لتجريد روسيا من بحر كاسبي. والثانية، دولة تقوم على اسس قومية في شمال غرب القفقاس وتقوم على اراضي جمهورية اديغيا، كبردينا – بلكاريا، وقرشاي – شركيسيا، وتسمى الدولة الجديدة (شركيسيا العظمى).والهدف منها سلخ شواطئ البحر الاسود عن الاتحاد الروسي. وبالتالي، فما يحدث اليوم في اوكرايينا ليس صدفة ابدا بل، فصل جديد على طريق تفتيت الاتحاد الروسي فهل فهم بوتين اللعبة ام لا؟ ان فهم اللعبة فعليه انهاء الحرب في سوريا لصالح النظام باسرع وقت لان سوريا هي القلعة الاخيرة لروسيا ولو حدث وسقطت بيد المتطرفين فسوف يتدفق مئات الالوف من الارهابيين الى اراضيها وسوف يضطر الروس لمحاربتهم ليس في القفقاس فقط بل، في شوارع المدن الروسية الكبرى وفي مقدمتها موسكو. وانا انصح القيادة الروسية بعدم الاكتفاء بضم القرم فقط، فضم ابخازيا واسيتيا الجنوبية للاتحاد الروسي سيؤمن حدودها القفقاسية من تدفق الارهابيين عبر تركيا الى جورجيا ومنه مباشرة الى كبردينا – بلكاريا وقرشاي – شركيسيا التي تزخر اليوم بالمتطرفين القوميين والدينيين من كافة القوميات التي يقاتل شبابها اليوم في سوريا.
يتبع غدا