
مهما أظلمت ، ومهما غطى الهباء تلالك وسكنت الوحشة غاباتك ، لن يتجرأ ظالم على أن يعتقل الهواء من رئتيك .
كسب السيدة الحرة والوفية لبحر لاذقيتها وجبالها الشماء مدركة كل الإدراك أن هناك جيش يؤمن بأن الأرض السورية هي الأم الشرعية لحضارات العالم ، وهي الحضن الدافئ لهذا الجيش الرائع وهي الحاضن المخلص لكل شرفاء العالم ، لذا صرخ هذا الجيش بوجه الظلاميين المأجورين وقال كلمته بالنار والحديد ، لم يثرثر ولم ينظّر بل قال بكل ثقة لا مكان لكم ولإسلامكم الوهابي النتن في هذه الأرض الفينيقية .
صحيح حاول أن يتجرأ القتلة المأجورون على كسب ومقدساتها ، وليس خافيا على أحد أن هؤلاء القتلة لا يعرفون المعنى الحقيقي للحضارة والرقي والمدنية ، وصحيح أن تركيا العثمانية ساندت القتلة الوهابين بجيشها الإنكشاري ،وليس سرا على أن هؤلاء القتلة هم من حثالة الشعوب الإسلامية التي تدين بالوهابية الصهيونية والعثمانية المتخلفة باسم الاسلام . لكن والحقيقة تعلن نفسها والكل عارف أن سوريا بشعبها وجيشها لن تلين عزيمتها أمام مرتزقة كهؤلاء ، لذا كان الرد هذا اليوم عنيفا على المستويين السياسي والعسكري معا . فالشعب السوري يهزأ مما يحصل في الكويت ومما يقوله المهرجون العرب كملك السعودية ، وأمراء قطر والكويت الذين يلعقون أحذية الصهاينة ، هؤلاء الملوك والأمراء يدركون جيدا أن الفارق الحضاري بين الشعب السوري المتمثل في بلاد الفينيق والمعتز بشامه التي لم يلوي يدها عتاة الغادرين والمحتلين عبر التاريخ ، وبين الشعوب الجاهلة والتي تفتخر بجهلها في شبه جزيرة الأعراب ،ومدركين أيضا أن شعوب شبه الجزيرة العربية يشعرون بالدونية الحضارية والثقافية أمام الشعوب السورية المتحضرة من قبل الميلاد 3600 عام حتى الآن ، لذا كانت هذه الهجمة لكسر البنى الحضارية ، ولكن هيهات عندما تكون الحرب بين الجهل والحضارة ، والشاهد يشهد بأن وخلال ثلاث سنوات لم تلين شكيمة هذا الشعب العظيم لأنه من صلب الفينيق ولن يسلم راية الحضارة للتخلف الوهابي والعثماني الإنكشاري وسينتصر بلا ريب . أما الجيش السوري البطل الذي يحمي شعبنا ويدافع عن حضارته ، هاهو الآن وبكل ثقة يدك معاقل التخلف وأذناب الصهاينة الاسلامويين الذين يسيرون وراء ركب امراء الصحراء ووراء عفونة التخلف الانكشاري ، هاهو وبعد ثلاث سنوات من مقارعة هؤلاء ومن ورائهم الامريكان والصهاينة نرى جيشنا البطل يزداد تألقا ويسجل ملاحم البطولة في كسب كي يحمي ساحلنا الجميل ، كما سجل ملاحم الانتصارات في جبال القلمون وسهول حلب وحوران وحمص ، فأي جيش في هذا العالم غير جيشنا السوري البطل يستطيع أن يصمد هذا الصمود لولا أن هناك بنية حضارية تغار منها شعوب الأرض وحكامها معا ، هذا هو الشعب الذي يتكون منه هذا الجيش ، هذا الجيش الذي ارتقى وتعالى عن الطائفية والمذهبية والإثنية والعرقية وغدا رغم هذا التعدد جيشا قويا لسوريا أم الشعوب .
ابشري يا امرأة من غار ، ابشري يا كسب ، ابشري يا امرأة تستحم بماء المتوسط وسط هذا الحريق وتزداد ألقا وجمالا واعلمي أن قلوب كل السورين معك يا سيدة الهواء العليل ويا جارة البحر الرائعة ، هاهم جنود جيشنا ينظفون جسدك من قرّاد الوهابية الاسلاموي ، ومن زنخ الانكشاري العثماني ويرفعون رأسك عاليا نحو جبال لاذقيتك وسهول حورانك … سلاما إليك يا كسب .. سلاما لسيدة الغار والقرنفل التي تضع أقدامها في البحر ويشمخ رأسها نحو الله بكل اعتزاز سلاما يا كسب .