نضال عيسى \ لبنان
تعود اللبنانيون على مشهدية الخلافات السياسية التي تصل لدرجة الإنقسام العامودي بين مؤيد ومعارض لأي شيئ وتبدأ المنابر الإعلامية ومحطات التلفزة بأستقبال أبطال الكلام من الطرفين ليخوضوا الحرب الإعلامية مستخدمين شتى انواع الأتهامات والشتائم والتخوين وفي نهاية المطاف يسيرون في نفس القرار ويتفقوا عليه ويصوتون ولكن بعد أن يكونوا قد استنفذوا كل طاقاتهم الإبداعية في الكذب والشتائم وتجييش الشعب.
فلماذا تقومون بذلك وأنتم تعلمون بأنكم سوف تتراجعون وسوف تتفقون على ما كنتم عليه مختلفون
اختلفتم على كل شيئ وعدتم واتفقتكم على كل شيئ وأخرها الموازنة وبعد ذلك انتخاب رئيس للجمهورية فلماذا تضيعون الوقت وتأخذون البلاد إلى مزيد من الأنهيار بسبب هذه الأختلافات اتفقوا قبل هذه المسرحيات فالبنان لم يعد يحتمل تهريجكم
وشاهدوا حال المواطنين الذين يهربون من جحيم وطنهم مخاطرين بأرواحهم علهم يحظون بعيش كريم، العالم كله يتكلم عن الهجرة الغير شرعية واخر نكباتها المركب الذي انطلق من الشمال وغرق في المياه السورية على شاطئ طرطوس وهو يحمل العشرات من المواطنين اللبنانيين والسوريين والفلسطينين، لم نسمع بيان استنكار واحد من الدولة اللبنانية ولم يعلن الحداد؟؟ وتنكيس الاعلام على سقوط عشرات الضحايا ام بهذا أيضا تتعاطون على اساس
(ناس بسمن وناس بزيت)
أننا نعيش في لبنان مشهدية الموت والسياسة في دولة أثبتت فشلها في معالجة اي ملف فكيف ستواجهون الملفات المصيرية التي من الممكن أنقاذ لبنان من ازمته الإقتصادية مثل ملف ترسيم الحدود البحرية وتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والخروج من الأزمة الرئاسية التي بدأت بوادرها تؤكد بأننا سوف ندخل في فراغ رئاسي وازمة دستورية من خلال ما سوف يقوم به رئيس الجمهورية قبل انتهاء ولايته بتشكل حكومة امر واقع التي حتما” ستنعكس على الجميع سلبا ،وما اجتماع دار الفتوى امس إلا دليل على محاولة ترتيب البيت السني لدرجة كبيرة حتى لا نقول كليا والثنائي الشيعي متفق فيما بينه يبقى الطائفة المسيحية التي يتنافس فيها أكثر من مرشح وهي منقسمة على بعضها ولا يستطيع أحد جمع ما فرقته السياسة
ويبقى المواطن الذي لا حول له ولا قوة ينتظر الفرج من رب العالمين فقط لأنه فقد الأمل بالسياسين وأصبح متأكد بأنه يعيش في مشهدية الموت والسياسة في دولة فاشلة
نضال عيسى