قراءة متميزة للدكتور محمد مسعود حملت عنوان :
أنتربولوجية الصورة في قصيدة( التائهون بين القلب والنار)
للشاعر والأديب الأستاذ محمد عبد العزيز شميس(التائهون بين القلب والثار
……………………….
قال:-
ما تقولوا فيما اقول؟
قلنا:-
وما تقول:-!!!!!
ربما طوحت اللسان
وكتير من الإفتتنان ساقط مرذول
مكتوب فى الوثيقة أن ماكتب باليد الجميلة
ممثلون من غير اعناق
وأن الالهة الخالدين حققت ما جاء فى نبوءتها
وأن القلادة والقناع كانا يحملان الموت
والايدى ممسكة رداء الرسول
ونقول:-
فيما تقول عند مذابح الهتنا
فى وطن قديم لنا
ذبابة ماشية درجات الجنون
انهمرت دموعها
حزنها
عارها
ترحالها الطويل
فكثيرا ما قتل الرجال اصدقائهم جهلا
لتقول:-
أيها التائهون بين القلب والثار
(لو علم الناس كيف انت لهم ماتواإذا المت اجمعهم)
صرخ ادم المدفون
ثيابى وشخصى كليهما يشيان بى
فى ظل من الاكواخ والحفر
قولنا:-
يا الهة العالم السفلى فات الاون ان تطيع الاحياء
انسانك العملاق
مد العينين عبئا من الظلماء
منعهما .ربطهما
استسلم لليد الميت
ذئب يقطع الاحشاء
فأول الافكار اصدقها
اذا قتلتهم اعداء
والنساء الباكيات تحت الاسوار
يقرعن ابواب المطر
تستنزل ارباب القصاص
من ..على مواطىء المدينة
والجرأة والخلاص
تكتدح وضع رجلين عاريتين بالهواء
عند قدميها تنهضون)
إنّنا أمام شاعرٍ فيلسوف له تأمّلات مبدعة تلقي نظرة جديدة على تراثٍ لحق به ظلم كبير من جرّاء روايةٍ أحاديّة الجانب ، قدّمته وكأنّه جسدٌ محنّط ، وهذا ما نلحظه منذ البداية من خلال الأفعال ( قال – تقولون – أقول – قلنا – نقول). فالقضية قضية قولٍ فقط وهذا القول ربما جانب الصواب في قسمٍ كبيرٍ منه.
وتفوّقُ الحاضر على الماضي في هذه الأفعال، لكنّ هذه الفلسفة التي تلحّ على الشاعر في إظهار مكنونات خاصّةٍ قد تكون محرّمةً لولا هذا البوح المنساب شاعريّة تمازجت وتماهت مع هذه الفلسفة، وهذا ما كان مكتوباً في الوثيقة والممثلون هم الذين أدّوا المهمّة لكنّهم دفعوا ثمناً باهظاً.
فالمتلقي ظُلمَ هو الآخر لأنّه لم يزود بمفاتيح الأبواب الموصدة ولا بقبس النور الكافي لتلّمّس الطريق وتحديد الاتجاه.
ضروريّة إذن تلك التأملات المبدعة لردم هوّة كادت تكرّس بين زمنين: تاريخ ثقافةٍ، وحاضرها. ضروريّة لفصل المتناقضات وفضّ الاشتباك الأزليّ لكنّها تحقيق لنبوءة الآلهة ، وهل يجوز ألاّ تتحقق؟! ، . وهل يتحقق فض الاشتباك بالإمساء برداء الرسول من كلّ طرف ، والسؤال الأهمّ: أين الحقيقة؟!!! من على حقّ ومن على باطل ، وهل يكون الجهل مبرراً لارتكاب الخطايا والأخطاء؟! . لا . وهنا يبرز التمرّد في ذات الشاعر نابشاً أصل الخطيئة القديم من زمن آدم، وهذا التمرّد يقود إلى صراعٍ من جديد فيستحضر القاتل والضحيّة، الخير والشرّ،الموت والحياة، وكلّ الثنائيّات المتضادة التي تأبى أن تفترق.
ما السرّ يا ترى؟!. هل تمّ تحوير القضايا وتحويلها جهلاً أم هم عالمون؟! يبقى هو السؤال.
فأدوات المعرفة والاطلاع على مجمل نتاجات العلوم أتاحت لشاعرنا حسن التنقيب، ودقّة الاكتشاف ، وإعادة الإنتاج، ثم الإبداع.
وأقول له أخيراً:
يا من يبوح بسرّ الكون لم تبحِ مزجت دمع الحزن فيك والفرحِ
جعلت سرّك يبكي في جوارحنا وخفـت أن ينطق النّوح فلم تنـحِ