عمر عناز يتأهل إلى المرحلة الثانية بعد أن منحته لجنة التحكيم 47 درجة، فيما بقي كل من إياد الحكمي وهندة بنت حسين ومرام النسر بانتظار تصويت الجمهور.
أفياء أمين شاعرة أخرى في الطريق إلى اللقب
أبوظبي- مساء الثلاثاء 21 مارس الجاري، كان جمهور الشعر العربي على موعد مع الحلقة الخامسة من برنامج “أمير الشعراء” في موسمه السابع، وهي الحلقة الأخيرة من المرحلة الأولى من المسابقة الشعرية، التي تنتجها لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي.
بداية الحلقة الخامسة من “أمير الشعراء”، التي تشهد الإعلان عن المتأهلين من خلال التصويت عن الحلقة الماضية، لم تكن كما يشتهي الشاعر المغربي نوفل السعيدي، الذي لم يمكّنه التصويت من الانتقال إلى المرحلة الثانية من المسابقة، حيث حصل على أقل درجات التصويت، فيما استطاعت الشاعرة أفياء أمين من العراق الحصول على 75 بالمئة، بينما انتقلت إباء الخطيب من سوريا إلى المرحلة التالية بـ52 بالمئة، لتنضما إلى مجموعة الشعراء الذين تأهلوا إلى المرحلة الثانية من “أمير الشعراء” خلال الحلقات الأربع الماضية.
المقدمان نادين الأسعد ومحمد الجنيبي، وبعد أن هنآ الأمهات بعيدهن، والشعراء بيوم الشعر العالمي، أعلنا عن أسماء الشعراء المشاركين في أمسية الحلقة الخامسة. وكان استهلال أمسية الحلقة مع الشاعرة السورية مرام النسر التي ألقت قصيدتها “سحرٌ عانقَ الأبَدَا”، وهي الأصغر سنا بين المشاركين في البرنامج، وقد اعتبرت اللجنة قصيدة النسر نصا بسيطا رغم عدم خلوه من الذكاء الممتزج باللغة الوجدانية. ودعتها اللجنة إلى البحث عن عوالم أكثر خصوصية في نصها الذي تضمن عدة لمحات جمالية.
ثاني شعراء الحلقة كان الشاعر السعودي إياد الحكمي الذي ألقى قصيدته “عَيْنَانِ فِي عَتْمَةِ الدَّم”، وترسم القصيدة فضاءً على حافة الأسطورة، يعبر عن الجريمة الأولى، ويرسم الواقعة، ويصور تعاليم السماء. وقد اعتبرته اللجنة شاعرا ماكرا، في مزجه بين الفكرة والتأمل في بناء محكم، ولغة مشحونة برؤية عميقة لدى الشاعر، الذي قدّم، كما تقول اللجنة، قصيدة كبيرة بما فيها من تباين وسيميائية تمزج بين الحزن والقسوة.
كما كان جمهور الشعر على موعد مع الشاعرة التونسية هندة بنت حسين ثالث شعراء الأمسية الختامية من المرحلة الأولى التي ألقت قصيدتها “هواءٌ مريميٌّ إلى رئةِ العالم” التي تمجد التسامح بين الأديان السماوية، واعتبرتها اللجنة قصيدة غنائية تعود إلى ذات الشاعرة، فيها نزعة صوفية، وترمز إلى البحث عن الذات. حيث توغل الشاعرة في نسج لغتها بطريقة بديعة، وتوظف قصة مريم بشكل بالغ الرهافة، فيما كانت تصوراتها مثالية منقوعة في الشعر.
الشاعر العراقي عمر عناز كان آخر شعراء الحلقة الخامسة، وقد قرأ قصيدة اعتبرتها اللجنة خلطة شعرية حارقة وبديعة، صاغها الشاعر كأنثى على هواه. كما أشادت بالجمالية اللغوية والتصويرية، في انزياحات بديعة رسم بها عناز معاني قصيدته.
بعد القراءات الشعرية قدمت لجنة تحكيم البرنامج، المتكونة من النقاد صلاح فضل وعبدالملك مرتاض وعلي بن تميم، درجاتها لكل شاعر، حيث أهلت الشاعر عمر عناز إلى المرحلة الثانية بـ47 درجة، فيما بقي بانتظار تصويت الجمهور حتى الحلقة القادمة كل من إياد الحكمي الذي حصل على 44 درجة، وهندة بنت حسين التي منحتها اللجنة 42 درجة، ومرام النسر التي حصلت على 39 درجة.
ليلة مليئة بالشعر عاشها جمهور مسرح شاطئ الراحة، حفلت بمراوحات شعرية بين قصائد فصيحة ونبطية ومغناة، ومجاراة الشعراء للشاعرين الراحلين نزار قباني ومحمد مهدي الجواهري، إلى جانب مجاراة بين النبطي والفصيح، وكل ذلك جاء مترجماً بلغة الصم والبكم.