حمص : أندريه ديب
كانت سورية من أوائل الدول التي يتم الطلب السياحي عليها وذلك لما كانت تشهده من توفر للأمان حيث كانت من بين أكثر ثلاث دول أمانا في العالم , وأيضا هناك الكثير من العوامل الأساسية المؤثرة في الطلب والجذب السياحي إلى سورية ومنها المناخ المعتدل الذي تتمتع به وتنوع البيئة السورية الطبيعية حيث تمتلك سورية تنوعا في بيئتها ففيها الساحل من طرطوس الى اللاذقية وفيها البادية والصحراء وفي تضاريسها الجبال الخضراء والغابات والمرتفعات والعديد من الأوابد الأثرية التي تمتد لحضارات عديدة يمتد بعضها ل 7000 عام قبل الميلاد كما تحتوي في مضمونها اهم المزارات والأماكن الدينية , وقد شهدت سورية تطورا ملحوظا في الطلب السياحي عليها وكان أوجها عام 2010 حيث تجاوز عدد السياح العرب والأجانب 8,5 مليون سائح حسب إحصائيات وزارة السياحة , وكان من المتوقع وصول عدد السياح إلى أكثر من هذا الرقم بكثير عام 2012 , إلى ان أتت الاحداث الاخيرة والحرب الدولية التي شنت على سورية حيث أدت إلى توقف الحركة السياحية الخارجية واقتصرت الأمور على السياحة الداخلية في بعض المدن السورية وخصوصا الساحلية , وقد تعرض قطاع السياحة في سورية إلى خسائر كبيرة فقد كان الاعتماد الأكبر على السياح العرب ولكن كل شيء تغير بسبب ما تعرضت له سورية من حرب هوجاء عالمية بدأت أواصرها عام 2011, والآن وبعد حالة التعافي التي تشهدها سورية منذ بداية العام 2018 بدأ يزداد الطلب السياحي إليها وخصوصا السياحة الدينية حيث وصل عدد زوار السياحة الدينية 160 الف زائر حسب إحصائيات وزارة السياحة , ومن المتوقع الانفراج الكبير في عام 2019 بعد فتح عددا من الدول لسفاراتهم في دمشق وهذا الانفراج المتوقع بالطلب السياحي إلى سورية يجب ان يقابل بخدمات سياحية لتلبية حاجة السوق من الطلب السياحي المتوقع , ففي مدينة حمص مثلا يوجد ثلاثة فنادق فقط لاستقبال الزوار بعد خروج عدد من الفنادق عن الخدمة بسبب ما شهدته حمص من دمار أثناء الحرب التي شنت عليها لذلك لابد من إعادة النظر في الدراسة التسويقية للسوق السياحية لتلبية احتياجات السوق المتوقعة كما يجب مراعاة تفاوت القيمة الشرائية لكل شريحة من السياح لذلك لابد من وجود عدة منشآت من تصنيفات نجمية مختلفة حيث أن الطلب السياحي يرتكز على عدة عوامل منها الاستقرار الأمني ومدى غنى وتنوع العرض السياحي والبنية التحتية والفوقية التي تدعم قطاع السياحة بالإضافة إلى مدى تطور حركة السياحة الداخلية , وهنا يأتي دور مديرية السياحية واتحاد غرف السياحة للبدء بدراسة السوق السياحية في حمص ووضع الخطط اللازمة لإعادة تأهيل المنشآت السياحية المتضررة وأيضا وضع خطة تسويقية لتشجيع وجذب السياح إلى مدينة حمص وخصوصا أن المدينة أضحت تمتلك العديد من عوامل الجذب السياحي بعد إعادة تأهيل وترميم أسواقها القديمة وترميم عددا من الاماكن المقدسة ككنيسة ام الزنار وجامع النوري الكبير وعودة أشهر شوارعها للعمل والحركة التجارية إليه وهو شارع الدبلان
ومن مقومات الجذب السياحي لحمص هو ما تتمتع به من شهرة واسعة بالروح الفكاهية لأهلها التي تجذب السائح
أخيرا لا بد من تضافر الجهود الحكومية والشعبية والنقابية من اجل وضع الخطط اللازمة لتكوين الصورة الجيدة عن مدينة حمص لعودة الجذب السياحي إليها بشكل أكبر .