بينما كنت اتصفح بعض المقالات على الشبكة العنكبوتية الرهيبه استوقفتني عبارة تقول:
(ان موت الشعر متلازم مع نهاية عصر الفلسفه)
في البداية استنكرت عبارة موت لانني أؤمن بالاثنين معا وبترابطهما ولا اتصور المجتمعات المشرقه من دونهما
ولكن حين ابحرت وتبحرت ادركت ما يحيق بنا وبهما من اخطار من خلال هذا التراكم الكمّي الهائل من المعلومات الذي تم اغداقه من خلال هذه الشبكه ووسائل التواصل الحديثه التي مكنت الجميع من الكتابه والنشر بشكل بركاني كثيف وهنا مكمن الخطر إذ انه من المستحيل الوقوف على كل ما يبث من علوم ومعارف وفنون وآداب
كما انه من المستحيل استنباط اهمها وافضلها واكثرها دقة والاحاقة بمجملها او جلها
آذا فالبشرية فعلا امام خطر محدق ناتج عن هذا الانفجار المعرفي اللامنضبط والغير منظم وهذا الخطر يقع في الدرجة الاولى على الاداب والفنون التي في طليعتها الفلسفه والشعر اللذين ارتبطا بوحدة المصير برغم العداء بين منتجيهما
كما ان هذا التضخم المعرفي افقدنا لذة اجتياف المعرفه وحسن اختيار مفردات الفكر الانساني مما جعل المرء اقل سعادة عما قبل واقل استفادة من ذلك الكم المعرفي الهائل
ولهذا اطلق الفيلسوف كيركغور صيحته الشهيره
ان الرغبه في المعرفه قد انستنا معنى الوجود
كما ان توغل الناتج العلمي في مفردات الحياة للافراد والمجتمعات هذا الناتج الذي تتحكم به طبقة من الساسه ينتمي بعضها احيانا لمساكب غير اخلاقيه مما اشاع الفساد و الحروب والدمار والقتل حيث نتج عن التقدم العلمي بادوات القتل ما اضعاف ما قدمته العلوم الانسانيه في خدمة الافراد والمجتمعات ففي كل عام تقتل الحروب وتدمر ما لايمكن انجازه في عشرات الاعوام
وحيث ان الفلسفه والشعرهما المحرك الاساسي في انتاج المجتمعات الانسانيه ذات النقاء الفكري والاخلاقي ف[ن انهيارهما هو انهيار للمجتمع بحد ذاته وسقوط للامم وانحدار للشعوب
يتبع …………………..
بقلم عبدالله سليط الكويت في 5/11/2019