حَلُمَ أردوغان بالسلطنة العثمانية , فخَسِرَ حلمه , ومعاركه , وجاء بوتن لينزلهِ عن الشجرةِ
هم أردوغان الأكبر , كيف سيتخلص من مكب ادلب الارهابي , بعد أن انتهى استثماره فيهم
سيضطر أردوغان مرغماً للحـــــوار مع سورية , بشأن الارهابيين , و(قسد) , وأمن الحدود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اتخذ أردوغان قرارين صائبين , في مرحلة الإعداد ( للربيع العربي ) ألا وهما :
ـــ تزعمه لحزب الاخوان المسلمين .
ـــ التوجه شرقاً .
استند أردوغان في اتخاذ هذين القرارين , على قراءته الصحيحة للواقع العربي الراكد , في مرحلة ما قبل التحضير لحروب ( الربيع العربي ) , الذي كان يشي بسيطرة الفكر الديني الإخواني الظلامي , على الواقع العربي الاجتماعي ــ الثقافي .
وراح أردوغان يتهيأ نفسياً , وعملياً , ليكون السلطان العثماني المرتقب , وجاء حلمه متوافقاً , مع المسعى الأمريكي لتهديم الأنظمة القائمة , وتنصيب حزب الإخوان المسلمين على سدة الحكم في الدول العربية , الحزب الذي يطالب بإعادة السلطنة العثمانية إلى قيادة العالم الاسلامي , من هذا الواقع دفع أردوغان للتصريح , بأنه سيعلن اعادة السلطنة العثمانية من جامع بني أمية الكبير في دمشق .
لذلك شارك بكل طاقاته في حرب الربيع العربي على سورية , حيث صدَّرَ / 31 / ألف ارهابي تركي , وأدخل عشرات الآلاف من كل البلدان إلى سورية , وراح يستثمر فيهم في أكثر من دولة .
ولكن ظروف الحرب بالرغم من ويلاتها على الشعب العربي في سورية , انقلبت على الساحر أردوغان وكل حلفائه .
حيث خسر حزب الإخوان المسلمين جميع مواقعه الوصائية السياسية , والاجتماعية , في المنطقة العربية , كما بدأ المجتمع التركي يتنكر لهذا الاتجاه ويعود إلى علمانيته المغدورة , لذلك كان أردوغان ملزماً :
ـــ بعد أن غاب زمن الاخوان المسلمين مع أفول الزمن الأمريكي , وخاب حلم أردوغان بالسلطنة , سيجد أردوغان نفسه مضطراً للانسحاب التدريجي من تحت عباءة الإخوان المسلمين , الذي سيستكمل تنكره قبل الانتخابات التركية القادمة , أو سيكون سقوطه مدوياً هو وحزبه من قبل المجتمع التركي , الذي بدأ يكتشف الوهدة التي وضعه فيها أردوغان وحزبه .
ـــ وبعد أن انتهى استثماره في ارهابيي مكب ادلب , حيث أرسل /7000 / ارهابي إلى ليبيا , هم الآن في واقع مرير , حيث تقطعت بهم السبل , ومثلهم في أزربيجان , وبفقده فرص استثمارهم , تكون قد انسدت أمامه السبل , وباتوا عبئاً ثقيلاً على كاهله , بل تحولوا إلى كابوس يؤرقه , وبخاصة بعد أن فقدوا حاضنتهم التركية , لذلك جاء بوتن ليساعده على النزول عن الشجرة التي صعدها .
ـــ كيف سيتعامل أردوغان مع الانفصاليين الأكراد , هذا الأمران سيدفع أردوغان بحكم الضرورة , إلى التعاون المباشر مع سورية لحل هذه المعضلة , لأن مصلحة الدولتين في هذه التفريعة أقرب للتوافق , فلسورية مصلحة في تأديب , وتحجيم , الانفصاليين الأكراد , ولتركيا مصلحة في هذا وأكبر .
وأنا أثق أن روسيا ستكون الوسيط , أو يجب أن تكون مخولة بالبحث مع سورية , وتركيا , لإيجاد حلول للانفصاليين الأكراد الأيتام , بعد الانسحاب الأمريكي المؤكد .
ـــ التعامل مع ملايين السوريين الذين شجعتهم تركيا على الهجرة إليها , لاستخدامهم كأدوات ضغط ضد سورية , والذي بات المجتمع التركي يضيق بهم ذرعاً , وعبر عن ذلك بكثير من الاعتداءات عليهم .
كل هذه الأعباء الثقيلة , وغيرها , التي يحملها أردوغان في جعبته , سيضعها كلها على الطاولة , أمام الرئيس بوتن , مع بعض التوريات التي لا تُظهره بمظهر المهزوم , لأن (روسيا بوتن) وحدها القادرة , على انتشال أردوغان من المطبات التي تورط بها , ولا مغيث له إلا [ بوتن ] .
لذلك ثلاثة مسائل ملحة تتعلق بسورية سيجدون لها حلاً :
ـــ تسليم الطريق الاستراتيجي / M4 / الذي يربط حلب باللاذقية إلى سورية .
ـــ الاتفاق على صيغة للتعامل مع الانفصاليين الأكراد , بعد الانسحاب الأمريكي المؤكد .
ـــ تعهد أردوغان مجدداً بتنفيذ مهمة عزل الارهابيين , عن القوى الارهابية , التي يعتبرها أردوغان غير ارهابية في ادلب .