كشفت صحيفة لاكروا الفرنسية عن الأسباب التي تدفع بالعديد من الشباب التونسي إلى الانضمام إلى تنظيم داعش، والعوامل التي تدفعهم إلى الذهاب إلى سوريا والعراق من أجل المشاركة في القتال، أوردت فيه شهادات من أقرباء بعض الشباب الذين تورطوا في هذه الظاهرة، والذين أكدوا أن عددا منهم قد قضوا فترة في السجن، وتعرضوا إلى سوء المعاملة من قبل الشرطة، ما دفعهم إلى الالتحاق بهذه الجماعات التي تصور لهم أن في محاربة الدولة انتصارا للدين، مشيرة إلى أن للمشكلات الاجتماعية وانتشار البطالة وضعف المقدرة المالية دورا هاما في انتشار هذه الظاهرة.
وقالت الصحيفة الفرنسية إن صورة مغني الراب التونسي "إمينو" التي تتناقلها مواقع التواصل الاجتماعي، والابتسامة العريضة تعلو محياه والسلاح في يده، فاجأت الجميع، باعتبار أن الشاب كان معروفا بكتابة أغاني حول تعطي المخدرات، ومشهورا بمتاعبه المتواصلة مع الشرطة.
ولكنها نقلت عن صديقه المغني "دي جي كوستا"، أن حالة التطرف التي وصل إليها "إمينوا" يمكن إرجاعها إلى المدة التي قضاها في السجن، حيث تمت معاملته بشكل سيئ، ما جعله يدخل في حالة من الصدمة تحوله إلى هدف سهل للمُجَنِّدين الذين أقنعوه أن "رجال الشرطة كفار ويجب محاربتهم".
كما أفادت الصحيفة أن أعلى نسبة للمقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم الدولة تعود للتونسيين، حيث صدّرت تونس ما يقارب ثلاثة آلاف مقاتل، من خلفيات اجتماعية مختلفة وذوي اهتمامات متنوعة، كلهم يعدون رحلتهم نحو "الجهاد" عملا بطوليا. وأوضحت أن الأمثلة عديدة، حيث ذكرت، على سبيل العد لا الحصر، ما حصل للاعب نادي النجم الساحلي المحترف نضال السالمي، الذي اتجه نحو سوريا بصحبة أخيه الذي لاقى حتفه. حسب ما نقله عنها "عربي 21"
وأشارت أيضا إلى أن الإحساس بانعدام الأمل واسوداد المستقبل متفش في صفوف الشباب الذي يتعاطى الرياضة، حيث صرح أحد لاعبي بنك الاحتياط في الفريق ذاته أن الطريق أمام الشباب التونسي مسدودة، والحظ لم يوات سوى عدد قليل من بينهم، "فما الذي يمنعهم من الذهاب إلى ليبيا أو سوريا؟"
كما نقلت إفادة الصحبي الحداجي، وهو لاعب كرة وصديق طفولة نضال السالمي، الذي قال إن الشاب التونسي الذي لا يمتلك وساطات لا مستقبل له، وأكد أن الحديث عن ثورة الشباب في تونس أصبحت مجرد سراب، باعتبار أن هؤلاء الشباب لم ينتفعوا من الثورة بشيء.
وأشارت إلى أن ثامر مكي، الصحفي المختص في الثقافات الصاعدة، يعتقد أن هناك إحساسا بالقلق الوجودي بصدد التفشي في صفوف الشباب التونسي، بسبب حالة البطالة وعدم تمثيلهم في المؤسسات الرسمية، وأنه بالرغم من محاولة البعض إيجاد حلول مثل تأسيس جمعيات والقيام بمبادرات، فإنه قليلا ما تكلل جهودهم بالنجاح.