سلاب نيوز
سوريا تعد أقدم المناطق المأهولة بالسكان، حيث اكتشف فيها هياكل عظمية بشرية تعود إلى مئة ألف عام. كما عثر على السراميك والأدوات الخام القديمة وأول أبجدية وأول نوتة موسيقية، كما أبحرت من سواحلها السفن الفينيقية لتنقل معها حضارتها وثقافتها إلى مختلف المناطق، وشهدت أيضاً أهم خطوة في تطوير الزراعة وتدجين الحيوانات. إن الحضارة السورية القديمة قدمت العديد من الإسهامات سوف نذكر هنا القليل منها.
أول أبجدية
قدمت سورية أعظم إرث للعالم، وهي الأبجدية التي طورها الفينيقيون خلال الألفية الثانية قبل الميلاد، وتأثر بها بشكل كبير الآراميون والإغريق. وتعود معظم أو جميع النصوص الأبجدية المستخدمة في جميع أنحاء العالم إلى تلك الأبجدية البدائية.
اكتشف في أوغاريت في القصر الملكي عام 1948 أول أبجدية في العالم، والتي تتلخص بجعل لكل صوت ساكن إشارة خاصة فيه يدعى الحرف، وتتألف من 29 حرفاً محفوراً على رقم فخاري، طوله 5.5 سم وعرضه 1.3 سم، موجود في متحف دمشق الوطني.
أول نوتة موسيقية
في أوغاريت أيضاً، عثر على أقدم نوتة موسيقية معروفة في العالم مصنوعة من رقيم من الطين، يعود تاريخه إلى 1400 عام قبل الميلاد، يحتوي على أربعة أبيات مكتوب باللغة الحورية، وهذه النوتة هي السلم الموسيقي لنشيد موجه إلى الآلهة نيكال زوجة إله القمر.
في عام 1979 حاول مجموعة من العلماء التدوين الموسيقي لهذا الرقيم، ومن بينهم الباحث السوري راؤول فيتالي، حيث قام بفك رموزها وعزفها على البيانو زميله زياد عجان، كما استطاع الموسيقار السوري مالك جندلي إعادة توزيعها وتحويلها إلى عمل موسيقي، أطلق عليها اسم أصداء من أوغاريت.
أقدم قصة خيال علمي
هنا سوف ننتقل إلى القرون الميلادية بين عامي 200 إلى 300 تقريباً، حيث يعتقد أن أول رواية كتبت في إطار الخيال العلمي بعيداً عن الملاحم الشعرية القديمة تعود للمؤلف السوري اليوناني لوقيانوس، وهي رواية من القرن الثاني تتحدث عن مسافر قام بالانتقال عن طريق خرطوم الماء إلى القمر، حيث أنه يصادف مجتمعات غريبة وأشكال حياة غريبة، ويتحدث أيضاً عن الحرب بين الكواكب واتصال سكان الأرض بالكواكب الأخرى.
السفن الفينيقية
الفينيقيون كانوا سادة التجارة البحرية، فمن أوغاريت، أبحرَت السفن إلى قرطاجة وإلى العالم كله، ناشرة الحضارة في كل أصقاع البلاد. حيث تعد الحضارة الفينيقية أول من برع في صنع السفن التي كانت تستخدم في تنقلاتهم وتجارتهم.
تعود بناء تلك السفن تقريباً بين عامي 1200 و800 قبل الميلاد، وكانت تتميز بوجود رأس حصان على مقدمة السفينة. يقول المؤرخ اليوناني هيرودوت، أن الفينيقيون قاموا بأول رحلة بحرية حول إفريقيا في عام 600 قبل الميلاد.
حفر وجه إنسان
عثر في منطقة الجرف الأحمر في حلب على أقدم حفر لوجه إنسان على حجر، يقدر تاريخه 9000 عام قبل الميلاد، وهو موجود في المتحف الوطني بدمشق، تنسب إلى العصر الحجري الحديث أو النيوليت ما قبل الفخاري.
طحن القمح
من المعروف أن القمح هو من أهم المزروعات في العصور القديمة والحديثة، وكان يستخدم الإنسان منذ القدم أدوات عديدة لطحن القمح. عثر في موقع أبو هريرة في الرقة جرن مصنوع من حجر البازلت، وهذا الجرن كان يستعمل في طحن القمح، ويقدر أن تاريخه يعود إلى 7000 عام قبل الميلاد، وهو الآن موجود في متحف حلب الوطني.
أول قالب صب للسبائك البرونزية
في منطقة ابن هاني التي تقع في مدينة اللاذقية وجد قالب حجري كان يستخدم لصب السبائك المعدنية، وكانت السفن تنقل هذه السبائك في البحر المتوسط، وتباع في الموانئ والمراكز التجارية المنتشرة على الأطراف. وكان هذا الحجر على شكل بلاطة حجرية ضخمة مثبتة في الأرض، حفر على سطحها شكل صنع السبيكة، وهو الآن موجود في متحف اللاذقية.
صناعة الزجاج
إن تاريخ صناعة الزجاج غير معروف على وجه التحديد، ويقترح المؤرخ اليوناني القديم بليني أن أول من صنع الزجاج الحقيقي هم الفينيقيين حوالي 5000 عام قبل الميلاد، لكن وفقاً للأدلة الأثرية فإن أول رجل صنع الزجاج كان في بلاد ما بين الرافدين ومصر قبل 3500 عام قبل الميلاد.
أقدم وعاء
تطورت الزراعة في مناطق الهلال الخصيب منذ حوالي 10 آلاف عام قبل الميلاد، وظهرت عدة أدوات بدائية وأوعية كانت تصنع من الحجر، وإن أقدم وعاء عثر عليه في منطقة تل الجرف الأحمر في سوريا يعود تاريخ صنعه إلى 9000 عام قبل الميلاد، مصنوع من حجر الكلوريت أبعاده 12 سم 9 سم، موجود في المتحف الوطني بدمشق.
الشفرات والأدوات الحادة
في أوائل العصر البرونزي قبل نحو 5300 إلى 3100 سنة، كانت الشفرات والأدوات الحادة تصنع من حجر الصوان والزجاج البركاني الأسود، وبقيت تلك الأدوات مهمة لسكان تلك الحقبة على الرغم من ظهور الأدوات المعدنية.
في تل موزان الواقع على الحدود التركية والعراقية الآن، عثر على العديد من الأدوات المصنوعة من الزجاج البركاني، ويعتقد علماء الآثار أن منشأ تلك الأدوات الحادة التي كانت تستخدم في سوريا منذ ما يقارب 4200 عام، هو من براكين على بعد 200 كيلو متر في جنوب شرق تركيا الآن.