قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن "تنظيم الدولة" ليس الوحيد الذي قام بعمليات نهب للآثار السورية، لافتةً إلى أن المناطق التي تقع تحت سيطرة ما يسمى بـ"المعارضة السورية المعتدلة" هي الأخرى تعرّضت للسلب، في حين تؤكد أن المناطق التي تقع تحت سيطرة الوحدات الكردية كانت أيضًا عرضةً للنهب والسرقة.
وتنقل الصحيفة عن جيسي ساسنا، الأستاذ المشارك في جامعة دارتموث، أنه بالرجوع إلى الصور المحفوظة التي تبثها الأقمار الصناعية، تم دراسة نحو 1300 موقع أثري في سوريا، وإن ما وجدوه كان مدهشاً، ففي الوقت الذي كان يعتقد أن "تنظيم الدولة" هو من يقوم بأكبر عملية سرقة للآثار السورية، "تبيّن أن المناطق التي تسيطر عليها "المعارضة" هي الأكثر عرضة لسرقة الآثار".
وتابع ساسنا قائلًا: "لقد تركز اهتمام معظم وسائل الإعلام على مناظر تدمير الآثار التي بثّها تنظيم "الدولة" على الإنترنت، وأدّى إلى سوء فهم واسع النطاق بأن التنظيم هو المتهم الوحيد بعملية سرقة وتهريب الآثار السورية".
ووفقاً للدراسة فإن "21.4% من المواقع الآثرية التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة” تعرّضت للنهب والسلب، في حين تعرّضت المواقع الأثرية التي تقع تحت سيطرة "المعارضة" السورية إلى ما نسبته 26.6% من عمليات النهب والسلب، في حين كانت المفاجأة الكبرى بأن المواقع الأثرية التي تقع تحت سيطرة قوات الحماية الكردية هي الأكثر تعرضاً للسرقة، حيث وصلت نسب سرقة المواقع الأثرية فيها إلى نحو 27.6%" وفق الصحيفة.
وتشير الدراسة إلى أن المواقع الأثرية التي يسيطر عليها تنظيم “الدولة” أكبر بكثير من تلك المواقع التي تخضع لسيطرة القوات الكردية أو "المعارضة" السورية.
وتضيف أنه "يمكن تصنيف الأضرار التي تعرّضت لها الآثار في المواقع التي تخضع للسيطرة الكردية بأنها أضرار ونهب طفيفة، في حين تعرّضت الآثار الواقعة تحت سيطرة تنظيم “الدولة” وبما نسبته 42% إلى ما يمكن تسميته بالنهب الشديد، الذي يتمثل باستخدام الحفارات لإستخراج الآثار".
وتلفت الأرقام التي نشرتها الدراسة إلى أن "عمليات النهب والسرقة هذه حصلت خلال السنوات 3-4 الماضية، وأن هناك ما يقارب من الـ100 موقع أثري كانت توصف بأنها "مواقع بكر"، مبينةً أن هناك أكثر من 15000 موقع أثري رئيسي في سوريا (وربما أكثر)، تعرّض منها ما يقارب من الـ3000 موقع للنهب منذ بداية الحرب وهو "رقم مذهل" بحسب الصحيفة.
كذلك لفتت الصحيفة إلى أن "الفوضى التي خلّفتها الحرب السورية هي السبب الرئيسي وراء عمليات النهب، في حين وجدت الدراسة أن عمليات النهب الكبرى التي تعرّضت لها المواقع الأثرية السورية الخاضعة لسيطرة القوات الكردية كانت من خلال لصوص وانتهازيين وليس مقاتلين".