التقتها منيرة احمد – مديرة نفحات القلم
ان اردت الحصول على طاقة ايجابية تستطيع الحصول عليها حين تلقاها
ان اردت التعرف على مقدرة الانسان على العطاء فعندها تجد الجواب من خلال مسيرتها الحافلة
ان اردت التعرف على سبل النجاح وتخطي المعوقات استمع الى حديثها
بشوق –بلهفة بمحبة كانت بانتظاري بقلبها الذي يحمل ما لايمكن وصفه من حب وقدرة على العطاء
كانت تشرف على اعداد الطعام الذي جمعت مواده من الطبيعة ( الخبيزة – الهندباء…….. )
وقبل ان تبدأ بالحديث عن نفسها باركت جهد ناديا – وناديا هي رفيقة حياتها منذ اربعين عاما حتى صارت جزءا من الاسرة
إنها الام السورية السيدة مديحة جحجاح
( ليس حوارا كما جرت العادة بل كنت مستمعة اسجل ما قالته بكل امانة دون تحريف او تنميق كل ما ورد كان مما قالته السيدة مديحة
معها اترككم مع مسيرة نضالها :
ماذا عن بداياتها ومسيرتها ؟
===============
القرية محدودة الافق قليلة الحيلة في ايامنا(لامال ولا مواصلات ولا وسائل اتصال او اكتساب خبرات او معرفة – يرافقه انتصار للذكورة على حساب الانثى التي يطلب منها كل شيئ بلا منة ) , طبعت طفولتي بالكثير من المعاناة
درست الابتدائية عام 1955 كنت التحق يوم واغيب ايام بسبب انشغالي باعمال المنزل ومتطلبات الاسرة وخاصة الاخوة الذكور اضافة الى مشاركة الاسرة باعمال الزراعة وبذاك كان يفوتنا الكثير من المعلومات اضافة الى العقوبات التي ننالها بسبب التاخر عن الدوام .
بعد الابتدائية تم ايقافي عن الدراسة لمدة -11 عام – لاتفرغ لخدمة اخوتي الذكور وتامين متطلباتهم , مع هذا بقيت الدراسة هاجسي وبت اتحين الفرص لاقرأ اي شيئ ومنها كتب اخوتي المدرسية لاني اتلهف للحصول على الشهادة الاعدادية ( الكفاءة – البروفيه )رغم صعوبة مادتي الانكليزي والرياضيات لاني لم انل منهما الا القليل القليل , بحثت وسألت عن طريقة متابعة الدراسة قيل لي يجب ان تدرسي السفوف الثلاثة ( 7-8-9 )وهكذا كان تقدمت للامتحان بالصفوف الثلاثة في عام واحد ولم افلح رسبت لقلة المعلومات لدي , بعدها صدر قرار بانه بالامكان تقديم الصفين السابع والثامن في الدورة الاولى والتاسع في الدورة الثانية وهذا ما كان تقدمت ونلت الشهادة الاعدادية وحصلت على /173 علامة / طبعا لا انسى ان اخي ساعدني بمادتي الانكليزي والرياضيات اذ حفظتهما عن ظهر قلب كما يقال . وهكذا تكللت بالنجاح رحلة احد عشر عاما من الصبر والكفاح والمثابرة والتصميم .
كنت اعيش فراغا قاتلا ابحث عن متنفس ولو من نافذة امل بسيطة ,
تقدمت بطلب لمدرسة القبالة والتمريض في جامعة دمشق وكان عمري حينها /24/ عاما , كنت خلالها في مرحلة يلفني الحزن ويرافقني الانكسار كنت في حالة كآبة دون علمي ان لها اسم علمي يقال عنه اكتئاب , خفت من تجربة الزواج في البداية لاني كنت اعرف سيدات كثيرات يتعرضن للضرب والاهانة من ازواجهن , وفضلت العلم على الزواج , كنت انشد الحرية ( الحرية الملتزمة طبعا ) لا اريد ان اكون تحت رحمة او سطوة احد ( كعطشى محروق يريد ان يطفأ ناره بالعلم – , في الدراسة كان الاستغراب سيد الموقف ممن كانوا معي كوني اكبرهم سنا = مرحلة ما بعد الدراسة
اتممت دراستي خلال سنوات اربع بتفوق
===
( مما قالته : انبة ريفية طالعة من البطم والسنديان والزيلكون ….. لعالم اخر …. لكن السعادة لم تعرف مدخلها الى قلبها … ومنها الى مشفى … مرضى .. حرمان … فقر .. وما ادراكي ما يضمه المشفى وحالتهم-كنت املك قوة بدنية تعطي بكل ايمان بالعمل وبقدرتي الكبيرة على العطاء ومحبة لا حدود لها لتقديم العون للاخرين )
في السنة الاولى من الدراسة تعرفت على طالب طب وكان في السنة الثالثة من دراسته حيث كان منقذي من الجحيم الذي عشته وفي نهاية الاربع سنوات تخرجنا سوية وجاءت الخطوبة وتممت بالزواج , منزلنا لم يكن فيه اية مقومات المنزل , سريرنا الارض , لم نكن قادرين على استقبال الضيوف ….. , عملت في مشفى المواساة / قسم العمليات /من منزلنا في ركن الدين اخرج في السادسة صباحا لاصل الى دوامي الساعة السابعة صباحا واعود للمنزل الساعة الخامسة مساء
( انا ام ويجب ان اكون سيدة لاثبات النجاح والتميز ) بعد خدمة سنتين الزامية في المشفى انتقلت الى منطقة الضمير حيث يعمل زوجي الطبيب سعيد كنعان , اول سرير اشتربناه كان بسعر /85 ليرة سورية / ومرتبي كان /218 ليرة سورية / اجرة المنزل /110/ ليرة سورية والمنزل طيني بلا ماء ولا كهرباء
ونتيجة سفر زوجي خارج القطر لاكمال تخصصه في مجال الطب استقر بي الحال في مدينة جبلة حيث تم تعييني في الصحة المدرسية ( قابلة قانونية )
رحلة العمل خارج اوقات الدوام
==================
لم يكن في ريفنا طبيب ولا مشفى ولا مستوصف وحاجات الناس كثيرة وخصوصا حالات الولادة كنت اصطحب ابني معي حين اذهب كقابلة قانونية في المنازل
خلال مسيرة عملها المهني اشرفت على ولادة /1400 حالة ولادة خلال الفترة الممتدة من عام 1965 لغاية 2005 وذروة عملها كانت في فترتي السبعينات والثمانينات .
تبلغ من عمرها المعطاء 74 عاما وما زالت تساهم مع الجميع في اعمال المنزل والحقل فهي ابنة الطبيعة وتحرص على ان يكون طعامها مما تنتجه الطبيعة , لا تقبل الوجبات الجاهزة في منزل عامر بالضيوف والمحبين –الاولاد والاحفاد
(مسيرة كفاح لاجل الناس ليل نهار بكل الظروف والعوامل الجوية لاناس لا اعرفهم البي طلب الجميع لاساعد في منح الحياة لاي مولود خلال فترة عملي على مدى /35/ وظيفية ولادة وعيادة تساعد زوجي في عمله وبعون الله لم اهزم بام او طفل )
السيدة مديحة الان :
===========
مازالت تساهم مع الجميع في زيارة الجرحى واسر الشهداء بكل ايانها وسعادتها بما تقدم تتقدمنا حين تريد الشد من عضد جريح او اسرة شهيد , تثلج الصدور بما تقوله وبما تمثله من قيم الايمان بالانسان والوطن وقيمة التضحية لاجل الوطن –
لم ندخل بيتا الا ووجدنا احدا ممن اشرفت على ولادتهم
في مؤتر رابطة الاتحاد النسائي بجبلة عام 2015 تم تكريمها وكانت لها كلمة : مماجاء فيها
سلام نت الله عليكم – سورية امنا الكبرى سورية امي نناشدك جميعا صبرا على البلوى …. نحية للذي يواجه حربا كونية دفاعا عن ارضه المقدسة مهد الحضارات –اولى الابجديات ….. سيادة الرئيس ايها الحبيب لك وعليك السلام حماك الله وقواك وشد من ازرك —-حماة الديار يا حماة الامن والاستقرار يا حماة الكرامات لقد سطرتم نلحنة من ملاحم التاريخ …
ايها الشهداء السلام عليكم السلام بوم ولدتم ويوم اصبتم ويوم استشهدتم ويوم تلقون وجه الله احباء عنده ترزقون ….وانت يا ام الشهيد انحني خجلى امام صبرك لما قدمتيه واعطيتيه وباركتيه في جنان الخلد تحت سدرة المنتهى .. الهمك الله الصبر والسلوان
( كلمتها كانت طويلة ومرتجلة وعذرا منكم ومنها لاني لم اذكرها كاملة )
لسيدة الامل الدائم والابتسامة التي لا تفارقها مصحوبة بالكثير من العمل والايمان بقيمة الوطن والانسان وقدرته على العطاء بكل ما منحنا الله اياه من قدرة على المحبة والعمل الذي يصل مرتبة العبادة ….سلامنا لأمنا الرائعة – امنا المعطاء التي تمنحيننا في كل لقاء طاقة ايجابية تطلق مكامن الخير والثبات فينا