" الفــدرالية " الكـــــــــــــــــــــردية .jpg)
…………..هل هي قابـــــــــــــــلة للتـــــــــــــحقق
……………..دوافع الاعـــــــلان وتوقيــــــــــــــــته
ــــــالاستاذ المحامي محمد محسن ـــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
……."تنويه " أضعه كاطار للتعريف بموقع الكاتب من القضية الكردية ، ……."من خلال مهنتي كمحام دافعت عن /77/ سياسي من قادة الحركة ……."الكردية في الثمانينات من القرن الماضي أمام محكمة أمن الدولة ……………………………مجاناً "
التاريخ يقول : عندما تضعف الأمة تتخلى عنها بعض مكوناتها ، وسرعان ما تعمل تلك المكونات على إيقاظ هوياتها الثانوية وتجهد لتظهيرها وتجاهر بها وتحاول التبرؤ من الهوية الوطنية الموحدة حد التشهير بها ، بدلاًمن التمسك بهويتها الوطنية الجامعه ، والعكس صحيح عندما تنهض الأمة ويشتد عودها وتزدهر اقتصادياً وسياسياً حتى وثقافياً ، تتراكض المكونات الوطنية الصغيرة وتتبارى في البحث عن التاريخ الجامع المشترك لاثبات انتمائها للهوية الأم التي تعلن إعتزازها بالانتماء إليها ، وتناسي التناقضات الثانوية معها على الأقل ، أما واقع أمتنا العربية في هذه المرحلة التي تعاني من أزمة هي الأعنف في تاريخها الحديث من التفكك والاحتراب ، فمن البدهي أن تفر من تحت ولائها بعض الهويات المتمايزة وتتمرد عليها وقد تتآمر عليها أيضاً .
.
فاذا ما أضفنا إلى هذا الواقع الجهد المضني الذي بذلته ولا تزال دول العدوان بدءأً من الكيان الصهيوني مروراً بالمحميات الخليجية وصولاً إلى دول الاستعمار الغربي ، كل هذه الدول كان همها سابقاً وراهناً ليس فقط ايقاظ الهويات المتباينة عن الهوية الأم ، بل العمل على خلق تناقضات وهمية وزرعها بين العائلة الواحدة وبين المذهب الواحد وبين الاثنية الواحدة ، والسعي لتسعيرها ودفعها نحو الاقتتال والتفتت ، لأن ذلك هو الطريق الأمثل للابقاء على التناقضات والصراعات وحالات التمزق والتخلف التي تشكل بمجموعها السبيل الأنجع لترسيخ التبعية والسيطرة السياسية والاقتصادية لقوى الاستعمار .
.
لكن قبل ان نبدأ بالتقويم والتقييم لابد من الاعتراف أن المكون الوطني الكردي مكون تاريخي من مكونات هويتنا الوطنية الجامعة وهذا يعطيه حق ، التمتع بكامل الحقوق الممنوحة لغيره من المكونات الأخرى ، كما عليه أن ينهض بكامل الواجبات تجاه أمن الوطن واستقراره ، والدفاع عنه ضد اي خطر .
فتحت أية صيغة يمكن ادراج هذه الدعوة " الفورة " الكردية إلى الفدرالية وضمن أي فهم ؟ هل هي عمل ارتجالي دعت اليه مجموعة من المتعصبين القوميين الأكراد زينت لهم ذلك " الثورة الربيع " وحرضتهم على اقتناص الفرصة واتخاذ مثل هذا القرار المتسرع ؟ أم هي جزء من الهجمة العدوانية على الوطن الأم وجرح من جروحه ؟ أم أنها جاءت ضمن سياق موضوعي أنضجته الظروف الراهنة ؟
هذا من ناحية الدوافع والظروف الملابسة التي قادت لاعلان تلك الذوبعة ، ونحن الآن سنحاول تقديم مقاربة نأمل أن تكون أقرب للموضوعية ، تبين امكانية التحقق أو استحالته ، ومنعكسات هذا القرار على وحدة النسيج الوطني .
.
بدون كثير من الجدل نحسم التساؤل ونقول : جاءت بتوقيت غير ملائم حتى لانقول مشبوه ومدان ، لأن أبسط اسس المواطنة تقتضي تكاتف جميع الوحدات الاجتماعية الصغيرة والكبيرة عندما يتعرض الوطن الجامع لأي نازلة أوحتى جائحة والانخراط فوراً مع الآخرين لمواجهة الخطر الداهم الذي يواجه المواطنين بكل تلاوينهم وهوياتهم ، أما وأن يُستغل الظرف الذي تذبح فيه البلاد والعباد معناً ومبناً بهدف تمزيق الوطن الواحد ، فهذا لعمري أسوء توقيت بأسوء ظروف ، ويندرج في خانة الخطأ التاريخي وذلك بالوقوف إلى جانب أعداء الوطن الساعين لضرب الوحدة الوطنية وتفتيت المفتت ، والاجهاز على جميع منجزاتنا الوطنية التاريخية والحضارية ، التي أنجزها الوطنيون بكل إنتماءآتهم وبكل مكوناتهم .
.
وأنا اثق أن المجموعة التي طرحت هذا المفهوم وقعت تحت وطأة تضليل ممنهج زين لها الأمور فوقعت في شرأعمالها بشرك نصب لها ، فخسرت بذلك شرف المواطنة والتخلي عن مسؤولياتها واستغلال ظروف الحرب التدميرية التي شنت على الوطن من الجهات الأربع ، لتطرح مشروعها الذي لا يخدم إلا أعداء الوطن ، إنه موقف غير وطني وغير منطقي وغير موضوعي ولا يملك اي شرط من شروط الصحة أوالتحقق ، والمجموعة التي طرحته هي بالتأكيد فئة قليلة ضالة وجاهلة لعبت بالسياسة كغريلهو في ميدان ، ولاتعبرعن موقف الغالبية العظمى من المكون الوطني الكردي . وذلك للأسباب التالية :
…..أولا ـــ الامتداد الجغرافي من ديريك إلى عفرين والذي يشكل شريطاً ضيقاً وغير متصل ، وتوزع سكانه الديموغرافي لايرجح أكثرية كردية فغالبية سكان الشريط موزعين بين عرب مسيحيين من آشوريين وكلدان وسريان أو قبائل عربية اسلامية صرفة ، ومادامت الجغرافيا والديموغرافيا لاتخدمان هذا الطرح يكون قد فقد أهم شرط من شروط تحققه الفعلي ، أما التواجد الكردي الموزع في دمشق وغيرها هي تجمعات عبر عنها " خالد بكداش حيث قال : " نحن بتنا عرباً عاربة " فضلاً أن اندماجهم بأوساطهم الاجتماعية المتنوعة جعلهم لايفكرون على أساس عرقي ولا يجيدون التحدث باللغة الكردية ، وبالتأكيد غالبيتهم إن لم يكن كلهم ليسوا مع هذا الطرح التقسيمي .
.
…..ثانياً ـــ طرح الموضوع في ظروف الحرب والاستشهاد يجعل كل وطني حر يدين هذه الدعوة توقيتاً وغاية ، لأنه سيعتبر إطلاقها مجرد استجابة لأعداء الوطن الذين استخدموا سلاح الطائفية والمذهبية والقومية منذ انطلاقة الحرب القذرة بل اعتمدوا تلك الأسلحة الفتاكة التي فعلت فعلها " كاسلحة الدمار الشامل" وماهذه الفقاعة إلا واحدة من عقابيل هذه الأسلحة الغادرة ، بهذا لايفقد مطلقوا هذه الصيحة سمتهم الوطنية بل يصنفون كأعداء للوطن ، وتفقد القضية الكردية الحقه بعض بريقها وهذه من أهم المسالب التي ترتبت على هذا الطرح الأهوج غير العاقل بل والطفولي المدان .
.
…..ثالثاً ـــ هذه الصيحة النشاذ لاقتها جميع الدول المحيطة بها جغرافياً ، بمواقف متفاوتة ، منها من أرغى وأزبد وهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور كتركيا ، والتي أقسم أردوغان المتوحش بمحيها من الوجود ، أما ايران والعراق فاستقبلتاها بمزيد من الاستهجان والاستخفاف وصولاً إلى الرفض الكلي ، قياساً على حلول " بريمر المندوب السامي الأمريكي على العراق " والتي لاتزال العراق وستبقى تدفع ثمن هذه المكيدة عشرات السنين ، حتى أمريكا رفضت ذلك الطرح تماشياً مع موقف الحليف التركي ، وروسيا الاتحادية الصديقة كانت وستبقى وحدة الأراضي السورية من أهم القضايا التي تبنتها منذ دخولها الحرب إلى جانب الجيش العربي السوري .
.
…..رابعاً وأكثر ـــ إنها صيحة في واد لن تخلف اثراً ولن يستمع لها إلا المنبوذين والموتورين والشوفينيين المتعصبين الحاقدين على الوطن على سورية قلب العالم .
……..هل من المعقول أن يشطح ذهن بعض الغلاة الأغبياء أنه وبعد سقوط مئآت الآلاف من الشهداء أن يُسمح لهم بتمزيق سورية ؟؟؟؟؟؟
……..إنه كحلم ابليس في الجنة كما يقول بعض المتفيقهين…….
.jpg)
…………..هل هي قابـــــــــــــــلة للتـــــــــــــحقق
……………..دوافع الاعـــــــلان وتوقيــــــــــــــــته
ــــــالاستاذ المحامي محمد محسن ـــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
……."تنويه " أضعه كاطار للتعريف بموقع الكاتب من القضية الكردية ، ……."من خلال مهنتي كمحام دافعت عن /77/ سياسي من قادة الحركة ……."الكردية في الثمانينات من القرن الماضي أمام محكمة أمن الدولة ……………………………مجاناً "
التاريخ يقول : عندما تضعف الأمة تتخلى عنها بعض مكوناتها ، وسرعان ما تعمل تلك المكونات على إيقاظ هوياتها الثانوية وتجهد لتظهيرها وتجاهر بها وتحاول التبرؤ من الهوية الوطنية الموحدة حد التشهير بها ، بدلاًمن التمسك بهويتها الوطنية الجامعه ، والعكس صحيح عندما تنهض الأمة ويشتد عودها وتزدهر اقتصادياً وسياسياً حتى وثقافياً ، تتراكض المكونات الوطنية الصغيرة وتتبارى في البحث عن التاريخ الجامع المشترك لاثبات انتمائها للهوية الأم التي تعلن إعتزازها بالانتماء إليها ، وتناسي التناقضات الثانوية معها على الأقل ، أما واقع أمتنا العربية في هذه المرحلة التي تعاني من أزمة هي الأعنف في تاريخها الحديث من التفكك والاحتراب ، فمن البدهي أن تفر من تحت ولائها بعض الهويات المتمايزة وتتمرد عليها وقد تتآمر عليها أيضاً .
.
فاذا ما أضفنا إلى هذا الواقع الجهد المضني الذي بذلته ولا تزال دول العدوان بدءأً من الكيان الصهيوني مروراً بالمحميات الخليجية وصولاً إلى دول الاستعمار الغربي ، كل هذه الدول كان همها سابقاً وراهناً ليس فقط ايقاظ الهويات المتباينة عن الهوية الأم ، بل العمل على خلق تناقضات وهمية وزرعها بين العائلة الواحدة وبين المذهب الواحد وبين الاثنية الواحدة ، والسعي لتسعيرها ودفعها نحو الاقتتال والتفتت ، لأن ذلك هو الطريق الأمثل للابقاء على التناقضات والصراعات وحالات التمزق والتخلف التي تشكل بمجموعها السبيل الأنجع لترسيخ التبعية والسيطرة السياسية والاقتصادية لقوى الاستعمار .
.
لكن قبل ان نبدأ بالتقويم والتقييم لابد من الاعتراف أن المكون الوطني الكردي مكون تاريخي من مكونات هويتنا الوطنية الجامعة وهذا يعطيه حق ، التمتع بكامل الحقوق الممنوحة لغيره من المكونات الأخرى ، كما عليه أن ينهض بكامل الواجبات تجاه أمن الوطن واستقراره ، والدفاع عنه ضد اي خطر .
فتحت أية صيغة يمكن ادراج هذه الدعوة " الفورة " الكردية إلى الفدرالية وضمن أي فهم ؟ هل هي عمل ارتجالي دعت اليه مجموعة من المتعصبين القوميين الأكراد زينت لهم ذلك " الثورة الربيع " وحرضتهم على اقتناص الفرصة واتخاذ مثل هذا القرار المتسرع ؟ أم هي جزء من الهجمة العدوانية على الوطن الأم وجرح من جروحه ؟ أم أنها جاءت ضمن سياق موضوعي أنضجته الظروف الراهنة ؟
هذا من ناحية الدوافع والظروف الملابسة التي قادت لاعلان تلك الذوبعة ، ونحن الآن سنحاول تقديم مقاربة نأمل أن تكون أقرب للموضوعية ، تبين امكانية التحقق أو استحالته ، ومنعكسات هذا القرار على وحدة النسيج الوطني .
.
بدون كثير من الجدل نحسم التساؤل ونقول : جاءت بتوقيت غير ملائم حتى لانقول مشبوه ومدان ، لأن أبسط اسس المواطنة تقتضي تكاتف جميع الوحدات الاجتماعية الصغيرة والكبيرة عندما يتعرض الوطن الجامع لأي نازلة أوحتى جائحة والانخراط فوراً مع الآخرين لمواجهة الخطر الداهم الذي يواجه المواطنين بكل تلاوينهم وهوياتهم ، أما وأن يُستغل الظرف الذي تذبح فيه البلاد والعباد معناً ومبناً بهدف تمزيق الوطن الواحد ، فهذا لعمري أسوء توقيت بأسوء ظروف ، ويندرج في خانة الخطأ التاريخي وذلك بالوقوف إلى جانب أعداء الوطن الساعين لضرب الوحدة الوطنية وتفتيت المفتت ، والاجهاز على جميع منجزاتنا الوطنية التاريخية والحضارية ، التي أنجزها الوطنيون بكل إنتماءآتهم وبكل مكوناتهم .
.
وأنا اثق أن المجموعة التي طرحت هذا المفهوم وقعت تحت وطأة تضليل ممنهج زين لها الأمور فوقعت في شرأعمالها بشرك نصب لها ، فخسرت بذلك شرف المواطنة والتخلي عن مسؤولياتها واستغلال ظروف الحرب التدميرية التي شنت على الوطن من الجهات الأربع ، لتطرح مشروعها الذي لا يخدم إلا أعداء الوطن ، إنه موقف غير وطني وغير منطقي وغير موضوعي ولا يملك اي شرط من شروط الصحة أوالتحقق ، والمجموعة التي طرحته هي بالتأكيد فئة قليلة ضالة وجاهلة لعبت بالسياسة كغريلهو في ميدان ، ولاتعبرعن موقف الغالبية العظمى من المكون الوطني الكردي . وذلك للأسباب التالية :
…..أولا ـــ الامتداد الجغرافي من ديريك إلى عفرين والذي يشكل شريطاً ضيقاً وغير متصل ، وتوزع سكانه الديموغرافي لايرجح أكثرية كردية فغالبية سكان الشريط موزعين بين عرب مسيحيين من آشوريين وكلدان وسريان أو قبائل عربية اسلامية صرفة ، ومادامت الجغرافيا والديموغرافيا لاتخدمان هذا الطرح يكون قد فقد أهم شرط من شروط تحققه الفعلي ، أما التواجد الكردي الموزع في دمشق وغيرها هي تجمعات عبر عنها " خالد بكداش حيث قال : " نحن بتنا عرباً عاربة " فضلاً أن اندماجهم بأوساطهم الاجتماعية المتنوعة جعلهم لايفكرون على أساس عرقي ولا يجيدون التحدث باللغة الكردية ، وبالتأكيد غالبيتهم إن لم يكن كلهم ليسوا مع هذا الطرح التقسيمي .
.
…..ثانياً ـــ طرح الموضوع في ظروف الحرب والاستشهاد يجعل كل وطني حر يدين هذه الدعوة توقيتاً وغاية ، لأنه سيعتبر إطلاقها مجرد استجابة لأعداء الوطن الذين استخدموا سلاح الطائفية والمذهبية والقومية منذ انطلاقة الحرب القذرة بل اعتمدوا تلك الأسلحة الفتاكة التي فعلت فعلها " كاسلحة الدمار الشامل" وماهذه الفقاعة إلا واحدة من عقابيل هذه الأسلحة الغادرة ، بهذا لايفقد مطلقوا هذه الصيحة سمتهم الوطنية بل يصنفون كأعداء للوطن ، وتفقد القضية الكردية الحقه بعض بريقها وهذه من أهم المسالب التي ترتبت على هذا الطرح الأهوج غير العاقل بل والطفولي المدان .
.
…..ثالثاً ـــ هذه الصيحة النشاذ لاقتها جميع الدول المحيطة بها جغرافياً ، بمواقف متفاوتة ، منها من أرغى وأزبد وهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور كتركيا ، والتي أقسم أردوغان المتوحش بمحيها من الوجود ، أما ايران والعراق فاستقبلتاها بمزيد من الاستهجان والاستخفاف وصولاً إلى الرفض الكلي ، قياساً على حلول " بريمر المندوب السامي الأمريكي على العراق " والتي لاتزال العراق وستبقى تدفع ثمن هذه المكيدة عشرات السنين ، حتى أمريكا رفضت ذلك الطرح تماشياً مع موقف الحليف التركي ، وروسيا الاتحادية الصديقة كانت وستبقى وحدة الأراضي السورية من أهم القضايا التي تبنتها منذ دخولها الحرب إلى جانب الجيش العربي السوري .
.
…..رابعاً وأكثر ـــ إنها صيحة في واد لن تخلف اثراً ولن يستمع لها إلا المنبوذين والموتورين والشوفينيين المتعصبين الحاقدين على الوطن على سورية قلب العالم .
……..هل من المعقول أن يشطح ذهن بعض الغلاة الأغبياء أنه وبعد سقوط مئآت الآلاف من الشهداء أن يُسمح لهم بتمزيق سورية ؟؟؟؟؟؟
……..إنه كحلم ابليس في الجنة كما يقول بعض المتفيقهين…….