اذا لم ينتبه الشباب العربي
الى المصير الذي يقاد اليه ستكون نهاية وانتحار الامة
او يدشن العرب اول ظاهرة بالعالم وهي انتحار الامم اول امة تنتحر هي امة العرب
عبد الرحمن تيشوري / كاتب وباحث سوري
بعد ستين سنة من الثقة المتبادلة بين المواطن العربي وأجهزة الاعلام العربية الرسمية واخيرا الخاصة ايضا، نعلم أنه عندما تركز الاجهزة على قضية ما وترعاها فجأة بكل ما عندها من صحف ومجلات واذاعات وتلفزيونات وخطب ومهرجانات ومطربين ومطربات، فمعنى ذلك أن نقرأ الفاتحة قريباً على هذه القضية.
أنا مثلا: دون تردد أو مناقشة، ما أن تركز مثل هذه الأجهزة على قضية الحرية فجأة حتى أجهز "شحاطتي" وبيجاماتي وأحلق شعري على الصفر سلفا / رمز القمع السابق عند كل العرب واجهزة امنها/.
وعندما تركز على موضوع الاشتراكية، أسارع على الفور وأتفقد برادي صحنا صحنا وبيضة بيضة، لأن معنى ذلك أن الناس ستأكل بعضها عما قريب.
وعندما تركز على موضوع النصر والتحرير واستعادة الاماكن المقدسة، أضب الحقائب واستعد للمبيت قريبا أنا وعائلتي تحت أحد الجسور في الفاتيكان او أي مكان اخر، لأن معنى ذلك أن قطعة أخرى من الأرض العربية ستطير.
والآن تركز هذه الأجهزة في مشرق الوطن العربي ومغربه فجأة وبعد خراب البصرة على موضوع الوحدة العربية والتحالف الاسلامي بحجة أنها الرد الحاسم على ما تطرحه الامبريالية الأمريكية في المنطقة من مشاريع جديدة للتجزئة والتقسيم وان السعودية القاعدية ستحارب داعش الوهابي السعودي ؟؟؟!!!!. ومعنى ذلك أن عدد الدول العربية سيرتفع من 22 إلى 42 دولة. أي بعدد الولايات الأمريكية تقريباً.
ماذا فعل المواطن العربي لاغلب حكامه خلال الثلاثين سنة الماضية حتى يعامل هذه المعاملة؟
أعطاهم أولاده للحروب.
وعجائزه للدعاء.
ونساءه للزغاريد.
وكساءه لليافطات.
ولقمته للمآدب والمؤتمرات.
وشرفاته وموطىء قدميه للمهرجانات والخطابات.
وطلب منهم نوعاً واحداً من الحرية، وهو النوع المتعارف عليه في أبسط الدول المتحضرة. فأعطوه عشرين نوعا من الحرية لا يوجد لها مثيل لا في الدول المتحضرة ولا في الدول المتوحشة وخاصة حرية داعش الشهيرة هذه الايام.
وطلب منهم نوعاً واحداً من الاشتراكية، وهو النوع المعمول به في معظم الدول الاشتراكية. فأعطوه خمسين نوعا من الاشتراكية إلا النوع المعمول به في الدول الاشتراكية.
أعطاهم سبع دول عام 1949، لتوحيدها. فأعطوه بعد ثلاثين سنة 22 دولة لا يستطيع 22 بسمارك أن يوحد أنظمة السير فيها واليوم العدد مرشح الى 30 دولة.
ومنذ ثمانية وستين سنة أيضاً أعطاهم قضية ظريفة خفيفة كالفلة، تتمنى معظم الدول والشعوب في ذلك الحين أن يكون عندها قضية مثلها. وهي قضية فلسطين لكن فلسطين لاتعني بني سعود واقول لحماس والمنافق ابو مازن ملوك السعودية هم الاعداء بالاضافة الى الصهاينة. فأعطوه بالاضافة اليها:
قضية المالكي.
وقضية البرازاني.
وقضية بن بركة.
وقضية جنبلاط.
وقضية سعد حداد.
وقضية الخميني.
وأخيراً قضية السادات.
وقضية الجولاني والبغدادي والسيسي وسلمان بن عبد العزيز
فماذا يتحمل هذا الإنسان ليتحمّل؟
بمعنى أن ينام المواطن العربي على هم قديم. هذا لا يجوز. وأمر لاترضاه لا أنظمة الحكم العربية، ولا دول عدم الانحياز، ولا منظمة الوحدة الآسيوية الافريقية، ولا منظمة الصحة العالمية ولا بان كيمون القلق ولا امريكا ولا الماما ميركل ولا نبيل ابو الغائط.
المفروض كل يوم جديد، هم جديد وحرب وتفجير وارهاب وقطع رؤوس ومدفع جهنم والزارة وعدرا ومجازر لا تعد ولاتحصى ووووو.
وأن يعود المواطن إلى بيته في المساء وهو لا يحمل لعائلته وأطفاله أكلة جديدة أو ثياباً جديدة، بل قضية جديدة وفزعة جديدة ورعب جديد واشلاء جديدة.
وتقول اعلانات الدعاية أن ساعة أوريس التي تتحمل الصدمات هي ساعة المستقبل. قسماً بالله ألف ساعة أوريس لا تتحمل في خمس سنوات الصدمات التي يتحمّلها المواطن العربي في خمس دقائق – ولذلك كل ما يلزمه هو قشاط جلد من عند الرأس والقدمين ليلفّه الطيارون ورجال الأعمال حول معاصمهم، باعتباره هو لا أحد سواه ساعة المستقبل العربي القادم بعد سيادة المال الارهابي السعودي القذر على كرامة مصر وانبطاح السيسي امام الجهل السعودي الوهابي