كتب الاستاذ المحامي محمد محسن عن استقلال الجزائر – وذكرنا بما كنا نردده ونحن صغارا مشاركين للكبار في احتفالاتنا بانتصار الجزائر وطردها للمحتل الفرنسي حيث كنا نحفظ عن ظهر قلب النشيد الوطني الجزائري –
مبارك لبلد المليون شهيد استقلاله – حماه الله
.الجـــــــزائر بلـــد المليـــــــــــون شهــــــــــــــــــــيد
…………./130 /عاماً من الاحتـلال الفرنسي ثم عادت عربية
………….هل يمكن قراءة الوجود " الإسرائيلي على ضوء ذلك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ سورية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذكرى تحرير الجزائر بلد المليون شهيد ، تجعلك تقف بخشوع واجلال أمام تلك الدماء الزكية ، التي أريقت على بطاح الجزائر الحبيبة ، كما وتذكرنا بالزمن الجميل الذي كانت شوارع العواصم العربية تغص بالمسيرات والمظاهرات مطالبة باستقلال الجزائر ، وكم من الخطب والقصائد قيلت في تلك الثورة الجزائرية العزيزة على قلب كل عربي حر
وبالمناسبة فإنني لا أزال أذكر بيتين من الشعر منذ ذلك الحين قيلت بعد اعتقال الصبية المناضلة الجزائرية "جميلة بوحيرد "
الاسم جميــــلة بوحــــــيرد رقـــم الزنـــزانة تســـــعون
في السجن الحربي بوهران والعـــمر اثنـــان وعشــــرون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وان نسينا فلن ننسى التبرعات السخية التي كان الشعب العربي في سورية يتبرع بها للثورة الجزائرية ، فكانت النسوة يتبرعن بحليهن ،
وللأمانة التاريخية لابد أن أذكر باعتزاز بهذه المناسبة الجليلة ، مساهمة ثلاثة أطباء سوريين في الثورة الجزائرية ، وسيدة عاشوا أربعة أعوام في جبال الأوراس يسعفون الجرحى وهم:
الدكتور نور الدين الأتاسي ، رئيس الجمهورية العربية السورية الأسبق ، والدكتور يوسف زعين ، رئيس وزراء أسبق ، والدكتور ابراهيم ماخوس ، وزير خارجية أسبق ، كما رافقتهم المناضلة السيدة سعاد العبدالله ، التي قادت أول مكتب تنفيذي للاتحاد النسائي في سورية ، بعد عام 1963 ، ووفاءً لهؤلاء المناضلين أطلقت الجزائر أسماءهم على أهم ثلاثة شوارع في العاصمة الجزائر ، هذا شعبنا وهذه مواقفه عندما تكون المرحلة صحيحة ،
.
وبالمناسبة ووفاءً للتاريخ ، فإنني أذكر أيضاً بمشاركة كل من المحامي والسياسي المرحوم أكرم الحوران ، والدكتور عبد السلام العجيلي في حرب الانقاذ في فلسطين عام 1948 ، ولقد قرأت ذلك في مذكراتهما ، وان فاتني فلن أنسى استشهاد الفدائي البعثي اللبناني من بنت جبيل ،" الشهيد الأخضر العربي ، أمين سعد " في موقع بركة النقار على كتف جبل الشيخ مقابل شبعا ، الشاب البعثي "الذي كان ورفاقه الأربعة يستعدون للقيام بعملية فدائية ضد الجيش " الاسرائيلي " حيث استشهدوا بقنبلة هاون " اسرائيلية " جلبتُ قسمها الخلفي غير المتفجر إلى بيتي في دمشق ، " ، ولقد كنت هناك في القاعدة ، وشاهدت بقعة دمهم الطاهر بعد وقت قصير من استشهادهم ، وبالمناسبة من المفيد القول أنه وفي الستينات من القرن الفارط ــ تيمناً بالجزائرــ كان على كل شاب يرغب الانتساب إلى حزب البعث ، كان عليه القيام بدورة تدريبة أولاً ومن ثم عليه القيام بعملية فدائية عسكرية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ، ولقد نفذت ذلك ودخلت الأراضي الفلسطينية المحتلة من قرية صغيرة جنوب قرية " عيناتا " اللبنانية ، ومعي ثلاثة رفاق آخرين
وهل يمكن أن ينسى شعبنا الشهيد يوسف العظمة عندما واجه جيش " غورو " الجرار واستشهد على بطاح ميسلون .
هذا هي شعوبنا عندما تكون الظروف السياسية والاقتصادية تستدعي البذل والعطاء ، يتقدمون الصفوف ويتنافسون على التضحية ، ويفتدون الوطن بالمهج والأرواح ، كما هو عليه ألان ابطالنا الشجعان في الجيش العربي السوري .
وانسجاماً مع هذا المنطق منطق الثورات ، علينا أن نؤكد أن هذه الحرب المجنونة على سورية وبعد أن تضع أوزارها ، ستشكل سورية الرافعة الحقيقية لحركة التحرر العربية ، وستهزم الأحزاب الدينية التي تسببت عبر التاريخ بتخلف المنطقة ، وذلك بالتفجير الدائم للصراعات على أسس مذهبية ، وستصبح الأرض خصبة للعمل السياسي ، على أسس وطنية ديموقراطية .
سؤال أرجو التبصر فيه : مادامت الجزائر العربية قد تحررت من فرنسا بعد 130 عاماً ألا يمكن تحرير فلسطين بأقل من ذلك من " اسرائيل " ؟؟
بمناسبة ثورة الجزائر العربية العظيمة نقدم آيات التبريك لشعبنا العظيم هناك ، ونقول له : نحن قادمون لنقود معاً حركة التاريخ التقدمية العقلانية ، ونحارب كل أشكال التخلف والتبعية .
…………………..عاشت الجزائر حرة عربية ….