كتب الاستاذ مجمد محسن
….على ماذا تراهــن كل من الســعودية ، وقـــطر ، والأردن ؟
…………….ما هو مستــقبل هذه الممالك الهشـــة وإلى أيــن المصــير ؟
…………….هل يمـكن أن نقــول أنها خلـقت أسبـاب دمـارها بنفــسها ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حدث في التاريخ ويمكن أن يحدث دائماً انهيار دول وممالك ، كما تدول دول ودويلات ، ، فعندما تشيخ الدولة أو الدويلة أو تترهل يولد مُدمرها من رحمها ، أو من القوى التي خلقتها وترعرعت في كنفها واعتمدت عليها في فرض سلطتها ، كما أنه وعندما تصبح الدولة غير قادرة على التعامل مع معطيات العصر ، أو لم يعد العصر قادراً على التعرف عليها ، لعدم قدرتها على محاكاته ، أو لعدم قدرتها على تجديد نفسها ، تصبح عصية على التطور ، ، فتبدأ مرحلة الترهل والانحدار ، ومن علائمها تراخي السلطة ، والتهالك ، وصولاً إلى التقهقر والانهيار .
كما ويحدث ان تتحالف دولة ما مع دولة أخرى ، لتفادي خطر مستقبلي أو للتعاون لدرء خطر تعتقد أنه يهدد وجودها ، ولكنها وقعت في سوء الاختيار اختيار الحليف أو المعين ، فجاءها الخطر الوجودي من حليفها ذاته ، حيث وبعد أن تغلغل في أوصالها ، وفي مؤسساتها ، هان عليه التطاول على سيادتها ومن ثم الاطاحة بسلطتها .
كأنثى طائر الوقواق التي تبيض في أعشاش طيور أخرى ، وعندما تفقس البيوض ، تقوم صاحبة العش بإطعام فراخ الوقواق ، الأكبر حجماً من فراخها ، على حساب فراخها الصغار ، وبعد أن تكبر فراخ الوقواق تدفع فراخ صاحبة العش الصغيرة إلى خارج العش وترميها على الأرض ، وتحتل مكانها ، وتستمر صاحبة العش في اطعام فراخ الوقواق ، اعتقاداً منها أنها تطعم فراخها وعندما تكبر تطير فراخ الوقواق ، وتترك العصفورة الأم صاحبة العش بدون فراخ !!!.
فما هو الشكل الأكثر احتمالاً الذي سيخضع له مستقبل هذه الممالك ؟؟، والذي سيؤدي إلى زعزعة استقرارها ، ومن ثم انهيارها ، وهذا أمر مرجح الاحتمال أكثر مما يعتقد الكثيرون ، وما السكون والهدوء الذي يلف هذه الممالك إلا بالسكون الذي يسبق العاصفة .
فما هي المؤشرات والأدلة والقرائن التي استندنا عليها في الوصول إلى هذا الاستنتاج الذي يبدو قطعي الدلالة عندنا .
…………………………السعــــــــــــودية ………………………….
لا يوجد متابع غربي كان أم شرقي ، عدو أو صديق ، لا يدرك أن الارهاب الاسلامي هو التطبيق العملي للفقه الوهابي الذي يعتمده كهاد وكمرشد ، وهو الدين الذي تدين به مملكة بني سعود ـــ وليس مذهب ـــ لأن المؤتمر الاسلامي الذي عقد في " غروزني " الصيف الماضي أخرج الوهابية من بين المذاهب الاسلامية .
وأن الخلايا الارهابية الأولى التي سميت بالقاعدة ، والتي أسسها وقادها في افغانستان بن لادن السعودي الوهابي ، كانت تعتمد الفقه الوهابي السعودي كمرشد ودليل عمل ، أما حركة طالبان التي استخدمتها أمريكا لمحاربة الاتحاد السوفييتي في افغانستان ، والتي انطلقت من المدارس الشرعية في الباكستان ، كانت حركة اسلامية عسكرية متطرفة ، ولكنها لم تكن تعتمد الفقه الوهابي ، حتى وبعد دخول منظمة القاعدة إلى افغانستان بقيادة بن لادن ، بقيت هناك تباينات واضحة بين طالبان وبين تنظيم القاعدة ، ولكن وحدة المعركة ضد عدو مشترك ، بالإضافة إلى حاجة حركة طالبان للتمويل والمساندة ، تمكن بن لادن من " توهيبها " أي انتقلت إلى حضن الوهابية .
.
وليس بحاجة إلى تأكيد أو برهان ، أن " غالبية " الحركات الارهابية المتوحشة في سورية والعراق وغيرهما ، هي حركات ارهابية ، تستقي فكرها ومالها وفتاويها من خزائن المملكة ، ومن شيوخ عشائرها ، ومن " فقهائها "، وهذا يعني بكل دقة أن مملكة بني سعود ، هي المسؤولة عن تفريخ كل هذا الكم الهائل من الارهابيين ، الذين باتوا يشكلون خطراً ليس على المنطقة فحسب بل على العالم .
…………………….ماهي عقابيل هذه الآفة ………………………..
في الفترة التي تأخذ الحرب القذرة أبعادها ، ويستخدم معسكر العدوان بجميع مكوناته بقيادة أمريكا ، هذا المنتج الارهابي المتوحش كسلاح لتنفيذ ابشع جريمة ، وذلك بقهر شعوب المنطقة وتركيعها ، ولوكان بواسطة أقذر سلاح عرفه التاريخ ، وفق القاعدة الاقتصادية التي تقوم عليها وتتبناها الرأسمالية الغربية ، التي تقول " الغاية تبرر الواسطة " الوسيلة " . أي المهم أن يحقق الغرب الغاية التي جاء من أجلها ، ولو على ركام من الجثث ، وأنهار من الدماء ، هذا ديدن الرأسمالية عبر تاريخها .
.
في هذه الفترة وما دامت الحرب مشتعلة ، لن تهتم الدول ولا الأفراد بدراسة مدى خطورة هذا السلاح على حضارة الانسان ، ولكن وبعد أن تضع الحرب أوزارها وستضع .
سيقف العالم مشدوهاً أمام هذا المخلوق الغريب ، هذا المنتج الذي ولد على يد الغرب الاستعماري القاتل ، بمال سعودي وفقه سعودي ، والذي له شكل انسان ولكنه يمتلك كل صفات الوحش القادم من تاريخ الانسان الوحشي ، والذي كان يأكل الانسان فيه أخاه الانسان .
عندها وبكل تأكيد ستتحمل مملكة بني سعود وزر كل ما نتج عن هذا الطاعون وما سينتج عنه . وستدفع الثمن من وجودها كمملكة وكفقه ، وسيزيح شعبها هذا الكابوس عن كاهله ، برمي عائلة بني سعود في الربع الخالي ، حيث لامعيناً لهم ولا نصير حتى أمريكا ، عندها ستكون الدولة المعنية بالبحث عن بديل ، تلك الأسرة التي جعلتهم يعيشون وهم في القرن الواحد والعشرين ، وكأنهم في القرون الوسطى ، عصر القيان ، والجواري ، والمواخير ، والجهل المطبق ، الذي عبر عنه أصدق تعبير " خادم الحرمين عبدالله " عندما لم يعرف حتى قراءة آية قرآنية .
.
لن يغفر للملكة العتيقة نفطها ، ولا عمالتها ولا أدوارها المباشرة في تدمير الدول " الشقيقة " ولا نفطها لأنه سيبقى ملكاً للشركات الغربية ، صاحبة الحل والربط في المملكة الغارقة في الجهل .
ولكنها ستُلعن من شعبها ومن ، شعوب الدول التي ساهمت بتدميرها ، وستعتبرها الشعوب الغربية ممالك فائضة عن التاريخ ، وعلى العالم الخلاص منها .
ولكن كل هذا هين أمام " الغزوة الارهابية " المنتظرة على طريقة " طابخ السم " هل يمكن أن لا يتذوقه ؟؟ .
الارهاب المصنع سعودياً سيكون مآبه والموئل " مسقط رأسه " حيث ترعرع ، وتلبى ، وحُشي ذهنه ، بالحقد الأعمى ، وأفرغ من انسانيته ، فأصبح وحشاً .
هناك سيجد شيخه الذي علمه " السحر " وسيجد من يشاركه الموقف والقناعة ، ومن يستقبله ، ومن يتكاتف معه ، وينصره ، هناك البيئة الحاضنة .
.
والأهم أن غاية " البغدادي " زعيم القاعدة الذي صرح مراراً أن غايته اقامة " الخلافة الاسلامية " ومكة والمدينة هما المدينتان الضروريتان لإقامة دولة الخلافة ، من هنا كانت السعودية هي الهدف الأخير والغاية المرتجاة لتلك الحركات الارهابية ، لذلك ستكون المملكة الدولة الأكثر تهديداً من حيث النتيجة .
وما ينطبق على السعودية ينطبق على الجزيرة الصغيرة قطر ، التي سيجتاحها الارهاب بليلتين ونصف ، أما قاعدة " عيديد " فلن تفيدها هنا في شيء .
تبقى مملكة الأردن فهي وبدون أن يغزوها جراد الارهاب ، فان مدينة معان الأردنية كانت قد رفعت ومنذ سنين راية القاعدة ، وشكلت عصياناً على الدولة ، كما ولايزال ماثلاً في العيان احتفال الأردن بالإرهابي الدولي " أبي مصعب الزرقاوي " على مسمع الحكومة الأردنية وبصرها ، ومن منا لا يعرف هشاشة النظام ، ومدى تنامي الحركة الاسلامية هناك ، والتي تشكل الظهير القوي لحركة الاخوان المسلمين القاعدة التبادلية ، للخلافة الاسلامية على الطريقة العثمانية أيضاً ، وبظهير تركي .
.
لذلك ولما كان الجيش العربي السوري البطل ، يتحمل العبء الأكبر في قتال الارهاب ، يكون هذا الجيش العظيم بدماء شهدائه وصبر شعبه ، يدفع غائلة الارهاب عن كل العالم .
ولكن وبعد هزيمة الارهاب وسيُهزم ، ستضطر فلوله البحث عن مكان أكثر أمناً ، وهنا ستكون السعودية وقطر والاردن وباقي محميات الخليج على رأس المناطق المؤهلة لاستقبال قطعان الارهابيين ، لأنها ستجد البيئة الحاضنة والبنية الهشة الضعيفة للدولة ، غير القادرة على مواجهة غائلة الطاعون الارهابي المتوحش ، وبخاصة دول الزجاج في الامارات وغيرها ، والتي يمكن هزيمتها والتغلغل في كيانها بسهولة ويسر ، حتى الغرب لن يفلت من العقاب أيضاً ، لأنه وبنظر التكفيريين هو الجائزة الكبرى من حيث النتيجة ، لأنه يشكل أرض الكفر ، وعليهم يقع عبء تحريره من رجس الكفار وأسلمته .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لذلك ولما كانت مملكة بني سعود ، ومحميات الخليج ، والمملكة الهاشمية الأردنية الهشة ، هي الدول التي استولدت الارهاب ، واستخدمته مع دول العدوان الغربية وتركيا ، كسلاح قذر ضد سورية والعراق ، هي الدول المرشحة لأن تكون أرض ازدلافه ، ومحطته الأخيرة . وبذلك تكون قد ذاقت من السم الذي صنعته .